إبداعات شبابية تنقل الـ
مهارة أسيل في التذوق قادتها لصناعة احللوى يصمم عطورا خاصة تتوافق مع الشخصيات حاسة الشم حتيل البراء إلى خبير في تركيب العطور الشهري يقتحم الباريستا وعينه على منافسة العامليني في اإلسبريسو
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺨﻠﺼﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﺳﻴﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻟﻢ ﻳﺸﻐﻠﻮﺍ ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﻢ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺍﻧﺸﻐﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﻓﻘﻂ، ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ، ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻭﺍﺑﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﻛﺒﺮﻯ ﺧﺪﻣﺖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ. ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻟﺘﻘﺘﻬﻢ »ﻋﻜﺎﻅ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ« ﻣﻊ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻴﻮﻝ، ﻓﻬﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﺷﺘﺮﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﻗﺎﺳﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ، ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻫﻮﺍﻳﺎﺗﻬﻢ، ﻓﺒﻴﻦ ﻫﺎﻭ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ، ﻭﻣﺼﻨﻊ ﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺎﺕ ﻋﻄﺮﻳﺔ، ﻭﺑﻴﻦ ﻓﺘﺎﺓ ﺭﻛﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺭﻳﺎﺿﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻋﻤﻘﺖ ﺑﺤﺜﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ، ﻭﺃﺧﺮﻯ ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻴﺎﻗﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺑﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻫﻮ ﺇﺻﺮﺍﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻬﻮﺍﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻞ ﻳﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻛﻨﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ، ﻭﺭﻭﺗﻴﻦ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ، ﺑﻞ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﻛﻴﻒ ﻳﺤﻴﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﺴﺐ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﻳﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﺗﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻬﻮﺍﻳﺔ ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻓﻲ ﺳﺒﺮ ﺃﻏﻮﺍﺭﻫﺎ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺃﺭﻛﺎﻧﻬﺎ. ﻳﻘﻮﻝ ﺧﺒﻴﺮ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺃﻣﺠﺪ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩﻱ، ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﻢ، ﻭﻓﻲ ﻣﻴﻮﻟﻬﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﻣﻊ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻭﻳﺆﻣﻦ ﺃﻣﺠﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﻃﺮﻕ ﺃﺑﻮﺍﺑﻪ، ﻣﺸﺪﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻬﻮﺍﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﺎﺏ، ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻫﻮ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﻭﻟﻰ ﻟﻠﻨﺠﺎﺡ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﺘﻬﺎ »ﻋﻜﺎﻅ«، ﻫﻲ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﺸﺮﻗﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﺍﻟﻤﺘﺠﺪﺩ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻋﺼﺮﻳﺔ، ﻣﺆﻛﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ، ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺜﺎﻝ ﻳﺤﺘﺬﻯ ﺑﻪ، ﻭﺳﻴﺼﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺧﻄﻄﻮﺍ ﻟﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻃﻤﻮﺣﻪ ﻭﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ. مـــن الـــدقـــيـــق والـــبـــيـــض والفواكه والـــــشـــــوكـــــوال اســــتــــطــــاعــــت أسيل الــــيــــحــــيــــى اإلبــــــــــــــــداع فـــــــي إنـــــتـــــاج الـحـلـويـات املختلفة وقـطـع الكيك الصغيرة، حتى نحتت اسما المعا فــي ســـوق الــحــلــويــات، وأصبحت تـــتـــلـــقـــى الــــكــــثــــيــــر