Okaz

‪ø` U{ W¹UN½ wMFð‬

-

لم تمض أيــام ثالثة منذ أطلق الرئيس السابق علي عبدالله صالﺢ دعوته للخروج ضد سيطرة الحوثين على العاصمة صنعاء وشمالها، حتى لقي حتفه بالطريقة التي تمرس عليها الحوثيون مـع خصومهم بالتنكيل بهم والتمثيل بجثثهم، وهــي أفعال تشابه صنيعا كان يمارسه األئمة مع الخارجن عليهم بتعليق رؤوسهم في أماكن عامة، ولكن الوقت لم يكن في مصلحته فواجه مصيرا لم يحاول الفرار منه كما فعل آخرون ممن صنعهم ثم خذلوه وتركوه وحيدا، وأمس جـاءت كلمة زعيم الحركة الحوثية لتعطينا تعبيرا فاضحا عن النفسية التي يحملها وأنصاره ضد كل من خالفهم ووقف ضد مشروعهم املذهبي، وحاول بكلمات ناعمة إﻇهار ترفع عن الرغبة في االنتقام، مع أن الجميع يعرف دون تردد أن إنسانا بحجم علي عبدالله صالﺢ ال يمكن التعامل معه بتلك الطريقة غير األخالقية ما لم يكن بأمر مباشر منه انتقاما للحروب التي خاضتها الدولة ضد جماعته بن ‪.2010 -2004‬ تمكنت جماعة اإلخــــوا­ن املسلمن (اإلصــــال­ح) عبر وســائــل إعـالمـهـم التي تتشابه فــي أساليبها إعــالم الحوثين مــن شيطنة صـالـﺢ منذ 2011 ثم مواصلة تزييف للوقائع ونشر للدعايات املوجهة إلـى العامة خاصة من أنـصـارهـم، وهــذه الـجـمـاعـ­ات تستخدم نفس مـا ســرده جــورج اورويـــل في روايته )1984( عن أهمية التركيز على تزييف الوعي وتغييب العقل في تناول القضايا وحتى تعديل الحقائق التاريخية في مناهﺞ التعليم، وكذا أهمية القبول بما يقوله (القائد)، ومن السخرية أن تتحدث وسائل إعالم هذه الجماعات عن كرامة الناس واحترام حقوقهم بينما هي في الواقع ال تعترف بها وال تمارسها. مثل علي عبدالله صالﺢ نموذجا حيا للسياسي الذي استخدم كل مهاراته لنسﺞ الــعــالق­ــات االجـتـمـا­عـيـة والـقـبـلـ­يـة أوال وبــنــى عليها شبكة مصالﺢ سياسية استعان في تشكيلها الدقيق على مجموعة من الذين أتى بهم إلى مـواقـع رفيعة فـي الــدولــة، فـصـاروا جـنـوده إال أن بعضا منهم انسلﺦ عنه هاربا من املعركة في صنعاء، مفضلن السالمة على املواجهة، وكان كثير من األصدقاء يسأل عن توقعاتي عن كيفية النهاية املحتملة لصالﺢ: يهرب؟ يستسلم؟، وكان ردي الفوري إن األمرين غير محتملن وال يدوران في ذهن شخصية صالﺢ، فقد اعتدنا منه مهارة الحساب ودقة النظر في املساحات التي يمر عليها، ولكني وغيري ممن عرفوه عن قرب سنظل في حيرة عن العوامل التي دفعته إلى اتخاذ املوقف الصائب ولكن ربما في توقيت غير محسوب. في النهاية سيبقى السؤال عن الذي سيخلف صالﺢ في قمة املؤتمر، ويجري حاليا سباق محموم بن قيادات في املؤتمر الشعبي املقيمن في الخارج بحثا عن جزء من تركته القيادية، وليس بن األسماء املطروحة من يمتلك

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia