Okaz

«اجلوهرة» يعاند العميد

- نعيم تميم الحكيم (جدة)

لم يعتد االتحاديون طيلة تاريخهم الطويل على الحضور الهزيل في ملعبهم، فقد كانت جماهير العميد على مدى أكثر من خمسة عقود رهــان الفريق األول والــدافــ­ع لـه فـي امللعب لتقديم النتائج املميزة وتحقيق املنجزات ومعانقة املنصات. ورغــم الـظـروف القاهرة التي يمر بها االتـحـاد في آخر خمسة مواسم، إال أن جمهوره بقي مالزما لــه، وكـــان عــامــال مـسـاعـدا فــي تحقيق الفريق بـطـولـة كـــأس املــلــك عـــام 2013 أمـــام الشباب فـــي الــــريــ­ــاض، ثـــم انـــتـــز­ع كــــأس ولــــي العهد املـوسـم املـاضـي مـن النصر على أرضــه وبني جماهيره. وظل رجاالت العميد يباهون بجماهيرهم طيلة السنوات املاضية، فهم الدافع الحقيقي ووقود حماسة الفريق، خصوصا إذا لعب على أرضه وبني جماهيره، سواء كانت عناصره قوية يشار لها بالبنان أو ضعيفة تلعب بالروح املتقدة من صيحات وأهازيج املدرج الذهبي.

ال انتصارات في جدة

بيد أن ما يحدث هذا املوسم لالتحاد مؤشر خطير جــدا بعيدا عـن الـجـوانـب الفنية، فقد بــدأ الفريق يفقد العامل املساند الذي كان مصدر فخر له حتى في سنوات ضعفه واهتزاز مستواه. فــمــؤشــ­رات الــحــضــ­ور الــجــمــ­اهــيــري لــلــفــر­يــق هذا املوسم في انـحـدار كبير، لكن األمــر األكثر إيالما لكل عشاق ومحبي النادي التسعيني عدم تحقيق أي انتصار على أرضـه طيلة تسع جـوالت مضت من عمر دوري املحترفني، في سابقة تاريخية لم تحدث للعميد منذ تأسيسه وحتى اآلن. فــالــفــ­ريــق الــــذي يـقـبـع حــالــيــ­ا فــي املــركــز السادس برصيد )12( نقطة جمعها من ثالثة انتصارات ومثلها من التعادالت والخسائر، عجز عن تحقيق أي انتصار على ملعب مدينة امللك عبدالله بجدة. إذ حـصـد الـفـريـق تـسـع نـقـاط مــن أصــل 12 خارج مــلــعــب­ــه، فــيــمــا حــقــق عــلــى مـلـعـبـه ثــــالث نــقــاط من التعادالت، فيما سقط في فخ الخسارة مرتني على أرضـه وبـني جماهيره، وتلقى خسارة وحيدة فقط خارج أرضه من الفيصلي على ملعب امللك سلمان بن عبدالعزيز باملجمعة. عـجـز الـعـمـيـد عــن كـسـب الــخــصــ­وم عـلـى مـلـعـبـه وبني جماهيره طــرح عالمة استفهام كبرى حيال األسباب الحقيقية الـتـي قـــادت إلــى ذلـــك، فــي وقــت كـانـت األرض والـجـمـهـ­ور هما الـعـامـال­ن الــلــذان يــقــودان االتــحــا­د للفوز واالنتصار، وإن كان الخصم أكثر قوة.

