حتية جلامعة الطائف
أعـتـرف أنني وخــال الـسـنـوات الطويلة التي مــرت مذ فـتـحـت لــي عــكــاظ بـــاب الــكــتــابــة فــي هـــذه الـــزاويـــة، بل ومنذ ما ينيف على األربعني عاما من الكتابة، أعترف بصعوبة الكتابة عن الجوانب اإليجابية فيما يجري من أحـداث وما يتم تداوله من أخبار، في الوقت الذي تــصــبــح فــيــه الــكــتــابــة ســلــســة وســهــلــة حـــني أقــــف على الـجـوانـب السلبية منتقدا مــا أراه مجانبا للصواب، وقد أكـون مخطئا، معلا ذلك بأن األعمال التي تتسم باإليجابية هي النتاج الطبيعي للعمل املخلص الذي يفرضه الواجب وال يشكر عليه من يقوم به، وأن الخلل أو الـنـقـص هــو مــا يستوجب الـكـتـابـة تنبيها وسعيا نحو التصحيح. لذلك كله أعجب أن تغريني جامعة الطائف بالكتابة مــــرة تــلــو أخـــــرى مــشــيــدا بــــقــــرارات لــهــا مـــن شــأنــهــا أن تجعلها قـــدوة لبقية الــجــامــعــات، عـلـى الــرغــم مــا نال نفس الجامعة من نقد لم أتردد في كتابته حني وجدت فــي قــــرارات أخـــرى لـهـا مــا رأيـــت أنــه مـجـانـب للصواب ومنحرف عما ينبغي أن يكون. الخبر الذي نشرته «عكاظ» يوم أمس والذي أشار إلى إصدار مدير الجامعة قرار بإعفاء وكيل للجامعة دارت شبهات حول نشر بحث علمي له، وقد أكد القرار على اسـتـهـدافـه تحقيق الـحـيـاد والــنــزاهــة فــي التحقيقات الـجـاريـة بـشـأن ذلــك الـبـحـث. وجـامـعـة الـطـائـف تعطي بذلك درسا لجامعات أخرى دارت الشبهات حول عشرات األبحاث التي قدمها بعض أعضائها ولـم تحرك تلك الجامعات ساكنا، كما تعطي درسا في توخي النزاهة بإعفاء الوكيل بينما ال تجد جهات أخــرى ضيرا في الحديث عن تحقيقات تجريها لجان يرأسها املسؤول الذي هو موقع الشبهة أو مدار التحقيق. تحية أخرى لجامعة الطائف وتحية ملن يحذو حذوها حرصا على املعايير العلمية وتحقيقا للنزاهة.