UF¹c Ë ÊuF¹c øW³A½ Â√
مــن املــالحــﻆ أن الــعــديــد مــن مـقـدمـي ومقدمات البرامﺞ الحوارية في الفضائيات خرجوا على املجتمع اإلعالمي بطريقة جديدة.. بليدة إلدارة الــحــوارات، فـتـرى الــواحــد منهم أو منهن يلقي سـؤاال على الضيف، وربما يكون السؤال نفسه جيدﴽ ألنه معد من قبل فريق إعالمي في القناة ملـقـدم الـبـرنـامـﺞ، الــذي قــد ال تمكنه ثقافته وال مواهبه من إعداد أسﺌلة عميقة مركزة، فإذا بدأ الضيف فـي اإلجــابــة عـن الــســؤال الجيد قاطعه املـقـدم أو املقدمة بـسـؤال جديد يـقـرأه مـن ورقة أو يكون قد استوحاه من السؤال السابق، فإذا حاول الضيف اإلجابة عن السؤال الجديد بادره مقدم البرنامﺞ بسؤال ثالﺚ وهكذا دواليك، فيما يـكـون املتابعون للحوار أو البرنامﺞ مركزين عــلــى ســمــاع إجـــابـــات الــضــيــف لـعـلـهـم يحظون منه بإجابة وافية على أي سؤال تحفزوا لسماع اإلجـابـة عنه، ولكن زمـن البرنامﺞ ينتهي دون أن يستفيدوا من جملة مفيدة واحدة نتجت عن ذلك الحوار، الذي يختتمه املقدم أو املقدمة بذكر اسم الضيف وشكره على مشاركته في برنامجه، راســـمـــﴼ عــلــى شـفـتـيـه ابــتــســامــة عــريــضــة واعدﴽ املشاهدين واملشاهدات باملزيد من اللقاءات. وقد تابعت من قبل برامﺞ ِحوارية شـارك فيها وزراء وعــلــمــاء وســيــاســيــون ومــثــقــفــون كبار، والحـــظـــت أن املـــقـــدم «الــنــشــبــة» يــقــف فـــي حلق الضيف كما تقف حسكة السمكة في حلق آكلي سمك «الشعور»، فرأيت أن صفة املذيع «النشبة» تصدق عليهم، وأن أفضل طريقة للتعامل معهم ومع حواراتهم وبرامجهم «السمجة» هو اختيار قناة فضائية أخــرى لعل فيها شيﺌﴼ جديدا أو مفيدﴽ أو خبرﴽ سعيدﴽ أو مرقة أو عصيدﴽ، فإن وجد املشاهد أن النشبة وشركاه يحتلون جميع مـا أمـامـه مـن قـنـوات فــإن الـخـلـود إلــى الـنـوم أو التسلي بأكل «اللب» فيه راحة من عناء القلب! أمــا ثالثة األثـافـي فــإن مذيع «النشبة» يظن أن ما يفعله مع ضيفه شطارة وجسارة ودليل على األملعية والتمكن واملهارة، فيستمر في مشواره اإلعالمي الــرديء حتى يجد نفسه ذات يوم في «الطهارة» أو في طلعة «القرارة»! لقد وقـعـت ذات عــام ضحية مـقـدم بـرنـامـﺞ من نـــوع الـنـشـبـة، أجـــرى مـعـي حــــوارﴽ حـــول شؤون مـحـلـيـة واجــتــمــاعــيــة وإداريـــــــة فـــمـــارس هواية املقاطعة ومـارسـت معه التجاهل ألي ســؤال لم أكمل اإلجابة عن السؤال الذي قبله، وبعد نهاية تسجيل الـبـرنـامـﺞ دخــلــت مـعـه فــي حـــوار حاد وكاد يتحول إلى «تماسك باأليدي»، ولكن الله سلم!