مقارنة رقمية

وتشي لغة األرقام واإلحصاء ات بشيء من الواقع، فالعميد يعيش في السنوات األخيرة تراجعا في النتائج، خصوصا في املباريات التي على أرضه، لكنه هذا املوسم يعد األسوأ على اإلطالق قياسا باملواسم السابقة منذ بدء دوري املحترفني وحتى اآلن. ففي أسوأ مواسم االتحاد بعد هذا املوسم على أرضه عقب الجولة التاسعة استطاع جمع ست نقاط داخــل أرضــه من فوزين مقابل خـسـارتـني فــي مـوسـم ،)2016/2015( بينما حـقـق خـــارج أرضه )11( نقطة من ثالثة انتصارات وتعادلني، ليصبح املجموع )17( نقطة. فيما حصد النقاط نفسها على أرضه في املوسم املاضي وموسم ،)2013/2012( إذ جمع سبع نقاط من انتصارين وتعادل، بينما كانت حصيلة نقاطه خـارج األرض املوسم املاضي أفضل )12(ـب لـيـصـبـح اإلجــمــا­لــي )19( نــقــطــة، فــي املــقــاب­ــل حــصــد قــبــل خمسة مواسم تسع نقاط ليصل إلى النقطة )16( كمجموع بعد الجولة التاسعة. ورغــم أن مـوسـم )2014/2013( يعد األســـوأ فـي تاريخه بدوري املـحـتـرف­ـني مــع هــذا املــوســم بمجموع الـنـقـاط )12( عـقـب الجولة الـتـاسـعـ­ة، إال أنــه كــان أفـضـل حــاال مــن هــذا املــوســم بنتائجه على أرضه، إذ جمع ثماني نقاط من فوزين وتعادلني، مقابل أربع نقاط خارج أرضه من فوز وتعادل. وتـسـاوى موسما )2009/2010( )2011/2012(و بعدد النقاط التي تحققت داخل األرض بتسع نقاط من ثالثة انتصارات، فيما كــان بـــاألول أفـضـل حــاال خــارج أرضــه مـن الـثـانـي، إذ حقق في األول تسع نقاط ليصل إلــى ،)18( فيما جمع فـي الثاني خمس نقاط ليكون املجموع )14( نقطة. ولم يبتعد في موسمي )2011/2010( )2015/2014(و عن سابقيه، إذ تمكن في كليهما من جمع )10( نقاط على أرضه من ثالثة انتصارات وتعادل، بعد تسع جــوالت، بينما مالت الكفة خارجها ملـــوســـ­م 2010 بـــــــــ(31) نــقــطــة لــيــصــل لـــــــ(32) نقطة، بينما تـوقـف عــدد نقاطه الـتـي جمعها خارج أرضه في موسم 2015 عند تسع، ليكون اإلجمالي النقطي .)19( ويــعــد أول مــوســم فــي تــاريــخ دوري املحترفني )2009/2008( هـو األفـضـل للعميد رقميا، إذ جمع نقطيا داخل أرضه )15( نقطة، وخارجها ،)10( ليصل إلى حاجز الـــ(52) نقطة بعد تسع جوالت كان لها دور كبير في تحقيقه آخر دوري له في العقد األخير.

الفريق فاقد للدافعية

ويرفض الناقد الرياضي اإلعالمي عادل عصام الدين ربط عدم تحقيق العميد أي انتصار بعدم حضور الجمهور، مشددا على أن الصدفة لعبت دورا في عدم تحقيق العميد أي انتصار، مشيرا إلى أن الفريق كان يستحق الفوز في املباراتني اللتني تـعـادل فيهما مـع القادسية وأحـــد، فيما لعب االستهتار دورا كبيرا فـي خـسـارة املباراة االفتتاحية مع الباطن. ويــؤكــد عــصــام الــديــن أن الــفــريـ­ـق يـعـانـي نفسيا وفــاقــد الــدافــع­ــيــة فــي ظــل عـــدم جــاهــزيـ­ـة الفريق بالوقت الحالي للمنافسة على الدوري، وال يعفى املدرب وبعض الالعبني من تراجع النتائج كفهد املولد وجمال باجندوح اللذين يعتبران -من وجهة نظره- عنصرين يصنعان الفارق مع العميد، إلى جانب صانع األلعاب التشيلي فيالنويفا.

املنع هو السبب

بـيـد أن اإلعــالمـ­ـي الـنـاقـد محمد الـبـكـيـر­ي يختلف مع عصام الدين، إذ يربط تراجع مستويات االتحاد ونتائجه داخــل أرضــه فـي ظـل ضعف الحضور الجماهيري، بمنع الفريق مـن التسجيل وتـواضـع مستويات األجـانـب بعد أن ضمنوا عدم التغيير، مما أثر سلبا على نتائج الفريق. ويشير البكيري إلــى أن االتـحـاد حتى وهــو يحقق االنتصارات فإنها كانت غالبا ما تأتي من عنق الزجاجة، وكــان الفريق غير مقنع فيها حتى وهو يفوز خارج أرضه. ورأى أن جمهور االتحاد في جدة تحول لعامل سلبي على الفريق مما جعل نتائجه خارج أرضه أفضل من داخله، ألن جمهور جدة متشنج كثيرا ويريد أن يرى الفريق بأفضل صورة، فيعبر بطريقة تزيد الضغوط على الالعبني، عكس الجماهير في املالعب خارج جـدة التي تتعطش لرؤية فريقها ألنها ال تــراه إال مـرة أو مرتني على األغلب، لذلك فـإن تشجيعها تحفيزي ولـه انعكاس إيجابي على الـفـريـق، مختتما حديثه بالتماس الـعـذر لالتحاد بالقول: «ارحموا عزيز قوم ذل».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia