Okaz

‪¡UH « ÂU √‬

-

آتيكم اليوم من أمام الفاء بعد أن كتبت مقاال سابقا بعنوان «ما وراء الفاء» بعد أن أخذ الفساد مكانا محوريا مهما. فعندما كتبت املقالة األولى كانت هناك حساسية واضحة عندما أذكر كلمة الفساد. فبمجرد الذكر تخفض العيون ويبحث عن موضوع بديل. لست ممن ينظر بسوداوية لأمور ولست ممن يرى الفساد في كل شيء، ولكن أحاول قـدر اإلمـكـان أن أنتهﺞ العقالنية. ولكنه تبن لي أنـه ال يمكن لنا أن نعالﺞ أعراض املشكلة بل علينا أن نبحث عن سببها ونعالجه لنمنع التكرار، وهذا هو الكشف الذي ال يحبذه الكثيرون. لو أننا نضﺦ بتروال في أنابيب مثقوبة ليتسرب باستمرار جزء منه أليس من األولى أن نصلح تلك الثقوب قبل أن نستمر في الضﺦ؟ هذا بالفعل ما حدث األسبوع املاضي مع اإلعالن عن اللجنة العليا ملكافحة الفساد برئاسة سمو ولي العهد. إن قاعدة االقتصادي اإليطالي الشهير ويلفريدو باريتو ٨0/20 تنص على أن 0٨٪ من التأثير تأتي من 02٪ من العمل. أي أن 0٨٪ من العمل يقوم به 02٪ من املوظفن مثال أو أن توزيع الثروات يحتم أن 02٪ من الناس يملكون 0٨٪ من الثروات واألمثلة على ذلك كثيرة. فلو افترضنا أن هذا املبدأ ينطبق على الفساد لوجدنا أن 02٪ من الفاسدين مسؤولون عن 0٨٪ منه، وبهذا فﺈن التركيز أو البداية بكبارهم له أثر كبير في محاربة الفساد واجتثاثه. من منا ال يعرف فاسدا؟ كم من الفاسدين يعمل تحت غطاء التاجر ورجل األعمال ذي الحنكة والدهاء؟ كذلك التالعب باألنظمة وااللتفاف عليها باستخدام مصطلحات محددة وسيل من املخاطبات التي تضيع القضايا بن سطورها يصبح فنا من فنون الفساد. بعض األمــور التي تظهر على الــورق على أنها نظامية تفوح منها رائحة نتنة، وتصبح حديث املجتمع ما بن مظلوم يتحسب و«فاسد صاعد» يود أن يتعلم. أما األغلبية فهي صامتة. ترى وتسمع وتظن أن ليس بيدها شيء. لفترة طويلة ظننا بـأن هـذا الحال الطبيعي الـذي لن يتغير، وأصبح الفساد ثقافة عمل تأصلت على مــدى عـقـود. ليس الـكـل الفاسد ولـكـن الـكـل يعلم بـوجـود الفساد

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia