Okaz

املطوف املتميز

ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺿﺎﺋﻊ

-

مهنة الطوافة يعود تاريخها إلى أواخر القرن التاسع الهجري –أو كهذا يـــؤرخ- وإن كانت كممارسة البــد أنها بــدأت قبل هذا التاريخ بكثير، وال يوجد ما يمنع من القول إنها بدأت من السنة 11 هجرية! هذه املهنة مرت بأطوار متعددة: تغييرات وتطويرات وإضافات عبر التاريخ الهجري. وفي عهد امللك عبدالعزيز، بدأت مرحلة جــديــدة لـلـطـوافـ­ة، إذ أخـــذت طابعا مؤسسيا ممنهجا، ووضعت لها شروطا ومواصفات وفتح املجال لتسجيل الراغبني في االلتحاق باملهنة رسميا من املمارسني السابقني والراغبني الجدد الذين تنطبق عليهم الشروط واملواصفات. تلك الخطوة التنظيمية هدفت إلى تحقيق النتيجة النهائية على أكمل وجه؛ وهــي (خــدمــة حـجـاج بـيـت الــلــه). هــذه الجملة بــني قـوسـني هي األهم في كل قضية الطوافة. الطور التنظيمي األخير للمهنة هو (مؤسسات الطوافة) التي تتفرد بخدمة الحجاج القادمني من الخارج حسب جنسياتهم. املعنى هنا ليس االحــتــك­ــار.. فـــ(االحــتــك­ــار) كممارسة فــي سوق العمل ومجال الخدمات ال يدخل في شيء إال شانه.. فهو يؤدي إلى ضمور املنافسة وانعدام املحفزات.. وبالتالي.. عدم االهتمام بجودة املنتج املقدم أو الخدمة. بالتأكيد هذا ال ينطبق على مؤسسات الطوافة.. ولو انطبق على بعض األفراد في املهنة مما أساؤوا لها بتجاوزاتهم وتحديهم لألنظمة والقوانني -حسب ما تنشره وسائل اإلعالم قبل وخالل وبعد كل موسم حج- فهذا ال يعني التعميم أو تغيير الواقع من أجل تجاوزات يحاسب عليها فاعلها. السؤال: هل املرحلة القادمة تتطلب تطوير مؤسسات الطوافة؟ بمعنى؛ لو نظرنا إلى الطوافة من مبدأ أنها: مهنة البقاء لألفضل وليس لألقدم؟ هل األفضل هو استمرار مؤسسات الطوافة كما هي اآلن ملواجهة الرؤية املستقبلية؟ أم أن املرحلة ورؤية اململكة خــالل العامني الـقـادمـن­ي والعقد التالي بعده تتطلب التطوير ملـواكـبـة تلك الـــرؤى؟ مـن املـؤكـد أن املـطـوف الــواثــق مـن معرفته وخبرته وأدائه للمهنة سيهمه التطوير ولن يقلق من املنافسني؛ ألنه هو من يملك (املعرفة) ألداء تلك املهنة، وسوف يتفوق على (كائن من كان) يدخل املهنة. تغيير مسمى املؤسسات أو إعادة هيكلتها أو تطويرها لن يؤثر على املطوف املتميز -وهذا هو املطلوب بقاؤه في املهنة أساسا-، بل الجيدون منهم - وهم كثر ولله الحمد- سيستفيدون من أي تطوير أو إضافة؛ ألنهم يضمنون أن املنافسة ستكون لصالحهم. الجيد املتميز ال يخشى الـتـحـديـ­ات.. فهو الـرابـح دائـمـا فـي كل الجوالت.. وامليدان هو الحكم. أما من ال يؤدي األمانة كما أمره الله سبحانه وتعالى.. فكلنا نتفق أن مكانه ليس في مواجهة مصالح العباد، خصوصا لو تعلق األمــر بأمانة وضعها الله في عنق الدولة وولـي األمـر إلتمام شعيرة من شعائر الله. هذا األخير هو من سيكون في املنطقة الرمادية.. وهو من سيدخل حرب تكسير العظام من أجل بقاء الوضع على ما هو عليه؛ ألنه سينكشف وستضيع مصالحه -القائمة على الـتـجـاوز وليس الجودة- في ظل املنافسة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia