القشعمي: «أدبي» الباحة رفض تكرمي املشري
افتتح أمير منطقة الباحة األمير الدكتور حسام بن سعود، ظهر أمس (الثالثاء)، ملتقى القصة األول (ينظمه النادي األدبــي بالباحة)، مكرما رمــوز السرد وكـتـاب القصة من أجــيــال مختلفة داخـــل املنطقة وخــارجــهــا، ودشـــن مبنى النادي بإزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية للمشروع، بحضور وكـيـل وزارة الثقافة للشؤون الثقافية الدكتور عبدالرحمن العاصم، و06 قاصا وكتابا وإعالميا من مناطق اململكة. ويــخــتــتــم مــلــتــقــى الـــقـــصـــة يـــــوم غد (الخميس)، إذ تقام فيه أربع جلسات صباحية ومثلها مسائية. وبدأت جلسات املؤتمر أمس (الثالثاء)؛ إذ تحفظ مدير الشؤون الثقافية في جريدة الـــجـــزيـــرة الـــدكـــتـــور إبـــراهـــيـــم الــتــركــي على مـــطـــاردة املـــؤســـســـات والـــنـــقـــاد لــلــفــن األكثر شـهـرة، ومحاولة إظـهـاره وإبـــرازه على حساب غيره من الــفــنــون، كــون اإلبـــداعـــات تـتـجـاور ويـمـكـن االحــتــفــاء بها جميعًا في وقت واحد. وعد الهاجس األكبر للبعض تحقيق األولوية واألسبقية للعناية بفن أو مـوهـبـة، وحـمـل الـنـقـاد مسؤولية تردي الفنون، ووصف ما أنجزوه بالجناية، ما أسهم في موت الحراك الثقافي. وتساء ل التركي عن سر اندفاع النقاد إلى الشهرة من خالل عنايتهم بمن تعشقه الجماهير، ومــطــاردة الـفـن األكثر شعبية لتحقيق النجومية، وإن على حساب اإلبداع. وأوضـــــح الــتــركــي لــــ«عـــكـــاظ» أن الــنــقــد أســهــم فـــي ظهور أسماء شعرية وسردية ال تجيد فنها، وإنما تستهويها الشهرة واألضواء وتدفع بسخاء في سبيل تصدر املشهد بــوفــرة مـالـهـا ال بــجــودة حـالـهـا ومـنـتـجـهـا مــا جـعـل من صغار املؤلفني في مقدمة املناسبات الثقافية. وأبدى التركي أسفه أن تــخــضــع املؤسسة الــثــقــافــيــة للمزاج الـــــــــعـــــــــام، كونها مستقلة فــي تبني موقفها تحت مظلة الــــــــوطــــــــن ومـــــصـــــالـــــحـــــه، مشيرًا إلى أن مؤسسات ثقافية تتحرك وفــق أهـــواء أو نزعات تيارية أو اجتماعية ما يفسد دورهــا، محمال غياب القائد الثقافي النوعي املسؤولية، ويـــرى الـتـركـي أن الـوسـائـل والــوســائــط الـحـديـثـة توصل مـشـاركـة املــبــدع إلــى آالف املتابعني مــا يعني استغناءه عن املنابر في األندية األدبية التي عدها منتهية الدور، ومستحقة أداء صــالة امليت على نشاطها املنبري الذي يحضره عدد محدود مجاملة ال قناعة في الغالب. أما املـؤرخ الصحفي محمد القشعمي فتحدث في ورقته «تحالف الثقافة ورأس املـــال»، عـن تمويل رجــل األعمال سعيد العنقري ملبنى أدبـي الباحة بأكثر من 17 مليون ريال. وعزا القشعمي حضور منطقة الباحة ثقافيا إلى الرائد املـــوســـوعـــي عــلــي بـــن صـــالـــح الـــســـلـــوك، كـــونـــه مـــن أوائــــل مؤرخي اململكة املوثقني لتجربة إنسان املنطقة عبر عمله املوسوعي الكبير من أشعار وأمـثـال وعــادات الناس في الباحة. واستعاد القشعمي التحوالت الكبرى التي مــر بـهـا الــوطــن وطـبـعـت بصمتها على الــثــقــافــة، إذ رفـــض أدبــــي الــبــاحــة منذ 20 عـامـًا تـكـريـم الــروائــي عبدالعزيز املـــشـــري بــذريــعــة أنــــه حـــداثـــي وكرمه فـرع جمعية الثقافة والـفـنـون، مؤكدًا أن علي السلوك كان الوحيد من أعضاء النادي املشارك في التكريم والسهر على راحة املشري ومرافقته طيلة أيام إقامته في الباحة. وثـــمـــن الــقــشــعــمــي مـــا أنـــجـــزه الــعــنــقــري من مشاريع ثقافية معلنة وغير معلنة، وعده صديق املثقفني والــثــقــافــة، كــونــه مـنـتـمـيـا لــلــثــقــافــة قــبــل انــتــمــائــه للمال واألعمال، مستعيدًا دعم العنقري مللتقى النص في أدبي جــدة، وتـأسـيـس كـرسـي للزيتون وآخــر لـلـوز فـي جامعة الــبــاحــة، مــؤمــال أن يــحــذو املـــوســـرون حـــذوه فــي العطاء والـشـراكـة االجتماعية وتبني املــبــادرات الـخـيـرة، مثمنًا ألدبي الباحة تسمية القاعة التي تستوعب 600 شخص باسم سعيد العنقري.