وصول «احلريري» إلى باريس «صفعة» لـ «املتصيدين»
اإلعالم الغربي يبرز إجراءات اململكة الصارمة ضد تصريحات الوزير األملاني
أعلنت وزارة الـخـارجـيـة الـسـعـوديـة اسـتـدعـاء السفير األملاني في الرياض وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية عــلــى الــتــصــريــحــات الــتــي أدلــــى بــهــا وزيــــر الخارجية األملاني زيغمار غابرييل. ووصــــفــــت الـــــــــــوزارة فــــي بــــيــــان لـــهـــا أمــــــس (السبت)، تصريحات الوزير األملاني على خلفية استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري باملشينة وغير املبررة. وبــاملــقــابــل اســتــدعــت املــمــلــكــة فـــي وقــــت ســـابـــق أمس، ســفــيــرهــا فـــي أملــانــيــا لــلــتــشــاور، مـــؤكـــدة أن مــثــل هذه الــتــصــريــحــات الــعــشــوائــيــة املــبــنــيــة عــلــى معلومات مغلوطة ال تدعم االستقرار في املنطقة، وال تمثل موقف الـحـكـومـة األملـانـيـة الـصـديـقـة. وقــد أثـــارت تصريحات وزير الخارجية األملاني زيغمار غابرييل ضد اململكة ردود فـعـل واســعــة فــي الـصـحـافـة الـعـاملـيـة، خصوصا بـعـد أن قـامـت اململكة بـاسـتـدعـاء سفيرها مــن أملانيا للتشاور، وبعد أن عبرت وزارة الخارجية عن كون هذه التصريحات، مستهجنة وبنيت على أساس معلومات خاطئة، وال تخدم االستقرار في اململكة. وغطت أبــرز وكــاالت األنـبـاء العاملية، ووسـائـل اإلعالم التلفزيونية، واملكتوبة، وبلغات عدة، رد فعل اململكة، على تصريحات وزير الخارجية األملاني، التي جاءت بحضور وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل. ويشير مراقبون إلى أن وزير الخارجية األملاني، ينتمي إلى الحزب الديموقراطي االجتماعي )SPD( وهو حزب يختلف عن الحزب الذي تنتمي إليه املستشارة األملانية أنـغـيـال مــيــركــل، بـمـا يـفـسـر أن تـصـريـحـاتـه هـــذه بحق اململكة، ليست األولى من نوعها، فيما تؤكد املستشارة األملـانـيـة دومــا على املكانة املهمة والكبيرة للمملكة، وأهمية تقوية العالقات بني البلدين. وتـنـتـمـي مـيـركـل لــحــزب مـحـافـظ يـتـبـنـى مــواقــف أكثر عقالنية تجاه مختلف القضايا اإلقليمية بما يضمن مصالح بـالدهـا فـي املـقـام األول، فيما يـديـر غابرييل ملف السياسة الخارجية، لكن القول الفصل في النهاية يبقى للمستشارة، بـمـا يـؤشـر عـلـى أن مـوقـف الوزير لـيـس مـعـبـرًا بــالــضــرورة عــن الـسـيـاسـة األملــانــيــة لكنه محرج لها. وقــد تناولت وسـائـل إعــالم أملانية هــذه التصريحات، وردود الفعل السعودية عليها، وربـطـت بـني مغادرة رئـيـس الحكومة اللبنانية املستقيل سعد الحريري، وهــذه الـتـطـورات، حيث أشــار موقع تلفزيون دويشته فـيـلـه األملـــانـــي إلـــى أن «الــحــريــري وصـــل بــاريــس بعد أسـبـوعـني مــن التكهنات حــول مصيره فــي السعودية بعد تقديمه استقالته. بيد أن اآلثار الجانبية الستقالته أصابت العالقات األملانية السعودية». وأشــــــار املـــوقـــع إلــــى أن تــصــريــحــات وزيـــــر الخارجية األملاني، تسببت بردود فعل غاضبة من اململكة، تجلت بـسـحـب الــســفــيــر، وإصــــــدار بــيــان رســـمـــي، إضـــافـــة إلى نشر تغريدة الـحـريـري التي وجهت نقدًا حــادًا لوزير الخارجية األملاني، حني أكد على خبر مغادرته اململكة، وأنه في طريقه إلى املطار. كما تناولت أبرز وكـاالت األنباء العاملية خبر مغادرة الحريري وتغريدته التي احتوت على نقد الذع لوزير الــخــارجــيــة األملـــانـــي، الــــذي كـــان قــد صـــرح بمعلومات خاطئة، بحق وضع الحريري في اململكة. ونــشــرت وكـــاالت أنــبــاء عـاملـيـة مـثـل تـومـسـون رويترز، فـرانـس بــرس، ومــواقــع بـــارزة، مثل بـي بـي ســي، وسي ان ان، إضـافـة إلــى مـواقـع أخـــرى، أبــرز الـتـطـورات، بما يعد تـأكـيـدًا على مصداقية اململكة، منذ الــيــوم األول الستقالة الحريري، وبما يؤكد وجود دوافـع سياسية وراء الـــحـــمـــالت املـــغـــرضـــة ضـــدهـــا. عــلــى أن مغادرة الحريري إلـى باريس تسببت بإحراج بالغ لكثير من الشخصيات السياسية واإلعـالمـيـة الـتـي تـورطـت في مواقف ضد اململكة خـالل األيــام القليلة املاضية، بعد أن ثبت عدم صحة هذه املواقف املغلوطة التي تبنوها دون تمحيص.