Okaz

‪ŸU−A « ÂöŽù« —UE²½« w‬

-

ما حدث في مكافحة الفساد مؤخرًا ليس تصحيحًا وال انتفاضة وال تغييرًا، بل ثورة نبيلة -بكل ما تعنيه الكلمة- على وباء مستوطن منذ بداية الطفرة املالية األولــى في سبعينات القرن املـاضـي، أي قرابة نصف قرن من الزمن، أهدرت خالله أموال طائلة في مسارب عديدة وبأشكال مختلفة، تكفي لبناء دولـة أخـرى بحجم اململكة، وربما أفضل مما استطعنا بناءه. لقد تحدثنا في وقت سابق عن ضرورة تغيير األنظمة اإلدارية واملالية والرقابية املهترئة كأولوية ألنـه من خاللها كـان يعبر الفاسدون الختالس املــال الـعـام، ولكن ألن الــثــورة ال بـد أن تـكـون مستمرة وال بـد أن تتوفر لها عناصر أساسية حتى تنجﺢ وتصل إلى هدفها، فسوف نتحدث اليوم عن عنصر فـي غاية األهمية هـو دور اإلعــالم فـي الـثـورة على الفساد خالل مرحلتنا الجديدة. اإلعـــالم لـم يكن فـاعـال كما يجب فـي مـحـاربـة الـفـسـاد، إذ كــان بني مطرقة الرقابة الضاغطة وسـنـدان الخشية من املساءلة، ولتكون النتيجة فقدان السلطة الرابعة كثيرا من صالحياتها ومسؤوليتها الوطنية، وتحولت أحيانا إلى تمجيد كل شيء واإلشادة بكل شيء، رغم أن الكثير من تلك األشياء كانت منخورة بالخلل الذي سببه الـفـسـاد الــفــادح، وال يختلف الـحـال فـي بقية الـوسـائـل اإلعالمية، والنتيجة أننا فقدنا دور اإلعالم الناقد الذي يرشد أصحاب القرار إلى مكامن الخلل، فاطمأن الفاسدون وخسر الوطن. اﻵن يجب أن يتغير الحال جذريا، فهذه الثورة الكبرى على الفساد تحتاج بـالـضـرور­ة إلــى إعــالم شجاع ومـسـؤول ومخلص ينهض بـــدوره املـهـم دون خشية مــن مــســؤول أو نـافـذ يـلـوح لــه بالهراوة عندما يقترب من حواضن الفساد ومزارع تسمينه وتفريخه، فأي عمل وطني كبير ال يستمر وينجﺢ إذا لم يسنده إعالم مستقل واع بأهمية دوره الوطني أيضا، ويستطيع ممارسة هذا الدور بحرية ومهنية. لكل ذلك، نتطلع إلى مرحلة إعالمية جديدة تليق بعقول املواطنني وتحترمها، وتكون شريكًا إيجابيا للدولة في تحقيق التطلعات الوطنية الكبيرة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia