..Guterres عهد التيه والضالل األممي
عـــززت األمـــم املــتــحــدة مــن مـلـف إخـفـاقـاتـهـا املــتــوالــيــة، بـعـدمـا ســـارت في الطريق املعاكس الذي رسمته لها دول العالم، من أجل إقرار األمن والسلم الدولين، ووقف الحروب واالعتداء ات بن الدول، ونصرة األقليات، والحد من الظلم، ومساعدة املحتاجن. لم تكن املنظمة الدولية في أي مرحلة من مراحل تاريخها الطويل، حريصة على إرساء األمن واالستقرار في املنطقة والعالم، واكتفت بلعب دور املتفرج عبر بيانات الشجب واإلدانة التي ال تساوي املداد الذي كتبت به، وزاد الطن بلة عندما تقلد أنطونيو غوتيريس مهام األمن العام خلفا لسلفه بان كي مون، فأدخل األمم املتحدة مرحلة أكثر تيها وســوادا، وهكذا دق الثائر البرتغالي املـسـمــار األخــيــر فــي نـعـش املـنـظـمـة األمــمــيــة، بانتظار لحظة التشييع والدفن. بتقريره السنوي األخـيـر املتعلق بـوضـع األطــفــال في مناطق الـنـزاعـات املسلحة، أثبت أمــن التيه والضالل أنــــه ال يــــرى إال بــعــن واحـــــــدة، وأنـــــه انحاز ملــعــلــومــات غــيــر مــوثــقــة مــســتــقــاة من مـــصـــادر غــيــر مستقلة، وأقل ما توصف به أنها مضللة وعدائية، إن غوتيريس لم يكن أمينا كما ينبغي أن يكون، ولكنه مـارس الزيف والـخـداع واالبـتـزاز، ومنح الضوء األخضر مليليشيات انقالبية لالستمرار في ممارسة الخطف والتعذيب والقتل والزج باألطفال إجباريا في جبهات القتال، كي يكون وقودا ملعركة خاسرة وإن طال الزمن. إن ضالل وأباطيل املدعو غوتيريس، أحالت الجاني إلى ضحية، والقاتل إلى مجن عليه، حتى ساوى بن الشرعية وامليليشيات، بحسب ماجاء في رد الحكومة اليمنية على التقرير األممي املسيس والذي يفتقد إلى أبسط القواعد املهنية. وإزاء هذا التسييس املتعمد لتقرير األمـم املتحدة، اختفى تمامًا مفهوم «الشرعية»، التي طاملا مثلتها املواثيق والقوانن الدولية، فصار من يقاتل لفرض سلطة انقالبية بقوة الـسـالح، ومــن يقاتل فـي املقابل للدفاع عن الشرعية سواء بسواء في ميزان غوتيريس األعوج. غوتيريس الــذي كــذب على العالم فـي بـدايـة عـهـده، بعد إظــهــاره تقاربًا مــع ثـقـافـة وقـضـايـا شـعـوب املنطقة الـعـربـيـة واإلســالمــيــة، ظـهـر ضالليا ومـضـلـال وأخــفــق فــي زمــن قـصـيـر، مــا ضــرب مـصـداقـيـة املنظمة األممية في مقتل، وأعادها مجددا إلى مرحلة التخبط واالنهزامية، عندما أهمل االستناد إلى القرار األممي 2216 كمرتكز رئيس لحل النزاع اليمني، والشك أن هذه التوجهات التي يقودها هذا األمـــن، تـذهـب بـعـيـدا بمنظمة دولــيــة لتوجيه أصابع االتهام لها كشريك ضليع ومتورط فــي الـــعـــدوان عـلـى الـيـمـن وتــداعــيــاتــه على املـسـتـوى اإلنـسـانـي، فضال عـن تناقضها مــع الــقــوانــن الــدولــيــة املـتـعـلـقـة بالسلم واألمن الدولين. وإذا كـــــان ذلــــــك، فـــــإن الـــكـــارثـــة األخـــــرى الـتـي تـهـدد مصداقية هــذه املنظمة، أن الـــوكـــاالت واملــنــظــمــات الــتــابــعــة لــهــا في الــيــمــن بــاتــت أســـيـــرة تــوجــهــات حوثية تعكسها الـتـقـاريـر الــتــي تــخــدم مصالح االنـــقـــالب بـــدال مـــن أن تـفـضـحـه وتكشف عــوراتــه، مــا يـعـد جـريـمـة يـجـب أن يحاكم مــرتــكــبــوهــا.. وال نـمـلـك فــي الــخــتــام إال أن نـــردد وبـأعـلـى صـــوت: «اطـلـقـوا سراح املنظمة قبل أن تصبح سجنا كبيرا».