هل نحن على أعتاب انتفاضة ثالثة؟

أطـلـق االعــتــراف األمــريــكــي بـالـقـدس عـاصـمـة إســرائــيــل، شــــرارة انتفاضة فلسطينية ثالثة ربـمـا تـكـون األعــنــف بــن االنـتـفـاضـات الـسـابـقـة. ورجح مــراقــبــون أن مـسـتـوى تــطــور هـــذه االنــتــفــاضــة مـرتـبـط بـــرد فـعـل الجيش اإلسـرائـيـلـي على االحـتـجـاجـات، والــــدور الـــذي ستلعبه األجــهــزة األمنية التابعة للسلطة وطبيعة العنف الذي سيستخدم إلخمادها. وتخشى إسرائيل مـن اتـخـاذ االحتجاجات الجديدة أشـكـاال مختلفة من العمل العسكري ضد إسرائيل، خصوصا أن الجيل الفلسطيني الجديد الذي يقود هذه االحتجاجات هو الجيل الذي ولد بن االنتفاضتن األولى والثانية، وتشير احتجاجات يـوم أمـس (الجمعة)، إلـى أن ما يجري هو شرارة النتفاضة ثالثة. واندلعت أحداث االنتفاضة األولى في الثامن من ديسمبر ،1987 وكانت شرارتها من مخيم جباليا لالجئن شمالي غزة. وأطلق الفلسطينيون «انتفاضة الحجارة». وعرف األطفال الذين شاركوا فيها ملدة 6 سنوات بـ «أطفال الحجارة». واندلعت بعد عملية دهس، نفذها سـائـق شاحنة إسرائيلي بحق مجموعة عـمـال فلسطينين قــرب حاجز بيت حانون (إيـريـز) شمالي غـزة؛ ما أدى إلـى مقتل أربعة. وأسفرت هذه االنتفاضة عـن مقتل 1162 فلسطينيًا، بينهم 241 طـفـال، وإصــابــة 90 ألف، ودمر جيش االحتالل 1228 منزال، واقتلع أكثر من 140 ألف شجرة، واعتقل نحو 60 ألـف فلسطيني. وتوقفت االنتفاضة مع توقيع اتفاقية أوسلو عام ،1993 التي نصت على انسحاب جيش االحتالل من مراكز املدن الفلسطينية وإنشاء حكم ذاتي فلسطيني مؤقت، ينتهي بدولة فلسطينية عام ،1999 وهو ما لم تلتزم إسرائيل بتنفيذه. فيما اندلعت االنتفاضة الثانية (انتفاضة األقصى) في 28 سبتمبر عام 2000 في القدس، عقب اقتحام رئيس الــوزراء اإلسرائيلي السابق أرييل شـــــارون، املـسـجـد األقــصــى بـحـمـايـة كـبـيـرة مــن قـــوات الـجـيـش والشرطة، واستمرت 5 سنوات، وخلفت 4412 قتيال فلسطينيا، 48322و مصابا، فيما قتل خاللها 1069 إسرائيليا وأصيب 4500 آخرون.