فعليًا، هل نرى امليزان الواحد؟
كـــل يــــوم يــصــدر قــــرار جــديــد يــؤثــث لـلـبـيـت الوطني لكي تكون خطواته متناغمة، وكثيرة هـي القرارات الصادرة حديثا ببطالن تميز فرد على فرد أو جماعة على جماعة، وأخذت األنظمة املستحدثة على عاتقها إرساء املساواة في التعامل، وأن الجميع تحت الشمس من غير أن يكون ألحد حظوة املنصب أو اإلمارة لكي يقتعد الفيء، بينما بقية خلق الله في وهج الهجير. وإذا كـــان الــفــســاد املــالــي واإلداري نــخــر الــبــالد منذ سنوات طويلة، واستنزف مقدرات البلد وعاث فسادا فـي حياتنا نهبا بعصمة أن ال يـد تطاله، وكــان هذا هو الواقع الـذي لم يكن املـرء قـادرا على تغييره، وما إن جــاء اإلصـــالح بمحاربة الـفـسـاد واملـفـسـديـن حتى رأيــنــا أمــــراء ووزراء ورجــــال أعــمــال يـسـتـدعـون بتهم مختلفة كغسل األمــوال والـرشـوة، واستغالل املنصب الـعـام لتحقيق مكاسب شخصية واالتــجــار بالسالح ومد األيادي على أراضي الدولة والدخول في عمليات نـصـب واحــتــيــال، كـــان أثــرهــا فــادحــا عـلـى املواطنني كضياع مئات املليارات في سوق األسهم السعودي. وعملية اجتثاث الفساد كانت خطوة جريئة لم تكن في الحسبان، وألنها لم تكن تسكن في بال أكثر الناس احــتــدامــا وثـــــورة مــن أجـــل الـتـغـيـيـر، فــقــد حــدثــت من غير أن تـراق قطرة دم، فقد استيقظ الناس على هذا التغيير الــجــذري.. وبعد هــذه الخطوة لـم يعد هناك استغراب من أي إجراء أو تنظيم يسعى إلى املساواة وجعل جميع أفراد الشعب سواسية.. وعـــنـــدمـــا قـــرأنـــا بـــاألمـــس تــصــريــح وزيــــــر الداخلية بمعاملة الـقـادمـني إلــى أرض الـوطـن معاملة واحدة مــن غـيـر اسـتـثـنـاءات فــي التفتيش، بحيث استهدف التوجيه الجميع مهما كان، سواء كان القادمون أمراء (ومرافقيهم) أو وزراء أو كبار مسؤولني أو مستخدمي طــائــرات األســطــول املـلـكـي والــطــائــرات الــخــاصــة، من خـالل تفتيش دقيق على جميع األمتعة ســواء كانت الحقائب اليدوية أو الـطـرود الخاصة على أن يكون القرار شامال جميع منافذ الدخول والخروج جوًا وبرًا وبحرا. وعدم السماح للسيارات بالدخول لساحات املطار ألي كائن من كان.. هـذا الـقـرار يمكن النفوس من الـهـدوء، ويدفع الناس إلى الشعور بأن بالدهم تسلك مسلكا حضاريا بجعل الـنـظـام يـسـود الكبير قبل الصغير، فما كنا نتغنى به من مساواة في الــدول املتقدمة أمنيتنا أن نتغنى في الغد بأن األمير الفالني تسلم مخالفة مرور لعدم التزامه بأنظمة السير أو أن الوزير العالني وقف في طــابــور لــشــراء احـتـيـاجـاتـه، أو أن رجــل أعــمــال أوقف تصريح مزاولته للعمل كونه قفز على نظام.. بـــهـــذا الـــوضـــع نــحــن نــنــتــظــر الــتــطــبــيــق الــفــعــلــي لكل القرارات لكي يكون الوزن بميزان واحد.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 االتصاالت 636250, موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة