Okaz

غبار أدراج األمم املتحدة!

-

تــمــتــل­ــئ أدراج مــكــاتــ­ب األمــــــ­م املـــتـــ­حـــدة بالتقارير والبيانات التي يكسوها الغبار دون أن تغير شيئا من واقع العالم، فهذه املنظمة العاجزة ليست سوى أداة تحركها بعض القوى الكبرى، فتبرز مخالبها عــنــد الــحــاجـ­ـة لــخــدمــ­ة مــصــالــ­ح هـــذه الـــقـــو­ى، وتقلم أظــافــره­ــا عـنـدمـا يتعلق األمـــر بـالـظـلـم الــواقــع على الشعوب املستضعفة! لذلك لن يقدم تقرير األمم املتحدة األخير عن أطفال الــيــمــ­ن أو يـــؤخـــر فـــي شـــــيء، فــبــغــض الــنــظــ­ر عـــن أن التقرير يفتقر للمهنية ويعتمد على مصادر منحازة وغير موثوقة وال يعكس الواقع، فإنه يمنح الطرف املــعــتـ­ـدي الــضــوء األخــضــر للمضي فــي تــمــرده على الشرعية وتجنيده لألطفال وسوق اليمن نحو املزيد من املعاناة والدمار! لقد برهنت األمــم املتحدة مــرة أخــرى على ضعفها وعـجـزهـا عــن التحلي بالشجاعة فــي إدانـــة الطرف املعتدي، فشلت في القيام بدورها في جميع أماكن الـــصـــر­اع، فـشـلـت فــي فلسطني وفـشـلـت فــي البوسنة وفــشــلــ­ت فـــي كــوســوفـ­ـا وفــشــلــ­ت فـــي الـــعـــر­اق وفشلت فـي ليبيا وفشلت فـي سـوريـة وفشلت فـي الصحراء املغربية وفشلت في أفغانستان وفشلت في بورما، وتفشل اليوم في اليمن، إنها مجرد ورقة يتاعب بها من يمسك بطرفها ويحركها حسب رياح هواه! قارنوا وحسب بني مواقف األمم املتحدة واملنظمات الدولية واإلعام الغربي في تناول أخطاء العمليات العسكرية في اليمن على ندرتها وتشديد ضوابط الــعــمــ­لــيــات الــعــســ­كــريــة الـــتـــي مــكــنــت الــحــوثـ­ـيــني من التمترس باملواقع املدنية واملدنيني، وتجاوزات القوى الغربية املتحالفة في عمليات قصف وتدمير ذهب ضحيتها املدنيون األبرياء وفيهم الشيوخ والنساء واألطفال لتدركوا أن املسألة ال تتعلق باإلنسان بقدر ما تتعلق بخلق أدوات الضغط واالبتزاز!

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia