مشروع الهدا.. «زاد الطني صخرة»!
لم يدرك عابرو طريق الهدا أن املشروع الجديد لتوسعته التي أنجزت قبل ثاثة أعوام، ستتحول إلى مصدر خطر عليهم، بعد أن تسببت في تزايد االنهيارات الصخرية مــن تــلــك املــرتــفــعــات، خــصــوصــا فــي مــوســم األمـــطـــار، ما يؤخر قاصدي العاصمة املقدسة والطائف، ويحتجزهم لــســاعــات عــــدة، أو يـجـبـرهـم الــوقــت لـلـتـوجـه إلـــى طريق السيل للوصول إلى مقصدهم. وأكد األهالي أنهم لم يكونوا يعانون اإلغاقات املتكررة التي تتزايد فـي موسم األمــطــار، قبل التوسعة األخيرة للطريق الذي يبلغ طوله 12 كيلومترا، معتبرين الحلول التي تتخذها وزارة النقل لتصحيح الوضع باالستعانة بمصدات خرسانية لم تجد نفعا. وأرجـــــع األهـــالـــي املــشــكــلــة إلــــى بــقــاء كــمــيــات كــبــيــرة من مـخـلـفـات الــصــخــور والـــرمـــال فــي مــنــحــدرات الـجـبـل بني الــطــريــق، فتجرفها األمــطــار والــســيــول إلـــى الــطــريــق في ظل غياب املصدات الكافية، مطالبني الجهات ذات االخــتــصــاص بـــإلـــزام الــشــركــة بـتـنـفـيـذ صيانة متكررة لتلك املخلفات وتنظيف قنوات عبور املياه. واقترحوا على دوريات املرور بوضع العابرين في الصورة قبل وصولهم إلى موقع اإلغاق من خال لوحات تحذيرية، واستخدام مواقع التواصل االجتماعي إلباغهم عن حالة املكان. ورأى علي الثقفي أن حلول اللجان التي شكلت بعد إنجاز ازدواجــيــة طـريـق الــهــدا - الـكـر بمبلغ 218 مليون ريال وبطول 12 كيلومترا، لم تكن مجدية، الفتا إلى أنه ما إن تهطل األمطار وتتدفق السيول، حتى تنهار الصخور من أعلى قمة جبال الهدا وتسد الطريق أمام العابرين. وأفــــاد مـتـعـب الــحــربــي أن وكــيــل وزارة الــنـقــل املهندس هذلول الهذلول أعلن قبل فترة عن تقنية حديثة أطلق عليها الشباك الفوالذية، وطبقت تجريبيا بواسطة شركة يابانية في ثاثة مواقع في الهدا، وأكدت حينها أن هذه التجربة ستقضي بشكل نهائي على ظاهرة تساقط الصخور، مستدركا بالقول: «لــكــن هـــذه الــتــجــربــة لــم تــعــمــم عــلــى املواقع كافة». وأشـــار هـاشـم الثقفي إلــى أن مـواقـع انهيارات الصخور في الهدا تجاوزت 13 موقعًا كانت وال تزال محل خطورة بالغة تهدد العابرين على الطريق، الفتا إلـى أنـه جـرى تركيب الشباك الفوالذية في ثاثة مواقع شـهـدت تـسـاقـط الـصـخـور فــي الـفـتـرة املــاضــيــة، فــي حني لــم تشهد املــواقــع الـعـشـرة األخــــرى ســوى تشييد قواعد التأسيس لهذه التقنية دون تركيب مواقع خطرة لتساقط الصخور. وأكــد الثقفي أن سـقـوط إحــدى الصخور الكبيرة، حطم الحواجز الخرسانية، الفتا إلى أن املشروع أضحى محل اســتــغــراب الـجـمـيـع فــي عـــدم إنــجــازه بــأســرع وقـــت، رغم األخطار التي تتهدد العابرين. وشدد فهد الثبيتي على أهمية معالجة اشكالية تساقط الصخور املعتادة، على الطريق الذي يعد شريانا رئيسيا للوصول إلى مكة املكرمة وجدة، مبينا أن الطرق املؤدي للجنوب يوجد فيها العديد من العقبات ولم تكن حاالت الـتـسـاقـط منتشرة فيها مثلما يــحــدث فــي عقبة الهدا، مؤكدا أن تعميم تقنية الشباك على مواقع التساقط في جبل الهدا ستخفف كثيرا من هذه املعضلة. إلى ذلك، نفت وزارة النقل وإدارة املرور أن يكون للقرود املــنــتــشــرة فـــي قــمــة الـــهـــدا دور فـــي إزاحـــــة الــصــخــور من مواقعها. الـشـبـاك، رغــم أنها