جدة: أم الَّسَلم عليلة بـ «الضغط العالي»
ﺟﻤﻊ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺃﻡ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺑﺠﺪﺓ ﺃﺣﺎﺩﻳﺜﻬﻢ ﻟـ»ﻋﻜﺎﻅ« ﺑﻴﻦ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ، ﺇﺫ ﻳﺆﻛﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺗﻤﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻭﻻ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﻛﺄﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺼﻮﺕ ﻭﺍﺣﺪ: »ﻧﻘﻄﻨﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺗﻔﺘﻘﺪ ﻷﺑﺴﻂ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ؛ ﺳﻔﻠﺘﺔ، ﻭﺇﻧﺎﺭﺓ، ﻭﻧﻈﺎﻓﺔ، ﻭﺭﺻﻒ، ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺗﺼﺮﻳﻒ، ﻭﺗﻤﺪﻳﺪﺍﺕ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﻟﻠﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻘﺎﻁ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ«. ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻔﻮﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﻤﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻜﺎﻥ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺃﻡ ﺍﻟﺴﻠﻢ )ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻕ ﺟﺪﺓ( ﻋﺒﺮ »ﻋﻜﺎﻅ«، ﻟﻨﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺟﺪﺓ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻷﺣﻴﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻄﻨﻮﻧﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﺼﻴﺮ، ﻣﺸﻴﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺗﻨﻘﺼﻬﻢ ﺭﻏﻢ ﻣﺮﻭﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻭﻻ ﺗﻘﻒ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﻣﻌﺮﺑﻴﻦ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺭﺿﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻄﻨﻮﻧﻪ، ﻣﻄﺎﻟﺒﻴﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﻟﻤﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ﺑﺄﺳﺮﻉ ﻭﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ. من جانبه، يقول أحـد سكان أم السلم سعيد الزهراني: «منذ قرابة 20 عاما وال يزال الحي كما هو حتى اليوم، يـفـتـقـد لـلـعـديـد مــن الــخــدمــات، ونــعــانــي فـيـه مــن تكرار انـقـطـاع الـتـيـار الـكـهـربـائـي نـظـرا للضغط الكبير على املقسمات، وتجاوز املقسم للطاقة االستيعابية، إذ يغذي املنازل بالتيار وهو ما أثر على أعمدة الضغط العالي فـي الطريق الـعـام املقابل للحي، الــذي تتم إنــارة أجزاء منه وإطفاء أخرى لتخفيف الضغط على املقسمات، وهو حل ليس منطقيا». وأرجــع الـزهـرانـي أبــرز أسـبـاب كثرة انقطاع التيار عن املـنـازل إلـى وضـع التيار بنظام اإلسـقـاط وليس بنظام الـتـمـديـدات األرضــيــة، خصوصا فــي أوقـــات العواصف الترابية أو األمطار، محذرا من خطورة أعمدة الضغط العالي املالصقة أسالكها للمنازل، ما قد ينذر بوقوع ضحايا في حال التماسات. خــالــد سـكـيـك، الـتـقـط الـحـديـث وعــقــب بــالــقــول: «شوارع أحــيــاء أم الــســلــم الــداخــلــيــة فــي حــالــة سـيـئـة وال تعرف الصيانة وإعـــادة التأهيل منذ عــدة أعـــوام، بـالـرغـم من انــهــيــار طـبـقـتـهـا األســفــلــتــيــة، وعــــدم سـفـلـتـة الـكـثـيـر من الشوارع الداخلية من األساس، إذ نضطر لترقيع الحفر في تلك الشوارع بشراء األسفلت على نفقتنا الشخصية، وهذا ليس حال، بسبب األمطار التي تنسفه كلما هطلت على جدة». واشتكى سكيك من عدم وجود شوارع مشمولة باإلنارة والرصف، خصوصا الشوارع الداخلية الواقعة في حي العبور التابع ألم السلم واملجاور ملـدارس البنات، الذي يشهد ربكة مرورية بسبب حالته املزرية السيئة. أمـــا طـــارق مـحـمـد ذكـــر، فــأوضــح أن الــعــديــد مــن املنازل املـــهـــجـــورة تــنــتــشــر فـــي «أم الـــســـلـــم»، وأصــبــحــت مرمى للنفايات، ويخشى من استغاللها من قبل بعض ضعفاء النفوس في ارتكاب الجرائم داخلها، مشيرا إلى أنها خطر صحي وأمني، وال بد من إزالتها أو إحكام إغالقها. وأشــــار إلــى تــراكــم الـنـفـايـات حــول مــداخــل الــحــي، نظرا لعدم إزالتها من قبل البلدية أوال بــأول، وتركها بشكل مقزز وغير صحي، مؤكدا أهمية توفير حاويات نفايات بشكل كاٍف أمام املنازل الستيعاب املخالفات والنفايات، حفاظا على بيئة الحي املأهول بالسكان. من جانبه، يأمل أحمد جمعان بالتفات شركات االتصال ملعاناة السكان مع ضعف شبكة «اإلنترنت» داخل أحياء أم السلم، إضافة إلى صيانة األعطال املتكررة للهواتف الثابتة، مرجعا ذلـك لتأسيسها بنظام اإلسقاط وليس بـنـظـام الــتـمــديــدات األرضــيــة، وهــو مــا يجعلها عرضة لـأعـطـال وضـعـف الـشـبـكـة، خـصـوصـا أوقـــات األمطار، مـشـيـرا إلــى أن الـعـمـالء يـدفـعـون رســومــا شـهـريـة، فيما الــخــدمــة املــقــدمــة ال تــــوازي الــرســوم املــدفــوعــة، ال سيما أن العميل أصــبــح يعتمد عـلـى «اإلنــتــرنــت» فــي معظم تعامالته الرسمية في الوقت الحاضر.