احلالة النصراوية

بذهول يتابع جمهور النصر هذه األيام األخبار التي ترد إليهم من الفيفا، حـول املطالبات املالية التي بـات على الـنـادي دفعها دون إبطاء أو مراوغة. آخـر هـذه املطالب التي كـان لها وقـع الصدمة على النصراويني، هي حقوق أحد أسوأ املدربني الذين مروا على النصر، اإليطالي فابيو كنافارو البالغة نحو عشرة ماليني ريال، لقاء إشرافه على تدريب الفريق النصراوي لفترة قصيرة تجاوزت الثالثة األشهر بقليل، بعد أن تعاقد معه النادي بتوصية فنية من عضو الشرف األمير عبدالله بن تركي شقيق رئيس النادي. ويـعـد هــذا املـــدرب أحــد أســوأ األمثلة على ســوء اختيار املدربني واملـحـتـرفـني غير الـسـعـوديـني الــذي الزم إدارة فيصل بـن تركي، وهـــي املـشـكـلـة الــتــي كــانــت سـبـبـا فــي هـــدر املــاليــني مــن الرياالت وورطـت النصر في دعـاوى لها أول وليس لها آخر، بطريقة أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها عبثية وغير مسؤولة، وتعكس حالة مفرطة من انعدام الرؤية الفنية، وغياب الحنكة اإلدارية، مع سوء التصرف. وإذا أضيف املبلغ املتوجب دفعه للسيد كنافارو خالل شهر إلى بقية االستحقاقات العاجلة، فإن إجمالي املبالغ التي بات على إدارة فيصل بــن تـركـي تسديدها خــالل املـــدى املـنـظـور أكـثـر من 32 مليون ريال، وإال سيعرض النادي لعقوبات قاسية قد تصل الخصم من نقاطه. وصدمة وذهــول النصراويني من قضية املــدرب اإليطالي ليست بسبب الـقـرار املفاجئ من فيفا، وال بسبب حجم املبلغ املطلوب دفعه، بل بسبب أن جمهور النصر يعتقد أن اإلدارة كذبت عليه عندما قالت في تغريدة «ملتبسة وغامضة» من حساب النادي الرسمي عقب إلغاء عقد املدرب، إن فسخ العقد تم بالتراضي مما أعطى انطباعا بأنه استلم حقوقه وأن ملفه أغلق تماما. ومــمــا يــزيــد طــني أزمـــة الـنـصـر بـلـة هــو أنــهــا تـتـزامـن مــع صعود وتـألـق الـجـار املـنـافـس الــهــالل، الــذي لعب الـبـارحـة، وبـعـد الدفع بــهــذا الــعــمــود لـلـجـريـدة، مــبــاراة ذهـــاب الـنـهـائـي اآلســيــوي أمام أوراوا الياباني، وفيما لو كسب الهالل املباراة فإن هذه النتيجة ستلقي بظالل قاتمة على الوضع النصراوي، وستزيد من حالة االستياء والتأزم في صفوف الجمهور النصراوي، الذي يتحدث اآلن بـمـرارة وإحـبـاط وهـو يـرى حجم املديونية الكبيرة املقيدة على النادي عن عملية خداع تعرض لها على مدى فترة طويلة من قبل إدارة النادي واإلعالميني املقربني منها، والذين أخفوا الحقائق وقدموا معلومات مضللة ومخادعة عن الوضع املالي لـلـنـادي، وعــن قــدرة رئـيـس النصر األمـيـر فيصل بـن تـركـي على «ضخ» عشرات املاليني، وعلى معالجة ملف الديون واألزمة املالية التي دخلها النادي منذ أكثر من موسم، خصوصا بعد أن ابتعد أعضاء الشرف الداعمون عن النادي وإدارته، وتركوا رئيس النادي يتدبر أمره بنفسه.