مــــــن الطلبات الــــخــــارجــــيــــة، وتـــتـــكـــفـــل بصناعة حـــلـــويـــات املـــنـــاســـبـــات، وبالرغم مــــن ذلـــــك الـــجـــهـــد إال أنـــهـــا تعمل بحب ينعكس على مـا تقدمه من مخبوزات. تقول أسـيـل: «كـانـت البداية وسط زحــام األحـــالم والـطـمـوحـات وهي خــلــيــط بــــن أحــــالمــــي الحقيقية وأحـــــــالم غــــيــــري، وفـــــي ظــــل ظرف مجتمعي وعائلي خضت التجربة وأجــبــرتعليها، لتو فير مـــــاينقصني. وكان هــــذا يزيدني تــــــــشــــــــتــــــــتــــــــا وخــــــــــــوض تــــجــــارب غــــــــيــــــــر نــاضــجــة فـتـفـشـل كـــل محاوالتي، إلى أن بدأت أتعلم كيف أرى ما هو بن يدي حقا وما أملكه، فأنا أملك مـهـارة لتقديم طعم مميز، وأملك األدوات األســاســيــة دون طــلــب أو الــلــجــوء ملــا هــو غـيـر مـتـوفـر لدي، فلعبت على مهارة التذوق عندي وركزت عليها فعملت بشكل جيد. بــــدأت الــتــجــارب وجــلــســات تذوق خاصة مع فريق مختار للوصول إلى أفضل نتيجة، وبدأنا تجهيز الشعار والـهـويـة وخــوض تجربة فــعــلــيــة حــقــيــقــيــة، حــيــنــهــا عرفت أن هـويـتـي هــي صـنـاعـة الحلوى بحب». وتــــــؤكــــــد أن «كـــــــل هـــــــذا لــــــم يكن بــمــجــهــود شــخــصــي وإنــــمــــا كان بـــــــإشـــــــراف وتـــــوجـــــيـــــه مــــــن خــــالل استشارات متعددة، مثل الدكتور مـحـمـد عــايــش وهـــو املتخصص فــــي هــــــذا املـــــجـــــال، وهــــــو الخيط األول الـــــذي قـــادنـــي نــحــو الحلم والـــذي تــحــول بــعــده إلــى حقيقة، وعـــمـــلـــت عـــلـــى أن يــــكــــون هدفي تـــقـــديـــم األفـــــضـــــل والــــحــــرص على الجودة والطعم بما رزقــنــي الـلـه مــن ذوق ومـــــشـــــاركـــــة هذا
بحب». حمل البراء إسماعيل شغف الروائح العطرية واكتشف موهبة الشم عنده منذ كــان صغيرا. فولعه بالعطور جــره إلــى حلم التجارة في هـذا التخصص، يفتخر الـبـراء كونه من مواليد املدينة املنورة وقد ساهم ذلك كثيرا في تطوير نفسه في إعداد العطور. يقول البراء، والدي ووالدتي اكتشفا حبي للتجارة منذ أن كنت صغيرا، فدعمني والدي في تجارة العطور، ونمت تلك الرغبة، (تصوير: عمرو سالم) إذ كنت فـي سـن الـعـاشـرة أشـتـري كميات مـن التجار معارف والدي، ويقوم والدي بسداد مبالغ كبيرة جراء ذلك البيع. ومارست التجارة في سن أصغر من ذلـك، ففي الصف الرابع ابتدائي كنت أبيع منتجات متنوعة لزمالئي الطالب بعد أن يشتري لي أخوتي عددا من البضائع البسيطة. لكن تلك التجارة تركزت عند الكبر في بيع العطور، فثقفت نفسي باالستفسار الدائم عن صناعة العطور وكنت دائما ما أطــارد صانعي العطور، وبــدأت التجربة األولــى والتي باءت بالفشل، وتكررت املحاوالت إلى أن أصبحت محترفا في بيع العود والورد الطائفي واملسك وأنــشــأت مـكـتـبـة عــطــور خاصة بالخام والزيوت العطرية واملوازين والقطارات، واليوم أصبح لدي منشأتي الــخــاصــة وأتــمــنــى الــنــجــاح بــــإذن الــلــه، كما أسـعـى أن تصبح عــطــوري مــاركــة عـاملـيـة تابعة ملصنع في السعودية. وعلى الصعيد الشخصي وهبني الله املقدرة في معرفة وتصميم العطر املناسب للشخص املناسب. بعد أن كـان إعــداد القهوة حكرا على األجـانـب؛ إذ كانت تشرف عليها أيـــادي باريستا غير سـعـوديـن، بــدأ الـشـبـاب السعودي اقتحام هذا املجال، والتفنن في استخدام آالت التقطير لصناعة القهوة املختصة، واملشاركة في مسابقات القهوة على مستوى العالم باختالف أنواعها وألوانها. يـقـول الـبـاريـسـتـا عـبـدالـعـزيـز الــشــهــري، الـــذي يعمل فــي القهوة املختصة بأحد محالت القهوة في جدة، «دخولي في هذا املجال وليد الصدفة، وأعتبرها فرصة الستكشاف ذاتي، إذ إن القهوة جمعت بن كل أطياف البشر». وأضــاف أن اإلشكالية البسيطة التي يواجهها مع العمالء هي عدم معرفة الكثيرين منهم الفرق بن القهوة املختصة واألنواع األخرى، لكنه ال يتوانى عن شرح القهوة املختصة لرواد املقهى، حتى أن الكثير منهم يطلب منه أن يرى النب املحضر وأن يستنشق رائحته ليتعرف عليها أكـثـر، وبعد أن يـتـذوق العميل القهوة املختصة قد يتغير رأيه في األنواع األخرى ليأخذ منحنى آخر في اختياراته، ومع مرور األيام يصبح من رواد املحل. ويكمل الشهري: «تقام مسابقات على مستوى العالم في القهوة املختصة وغـيـرهـا مــن أنـــواع الـقـهـوة املــتــعــددة، إال أن طموحي يتركز في االشتراك بمسابقة تحضير قهوة اإلسبريسو، إذ تقام كـل ثالثة أشـهـر، وتعتمد بشكل أسـاسـي على لغة الجسد ملقدم القهوة وطريقة إلقائه وسرعة العمل والنظافة في املكان».