وفرة الشقق تغيّر عبارة «سعودي ما أبغى» إلى «كله ماشي»!
إلى وقت قريب، كان الشباب السعوديون يجوبون جدة شماال وجنوبا شرقا وغربا، بحثا عن شقة سكنية لـإيـجـار بسعر مـنـاسـب دون جـــدوى، إذ اتسمت الفترة السابقة بارتفاع اإليجارات لدرجة وصـــفـــت بــالــخــيــالــيــة، نــاهــيــك عـــن عــــدم ترحيب أصــحــاب الــعــقــارات بسكنى املــواطــنــني، إذ تركوا الحبل على الغارب لحراس العمائر ليردوا على الشاب الباحث عن شقة، بال خجل: صاحب عمارة كالم: «سعودي ما أبغى». واضــطــر بــعــض الــشــبــاب إلـــى إخــفــاء هــويــتــه عن حارس العمارة «بنغالديشي أو باكستاني عادة»، لحني الوصول إلى صاحب العقار، ومن ثم وضعه أمـــام األمـــر الــواقــع، للحصول عـلـى بغيته، حتى ولو بزيادة %30 عن قيمة اإليجار الحقيقي. ومع تبدل الحال، تشهد جدة في الفترة الحالية، زيادة كبيرة في عرض الشقق السكنية على الطلب، ما دفع أصحاب العمائر إلى القبول بأي ساكن دون النظر لجنسيته. وفـــي هـــذا الــســيــاق يــقــول رئــيــس لــجــنــة التقييم الــعــقــاري بـغـرفـة تــجــارة وصـنـاعـة جــدة عبدالله األحمري: بالفعل شهدت السنتان األخيرتان شحا في عرض الشقق السكنية، ما دفع بعض أصحاب الـعـمـائـر السكنية لــعــدم إســكــان املــواطــن، بحجة أنــه غـيـر مـلـتـزم بـدفـع اإليــجــار فــي وقـتـه املحدد، مفضلني الوافد لحصوله على بدل سكن، وبالتالي التزامه بدفع اإليجار في مواعيده. واستدرك: إال أن الوضع قد تغير في الوقت الحالي: إذ يرحب أصـحـاب الـعـقـارات بشغل الـوحـدة السكنية دون النظر لجنسية الساكن، وذلك رغبة في عدم تركها خــاويــة لــفــتــرات طــويــلــة، وبــالــتــالــي تـجـنـب تكبد خسائر مالية. وأرجـــــــع األحــــمــــري وفــــــرة الـــعـــرض مــقــابــل قلة الــطــلــب، إلـــى الــــقــــرارات الــتــي اتــخــذتــهــا الدولة بفرض رســوم على األراضــي البيضاء، ما دفع املــطــوريــن واملــســتــثــمــريــن إلــــى بــنــاء األراضـــــي، تحسبا لهذه الــرســوم. مضيفا: كما أن اقتراب مــوعــد إطــــالق وزارة اإلســـكـــان نــظــام «إيجار» وإلزام مكاتب العقار بالعقد اإليجاري املوحد، لتنظيم العالقة بني املستأجر وصاحب العقار، أصبح ضمانة لعدم تالعب أي منهما. ما يدفع أصحاب العقارات إلى إسكان الوحدات السكنية الـخـالـيـة دون الـنـظـر لجنسية الــســاكــن، وعلى الـعـكـس مـمـا ســاد قـبـال أصـبـح بـعـض أصحاب الــعــقــارات يـفـضـلـون سكنى املــواطــن باعتباره مستقرا في عمله، ويستلم راتبه تبعا لألبراج، ما يعني أنه سيكون مريحا في الدفع بالشهور الــهــجــريــة الــتــي يـعـتـمـدهـا أصــحــاب العقارات الستالم اإليجارات.