ﺑﺎﺳﻢ »ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮﻅ«.. ﻧﺎﺷﺮ ﻣﺼﺮﻱ ﻳﺤﺘﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺑﺎء ﺳﻌﻮﺩﻳﻴﻦ
1000 دوالر بداية الصيد.. ومثقفون خائفون.. و«الثقافة واإلعالم» صامتة
لــم يــجــد نــاشــر مــصــري (عــــرف بــاســم الــدكــتــور محمد سالمة) حيلة مقنعة غير األديب العاملي نجيب محفوظ لالسترزاق في عالم الطباعة والنشر، ليقنع باسمه كتابا وأدباء سعوديني وخليجيني بالنشر في داره، التي زعم أنــهــا تطبع وتــــوزع فــي أنــحــاء الــعــالــم، وأنـــه يفتح من خاللها أبواب الشهرة والحضور ألدباء بعضهم شباب والبعض اآلخــر مـعـروف، وانطلت الحيلة على أسماء كـثـيـرة اكـتـشـفـوهـا بـعـد فـــوات األوان، والذ بعضهم بالصمت، إال أن الروائي والكاتب عمرو العامري كان صاحب الصوت األعلى بعد اكتشاف الحقيقة، فلم يركن للصمت بل أخـذ على عاتقه مهمة الكشف عن هذه األالعيب والحيل. الـنـاشـر املــزعــوم أكــد مشاركته فــي معرض جــــدة الـــدولـــي لــلــكــتــاب الـــقـــادم تــحــت «دار كــلــمــة»، «عـــكـــاظ» تــحــت إلـــحـــاح مـــن أدبــــاء سعوديني تـضـرروا مـن الــدار تواصلت مع مـتـحـدث وزارة الـثـقـافـة واإلعــــالم لإلجابة على سؤالها: ماذا يمكن للوزارة فعله لهؤالء األدباء؟، إال أنه لم يرد حتى تاريخه. العامري وضع كامل العتب على وزارة الثقافة واإلعالم، ألنـــه، كـمـا قـــال، إن: «الــتــقــيــدات والـبـيـروقـراطـيـة دفعت الــعــشــرات للبحث عــن مـنـافـذ أســهــل لـلـنـشـر، وبالتالي الوقوع في فخ دور النشر املشبوهة»، مؤكدا أن الوزارة لــم تـتـفـاعـل مــع شــكــوى تــقــدم بـهـا مـنـذ ثــالثــة أشــهــر أو تــوضــيــح، بــل إن إدارة مــعــرض جـــدة الـــدولـــي للكتاب طلبت منه تقديم شـكـوى إلــى «الـنـاشـريـن املصريني»، معتبرا أنه «تصرف غريب» مع أن الناشر املزعوم غير اســـم الــــدار خـــالل شـهـر أربـــع مــــرات، واآلن أصــبــح «دار إنــجــاز» لـإليـقـاع بـاملـزيـد مــن الـضـحـايـا، موجها عتبه لــأدبــاء واملثقفني على صمتهم وتـخـاذلـهـم، مـع أنهم قــــرأوا عــشــرات الــشــهــادات لـضـحـايـا، الــتــي تـعـد غيضا من فيض. وعـن بداية حكايته مع الــدار املشبوهة قال العامري لـ «عكاظ»: إنها حكاية بدأت باستشارة صديق له في عرض دار تسمى «دار نجيب محفوظ الثقافية»، وأن لـديـهـا رغـبـة للطباعة لــه، فقلت لــه: لــم أسـمـع بها من قبل، لكنه ذكر أنها دار كبيرة معروفة ولها موقع إلكتروني. وأكد أنه وجد موقع الدار على «الفيسبوك» و«تويتر» و«اإلنـــســـتـــغـــرام»، وتــضــع صــــورة نـجـيـب مــحــفــوظ في املــعــرف، ووجـــد صـــورًا كـثـيـرة ألغـلـفـة كــتــاب معروفني باململكة، مثل: محمد ربيع الغامدي، وابتسام البقمي، وعبدالله التعزي، وقادت هذه الثقة العامري للتواصل تــلــفــونــيــا مـــع صـــاحـــب الــــــدار ومـــديـــرهـــا (ســـمـــى نفسه الــدكــتــور مـحـمـد عـبـدالـخـالـق ســالمــه حــســنــني)، وأنها عاملية وتشارك في أوروبا وأمريكا وكل البالد العربية. وأوضح أنه تواصل مع صاحب الدار لترجمة وطباعة أحـد كتبه، وتـم توقيع العقد وتحويل )1000( دوالر، بحكم أن الكتاب ترجمة وطباعة، إال أنـه فوجئ فيما بعد بـسـوء الترجمة وبـدائـيـة التصميم، وبـعـد أربعة أشهر من العقد، مع أن االتفاق كان على شهرين، طلب منه مالك