يرسخ التشدد في األجيال

حـذر عـدد مـن املتخصصن مـن «التطرف النسوي» كونه يمثل دورًا لوجستيًا كبيرًا لإرهابين، ويرى رئيس قسم علم النفس في جامعة امللك عبدالعزيز الدكتور صالح الغامدي في حديثه إلى «عكاظ» أن التطرف النسوي ملحوظ في الصفوف الخلفية للجماعات اإلرهــابــيــة، مشيرًا إلــى أن أدوارهــــن تكمن فــي إمـــداد التنظيم بالدعم اللوجستي. ويلفت الغامدي، الـذي يحمل عضوية في مركز األمير خالد الفيصل لاعتدال، إلى أن لجوء بعض الجماعات اإلرهابية إلى تجنيد الفتيات للمساهمة في عمليات نوعية. ويحاول الغامدي تفسير الدوافع النفسية التي تجعل من املرأة إحدى أدوات الجماعات اإلرهابية قائا: «ضعف الوعي الذاتي الذي ينتج عنه التأثر العاطفي الشديد يؤدي إلى عدم القدرة على التحكم في األفكار واملشاعر، ما يؤثر عليها في اتخاذ القرار، واالنجراف عاطفيًا دون تحكم في سلوكها، إضافة إلى ذلك نجد أنها قد تساير املتطرف إن كان زوجا لها، أو أخا، دون وعي، ألنها عاطفية في تركيبتها النفسية». وال يتجاوز الغامدي فقدان بعض املتطرفات إلى مهارة «الشك» التي يرى فيها إحدى أهم مهارات التفكير النقدي، مشددًا على ضرورة توعية وتعليم الشباب والفتيات أن االعتدال هو منهج املسلم الحقيقي. ويضيف «على الفتاة أن تتعلم العديد مـن مـهـارات التفكير النقدي التي تقيها من التورط في أمور ال تحمد عقباها، إضافة إلى ترسيخ مهارات التعامل مع مثل هذه الحاالت كطلب املساعدة من املختصن في مجابهة األفكار املتطرفة». وتـرى األخصائية االجتماعية سحر املالكي أن دخول املرأة اإلرهاب أشد خطرًا ووباال من الرجل، كون املرأة هي املعلم األول ومصدر التغذية الفكرية للنشء، مضيفة أن تأثير املرأة يكون في أحيان كثيرة أقوى من األب، ما ينعكس تطرفها على أبنائها. وتصف الباحثة االجتماعية نجوى الحربي أن ظاهرة التطرف بـ«أخطر الظواهر االجتماعية» التي زادت وطأتها في األعوام األخيرة وانعكست سلبًا على أمـن واستقرار األوطــان واإلنـسـان، معتبرة أن التطرف يأتي نتيجة للفهم الخاطئ للنصوص الدينية. وتـــرى الــحــربــي فــي حـديـثـهـا إلـــى «عــكــاظ» أن مــن أهـــم األســبــاب التي ساهمت بفاعلية في انخراط النساء في التطرف؛ ضعف الشخصية والـكـراهـيـة والـرغـبـة فــي االنـتـقـام أو التكفير عــن خطأ مــا تعتقد أن «الجهاد املزعوم مع خايا اإلرهــاب» كفارة له، مضيفة أن االختراق الـفـكـري وضــعــف الــرقــابــة األســريــة يسهل مــن اصـطـيـاد املتطرفات. وال تهمل الحربي العوامل التربوية والنفسية وراء التحاق النساء بالجماعات اإلرهابية.