«واشنطن تاميز»: «صحوة سعودية» تلجم املد اإليراني
أكد قائد عسكري متقاعد في البحرية األمريكية، أن اإلصالحات غير املسبوقة في الشرق األوسط وعملية التحديث التي يقوم بها ولي العهد السعودي األمير محمد بن سلمان في اململكة، كانت ضرورية ملواجهة النفوذ اإليراني املتصاعد في املنطقة. وقال جميس.أ. ليونز، في مقال تحليلي مطول نشرته صحيفة «الواشنطن تايمز» تحت عنوان «الصحوة السعودية»، إن مغرضن يزعمون أن حملة مكافحة الفساد التي طالت أمراء ووزراء ورجال أعمال الشهر املـاضـي، كانت ألهــداف سياسية، وهــذا غير صحيح على اإلطالق. وأكـــــد الـــكـــاتـــب، أن حــمــلــة مــكــافــحــة الــفــســاد بجانب اإلصــــالحــــات االجــتــمــاعــيــة واالقـــتـــصـــاديـــة املتعددة وعـمـلـيـات الـتـحـديـث الــتــي تــجــرى فــي املـمـلـكـة يحق وصفها بتعزيز السلطة بهدف خلق حكومة حقيقة فــعــالــة، وهــــو أمــــر بــالــغ األهــمــيــة إلغـــــراء االستثمار األجنبي لنجاح خطته للتحول االقتصادي. وأشار إلى أن القضاء على الفساد بأكبر قدر ممكن في اململكة يعد من األمور األساسية إلنجاز رؤية ،2030 كما يهدف ولي العهد إلى تحرير املجتمع السعودي، الذي يشكل الشباب 30( عاما أو أقل) نسبة 70 % منه، واالستفادة من مشاركة املرأة في القوى العاملة. وشدد الكاتب الذي قاد األسطول األمريكي في املحيط الهادي وكان أحد كبار ممثلي الجيش األمريكي في األمم املتحدة، على أن حملة التحديث األساسية التي ينفذها محمد بن سلمان، تعد أمرًا ضروريًا ملواجهة الهالل الشيعي اآلخذ في التوسع بشكل مباشر. وأوضــح أن ولــي العهد حصل على تأييد ودعــم من البحرين ومصر واإلمـارات وغيرها من دول املنطقة، مشيرًا إلى أن تحالفًا كهذا من تلك الدول بقيادة اململكة أصــبــح البـــد عــلــى واشــنــطــن دعــمــه بـشـكـل ضــــروري؛ ملواجهة الهيمنة اإليرانية في العراق ولبنان وسورية واليمن؛ ويجب علينا منع إيران من إقامة جسر بري من طهران إلى لبنان. وأضاف أن اإلدارة األمريكية لم تدعم التحالف العربي ملــكــافــحــة اإلرهــــــاب والـــــذي كـــان يــهــدف إلـــى الضغط عـلـى قـطـر لـكـسـر تـحـالـفـهـا مــع إيـــــران، ولـــم يساعدوا في إستراتيجية اململكة في مواجهة إيــران وسورية وحـتـى «داعـــش» وربـمـا كـانـت تلك فـرصـة فـريـدة من نوعها. وختم الكاتب مقاله بقوله: إن إدارة ترمب لديها فرصة فريدة ليس فقط ملساعدة اململكة على عملية التحديث؛ ولـكـن- أيـضـًا- منع الهيمنة اإليـرانـيـة؛ للضغط على بوتن وإيـــران مـن خــالل تنفيذ التوصيات السابقة، وذلك سيساعد الواليات املتحدة للعودة كفرس رهان قوي في منطقة الشرق األوسط.