Okaz

‪‰UL'« oAŽ‬

- ﻋﺰﻳﺰة اﻟﻤﺎﻧﻊ azman3075@gmail.com

رغم أن حب الجمال فطرة غريزية في البشر، إال أن الناس منذ أن وجدوا على سطح األرض وإلى اليوم لم يستطيعوا أن يحددوا ما يعنونه بالجمال، أو أن يتفقوا فيما بينهم على مفهوم موحد له. الشعور بالجمال سر من أســرار النفس البشرية، لم يستطع أحـد حتى اآلن أن يكشف كنهه وال كيف يتولد في النفس؟ أو متى؟ ولم؟ ليس هناك معايير موحدة أو صفات ثابتة يمكن أن تحدد بها مالمح الجمال، كل ما هنالك شعور يتولد في النفس فيبﺚ فيها إحساسا بالراحة واملتعة. الشعور بالجمال يبعﺚ الـسـرور في النفس، فتنتعش وتحس لـذة تبعﺚ فيها الـراحـة ويتسامى معها الــوجــدا­ن، ســواء كـان الجمال في املحسوسات كالجمال في الطبيعة بما فيها من الجماد واإلنسان والحيوان والنبات، أو في املعنويات كالجمال في األدب والفن واملوسيقى والفضائل األخالقية وما ماثلها. فطر الله الوجود وما فيه ومن فيه على الجمال، وأمر عباده بتذوق ذلك الجمال والتأمل فيه، وفي القرآن الكريم حﺚ للبشر على تأمل الجمال في هذا الكون: }أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج{، }والنخل باسقات لها طلع نضيد{، }وصوركم فأحسن صوركم{، }ولكم فيها جمال حني تريحون وحني تسرحون{ وغيرها من اآليات. ولكن رغم أن الجمال يغشى هذا الوجود بجانبيه الحسي واملعنوي، إال أن أكثر الناس ال يعرفون من الجمال سوى جانبه الحسي، فالبشر رغم فطرتهم امليالة إلـى حب الجمال، يظلون في حاجة إلـى تربية جمالية تعلمهم كيف يتذوقون الجمال املعنوي كما يتذوقون الجمال الحسي. من يتذوق الجمال املعنوي، يعشقه ويثمل بلذته، ويسمو به عشق الجمال إلى التعلق بكل ما هو جميل، فينعكس ذلك على سلوكه حتى يصير الصدق والعدل واألمانة والتسامح والتغاضي والقول الحسن وغيرها من مكارم األخالق، جزءا أساسيا في سلوكه اليومي. وقد أثنى الله عز وجل، على الذين يتذوقون الجمال املعنوي، كجمال القول: }الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه{. ورغم أن الله سبحانه جعل التمتع بالجمال في اآلخرة، مكافأة عظمى للمتقني، حيﺚ الجنة موطن الجمال، في طبيعتها وسكانها وما يملكون فيها }يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير{، إال أنه جعل اللذة األعظم فــي الــجــنــ­ة، هــي لـــذة تـــذوق الــجــمــ­ال املــعــنـ­ـوي (وجــــوه يـومـئـذ نــاضــرة إلـــى ربها ناﻇرة).

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia