«املنتج» األكثر ضررا!
لفتت انتباهي قبل أمس، تغريدة لجمعية حماية املستهلك، حذرت مـن خاللها مـن شــراء منتج يتم الترويج لـه عبر مـواقـع التواصل االجـتـمـاعـي، مـؤكـدة أنــه «فــي حــال اشتريت هــذا املنتج تـوقـف عن استعماله؛ ألنه يحتوي على ادعــاءات طبية مضللة»، ومن بينها (تنظيف وتفتيح الــبــشــرة، وإزالــــة التجاعيد واألمــاكــن والهاالت الـــســـوداء وحـــب الــشــبــاب وآثــــــاره، وادعـــــاء الــتــصــريــح مــن الجهات املــســؤولــة بــالــســعــوديــة)، مـوضـحـة الجمعية بــأن هــذا املـنـتـج غير مـسـجـل بــقــاعــدة بــيــانــات املـسـتـحـضـرات الـصـيـدالنـيـة لـــدى الهيئة العامة للغذاء والدواء، وعليه فإن التسويق له يعد مخالفا لألنظمة. في الحقيقة أن الجمعية تشكر على هذه الشجاعة والشفافية، وكم كـنـت أتـمـنـى أن تـشـمـل مـهـامـهـا وصـالحـيـاتـهـا الـتـحـذيـر مــن ذلك املنتج األكثر ضررا وتدميرا لحياة املواطن السعودي، الذي يغتر بـجـمـال عـبـوتـه الـخـارجـيـة املـصـطـنـعـة، وتـسـحـره رائـحـتـه الزكية، وتفتنه كلماته الدعائية املعسولة، فما يلبث أن (يرتبط به) ويدمن استخدامه ويسير خلفه كالنائم، فيغسل قلبه وعقله، قبل أن يغسل جيبه وتـحـويـشـة عـمـره فيصبح رصــيــده نـاصـع الـبـيـاض مــن كل الـفـلـوس الـتـي يطلق عليها البعض (وســخ الـدنـيـا) !؟ هــذا املنتج لألسف الشديد يلقى رواجا منقطع النظير في املجالس الخاصة، حــني يـتـصـدرهـا أولــئــك املــتــلــونــون الــذيــن يـصـبـحـونـك برسائلهم الــديــنــيــة ويــمــســونــك بــتــصــرفــاتــهــم الــصــبــيــانــيــة الــتــي يــخــجــل من ارتكابها حتى املراهقون، وعذرهم الوحيد في ذلك أن الشرع حلل أربعًا، وأنهم لم يرتكبوا حراما حتى يحاسبوا عليه، يتوهمون ذلك ويحاولون إقناع اآلخرين به، مع أنهم يتفننون في خلق األكاذيب املستمرة لتبرير سفرياتهم أو غيابهم الطويل عن البيت، ويتركون خلفهم أعظم الـواجـبـات االجتماعية تجاه زوجاتهم وعائالتهم، ويخالفون األنظمة والـلـوائـح التي سنها ولــي األمــر والـتـي تمنع بشكل قـاطـع االرتــبــاط بمثل هــذا املنتج دون تـرخـيـص، فهل هذه املعاصي مجتمعة حالل في نظر اإلنسان السوي العاقل؟! األعظم من ذلك أن تصدر ممارسة االرتباط مع هذا املنتج من قبل األفــــراد املنتمني للفئة املـمـنـوعـة وفــق الـالئـحـة التنظيمية، وبما أننا نعيش في زمـن النهضة ملكافحة الفساد بشتى أنـواعـه، فإنه يفترض فتح هــذا املـلـف الشائك الــذي يـهـدد التكوين االجتماعي لـألسـرة الـسـعـوديـة، فضال عـن أبــعــاده األمـنـيـة األخـــرى، وذلــك بأن يجري البحث الدوري على جوازات سفرهم وتحويالتهم البنكية، ومــن يثبت تـورطـه يتم تطبيق الـعـقـوبـات النظامية بحقه بداية باملحاكمة الـتـأديـبـيـة ومــــرورا بـإلـغـاء االرتــبــاط املـخـالـف الـــذي تم دون ترخيص، وبهذا يتم القضاء على تلك االدعاءات املسوقة لهذا املنتج املزيف التي يزعمون من باب الهياط والقالة في مجالسهم؛ «أنه يعيد الشايب شباب» !