Okaz

..Guterres عهد التيه والضالل األممي

- فهيم الحامد (جدة) @FAlhamid

عـــززت األمـــم املــتــحـ­ـدة مــن مـلـف إخـفـاقـات­ـهـا املــتــوا­لــيــة، بـعـدمـا ســـارت في الطريق املعاكس الذي رسمته لها دول العالم، من أجل إقرار األمن والسلم الدولين، ووقف الحروب واالعتداء ات بن الدول، ونصرة األقليات، والحد من الظلم، ومساعدة املحتاجن. لم تكن املنظمة الدولية في أي مرحلة من مراحل تاريخها الطويل، حريصة على إرساء األمن واالستقرار في املنطقة والعالم، واكتفت بلعب دور املتفرج عبر بيانات الشجب واإلدانة التي ال تساوي املداد الذي كتبت به، وزاد الطن بلة عندما تقلد أنطونيو غوتيريس مهام األمن العام خلفا لسلفه بان كي مون، فأدخل األمم املتحدة مرحلة أكثر تيها وســوادا، وهكذا دق الثائر البرتغالي املـسـمــا­ر األخــيــر فــي نـعـش املـنـظـمـ­ة األمــمــي­ــة، بانتظار لحظة التشييع والدفن. بتقريره السنوي األخـيـر املتعلق بـوضـع األطــفــا­ل في مناطق الـنـزاعـا­ت املسلحة، أثبت أمــن التيه والضالل أنــــه ال يــــرى إال بــعــن واحـــــــ­دة، وأنـــــه انحاز ملــعــلــ­ومــات غــيــر مــوثــقــ­ة مــســتــق­ــاة من مـــصـــاد­ر غــيــر مستقلة، وأقل ما توصف به أنها مضللة وعدائية، إن غوتيريس لم يكن أمينا كما ينبغي أن يكون، ولكنه مـارس الزيف والـخـداع واالبـتـزا­ز، ومنح الضوء األخضر مليليشيات انقالبية لالستمرار في ممارسة الخطف والتعذيب والقتل والزج باألطفال إجباريا في جبهات القتال، كي يكون وقودا ملعركة خاسرة وإن طال الزمن. إن ضالل وأباطيل املدعو غوتيريس، أحالت الجاني إلى ضحية، والقاتل إلى مجن عليه، حتى ساوى بن الشرعية وامليليشيا­ت، بحسب ماجاء في رد الحكومة اليمنية على التقرير األممي املسيس والذي يفتقد إلى أبسط القواعد املهنية. وإزاء هذا التسييس املتعمد لتقرير األمـم املتحدة، اختفى تمامًا مفهوم «الشرعية»، التي طاملا مثلتها املواثيق والقوانن الدولية، فصار من يقاتل لفرض سلطة انقالبية بقوة الـسـالح، ومــن يقاتل فـي املقابل للدفاع عن الشرعية سواء بسواء في ميزان غوتيريس األعوج. غوتيريس الــذي كــذب على العالم فـي بـدايـة عـهـده، بعد إظــهــاره تقاربًا مــع ثـقـافـة وقـضـايـا شـعـوب املنطقة الـعـربـيـ­ة واإلســالم­ــيــة، ظـهـر ضالليا ومـضـلـال وأخــفــق فــي زمــن قـصـيـر، مــا ضــرب مـصـداقـيـ­ة املنظمة األممية في مقتل، وأعادها مجددا إلى مرحلة التخبط واالنهزامي­ة، عندما أهمل االستناد إلى القرار األممي 2216 كمرتكز رئيس لحل النزاع اليمني، والشك أن هذه التوجهات التي يقودها هذا األمـــن، تـذهـب بـعـيـدا بمنظمة دولــيــة لتوجيه أصابع االتهام لها كشريك ضليع ومتورط فــي الـــعـــد­وان عـلـى الـيـمـن وتــداعــي­ــاتــه على املـسـتـوى اإلنـسـانـ­ي، فضال عـن تناقضها مــع الــقــوان­ــن الــدولــي­ــة املـتـعـلـ­قـة بالسلم واألمن الدولين. وإذا كـــــان ذلــــــك، فـــــإن الـــكـــا­رثـــة األخـــــر­ى الـتـي تـهـدد مصداقية هــذه املنظمة، أن الـــوكـــ­االت واملــنــظ­ــمــات الــتــابـ­ـعــة لــهــا في الــيــمــ­ن بــاتــت أســـيـــر­ة تــوجــهــ­ات حوثية تعكسها الـتـقـاري­ـر الــتــي تــخــدم مصالح االنـــقــ­ـالب بـــدال مـــن أن تـفـضـحـه وتكشف عــوراتــه، مــا يـعـد جـريـمـة يـجـب أن يحاكم مــرتــكــ­بــوهــا.. وال نـمـلـك فــي الــخــتــ­ام إال أن نـــردد وبـأعـلـى صـــوت: «اطـلـقـوا سراح املنظمة قبل أن تصبح سجنا كبيرا».

 ??  ?? أطفال يمنيون جندتهم ميليشيا الحوثي للزج بهم في جبهات القتال. (ارشيفية)
أطفال يمنيون جندتهم ميليشيا الحوثي للزج بهم في جبهات القتال. (ارشيفية)
 ??  ?? غوتيريس
غوتيريس

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia