القدس عاصمة إلسـ
امللك سلمان حذر وأنذر
أثار إعالن الرئيس األمريكي دونالد ترمب أمس (األربعاء)، االعتراف بالقدس عاصمة إلســــرائــــيــــل وبـــــــدء إجـــــــــــراءات نـــقـــل سفارة بــالده إليها، قلقا واستياء دولـيـا وغضبا فــلــســطــيــنــيــا وعـــربـــيـــا وإســــالمــــيــــا، بسبب تقويضه لعملية السالم، واستفزازه مشاعر املـسـلـمـن، وســـط تــحــذيــرات مــن احتماالت انفجار املوقف برمته. وقـــــال تــرمــب فـــي كــلــمــة ألــقــاهــا مـــن البيت األبــــيــــض «آن األوان لــــالعــــتــــراف رسميا بالقدس عاصمة إلسرائيل». وأضــــــــــاف أنـــــــه أصـــــــــدر األمـــــــــر إلـــــــى وزارة الخارجية ببدء التحضيرات لنقل السفارة األمريكية من تل أبيب إلـى القدس، مشيرا إلــى أن الــقــرار يعكس «نهجا جــديــدا» إزاء النزاع العربي اإلسرائيلي. ووعـــد الـرئـيـس األمـريـكـي فــي كلمته ببذل قصارى جهده من أجل اإليفاء بالتزام بالده بالتوصل إلى اتفاق سالم بن الفلسطينين واإلسرائيلين، مؤكدا أن الواليات املتحدة تؤيد «حل الدولتن». كما دعا إلى «الهدوء» و«التسامح»، مشيرا إلــى أن نـائـبـه مــايــك بـنـس ســيــزور املنطقة خالل األيام القليلة القادمة؛ لتأكيد الشراكة مع الحلفاء لهزيمة التطرف. وقــال «اليوم ندعو إلى الهدوء وإلى االعتدال ولكي تعلو أصوات التسامح على أصوات الكراهية». وأنـــحـــى مـــراقـــبـــون بــالــالئــمــة عــلــى ترمب لــتــجــاهــلــه تـــحـــذيـــرات صـــــدرت فـــي الشرق األوســــــــط والــــعــــالــــم، مــــن أن خـــطـــوة كهذه ســتــنــســف عــمــلــيــة الـــــســـــالم، وتـــــــــؤدي إلى تصعيد خـطـيـر عـلـى األرض، مــؤكــديــن أن هــذه الخطوة تشكل خـروجـا عـن السياسة األمــريــكــيــة املــتــبــعــة مــنــذ عـــقـــود. وأعربت مــنــظــمــات دولـــيـــة وعــربــيــة وإســـالمـــيـــة عن قلقها البالغ من الخطوة األمريكية، محذرة من تداعياتها السلبية، وفيما امتنع رئيس الــــــــوزراء اإلســـرائـــيـــلـــي بــنــيــامــن نتنياهو فـــي خــطــاب ألـــقـــاه فـــي مــؤتــمــر فـــي القدس أمـس، عن التعرض للقرار األمريكي، أبدى املجتمع الدولي قلقه من قرار ترمب. وفي تحرك عربي، أعلنت الجامعة العربية أمس، عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية (السبت) القادم لبحث تداعيات االعتراف بالقدس عاصمة إلسرائيل ونقل السفارة األمريكية إليها، ويعقد االجتماع بناء على طلب من فلسطن واألردن، لبحث التحركات العربية الواجبة إزاء هذا التغير فــي املــوقــف األمــريــكــي الـــذي يـمـس بمكانة الـقـدس ووضعها القانوني والتاريخي». فــــي غـــضـــون ذلــــــك، أعـــلـــن املـــتـــحـــدث باسم الــرئــيــس الــتــركــي إبــراهــيــم كــالــن أمـــس، أن منظمة التعاون اإلسالمي ستعقد اجتماعا فـــي إســطــنــبــول فـــي 13 ديــســمــبــر الجاري، لتنسيق الــرد على قــرار الــواليــات املتحدة االعـــــتـــــراف بـــالـــقـــدس عــاصــمــة إلسرائيل، موضحا خــالل مؤتمر صحفي فـي أنقرة، أن الــرئــيــس الــتــركــي رجـــب طـيـب أردوغــــان دعــا إلــى قـمـة لــقــادة دول منظمة التعاون اإلســــــالمــــــي فـــــي إســــطــــنــــبــــول. فـــيـــمـــا أشـــــار دبلوماسيون إلى أن مجلس األمن الدولي سينعقد على األرجــح يـوم الجمعة، لبحث قرار ترمب بشأن القدس.