الــدار املزعومة تحويل املبلغ املتبقي، إال أن «العامري» اتخذ موقفه في عدم التعامل معه والتحذير منه ومن دار نشره املزعومة. لم يتوقف األمر عند هذا الحد، كما يقول العامري، بل تـطـور إلــى تهديد الـنـاشـر املــزعــوم، الــذي تـأكـد لـه بعد مخاطبة الناشرين العرب والناشرين املصريني وبعض املكتبات، التي يـدعـي أنها تــوزع إصــداراتــه، بأنه اسم افتراضي ولم يسمع به، وليتأكد من املوضوع أوضح أنـــه طـلـب مــن إحـــدى الــســعــوديــات املـقـيـمـات التواصل مع الناشر املـزعـوم في مصر، إذ اتصلت به وأبــدت له رغبتها فــي الـحـصـول على عــدد مــن كتب السعوديني الــتــي طـبـعـتـهـا الـــــدار (دار نـجـيـب مــحــفــوظ)، وعندما ذهبت إلى العنوان املعطى لها لم تجد سوى شقة بها بعض العاملني على أجهزة الكمبيوتر فقط. الكاتب عبدالرحمن الـبـرونـو يــروي حكايته مـع الدار املــزعــومــة بــقــولــه: دخـــل عــلــي صــاحــب الـــــدار املزعومة بـرسـالـة على الــخــاص فــي «الـفـيـسـبـوك» معرفا بنفسه بــأنــه املــديــر الــعــام ملــؤســســة نـجـيـب مــحــفــوظ الثقافية الــدكــتــور محمد ســالمــة، وبــعــد أن أثــنــى عــلــي وامتدح حـرفـي بأجمل الـعـبـارات عــرض عـلـي إخـــراج كـتـاب لي يجمع شتات ما أكتب في صفحتي على الفيسبوك، لم أعبأ للوهلة األولـى ولكنه ألح كثيرا، وفي األثناء كان يعرض كتبا نشرها لكتاب أثـق بهم وأراهــم أهـل أدب وتميز، وافقت ودخلنا في التفاصيل وأرسل لي عقده على أوراق بيضاء، وقعتها بحسن نية وحولت له مبلغا كدفعة أولـى، عمل على إرسـال نسخ الكتاب إلكترونيا للتصحيح ووضـع املالحظات واستمر العمل، ولكني الحظت أخطاء لغوية رغم تعهده بالتصحيح اللغوي، ثم وعـد باستبدال املصحح اللغوي التابع للمؤسسة املزعومة بعد شديد انتقادي. وأضاف البرونو: «لم يكتف سالمة بهذا بل عرض علي بعد فترة أن أكون مندوبا ملؤسسته في منطقة القصيم أســوة بـآخـريـن فـي املـنـاطـق األخـــرى، ورحـبـت بالفكرة كونها عمال ثقافيا جميال، وحـني طلبت منه إرســـال أوراقـــه الرسمية ليكون عملنا رسميا وبــــنــــاء عــلــى طــلــب األدبـــــــــاء، غــضــب ووصف مــن يطلب ذلــك باملبتدئني، فتوقفت مباشرة ونهائيا عن التواصل مع أي من األدبــاء، ولم أعقد مع أحد منهم أي اتفاق». أمـا األديــب حمزة عصام بصنوي فيؤكد أن أكــثــر مــن 100 كــاتــب وكــاتــبــة فــي السعودية كانوا ضحايا لهذا الناشر املزعوم، موضحا أنـــه تـــواصـــل مــعــه شــخــص يــدعــي أنـــه حفيد نجيب محفوظ ولــديــه دار للطباعة والـنـشـر، واتفق معه على طباعة ديوان بــ0021 دوالر. وأضـاف: «كان لـــدي رغــبــة أن أطــبــع كتبي السبعة فــي مـجـمـوعـة، إذ قـــدم لــي عــرضــا جــيــدا، ونـــص االتــفــاق عـلـى أن يطبع ألـف نسخة وتكون نسبة البيع %80 للمؤلف، إال أنه عاود االتصال بي وأبلغني بأنهم قرروا طباعة ألفي نسخة، ألف منها له واألخرى لي، إال أن بوادر النصب واالحــتــيــال ظـهـرت لــي قبل أن أحـــول لــه مبلغ طباعة كتابي الثاني». وأوضح بصنوي أنه فاجأ الناشر املزعوم بطلبه تسليم سـائـقـه فــي مـصـر الـنـسـخ املــقــررة بـعـد أن رفــض إرسال 600 دوالر لشحنها إلى جدة، فارتبك وحصل التصادم بـــعـــدهـــا، فــتــغــيــرت الـــــــدار مــــن «نــجــيــب مـــحـــفـــوظ» إلى «السكرية» أثناء عملنا ثم إلى دار «كلمة» فيما بعد.