Okaz

كيف نتعامل مع قضية القدس

-

البكاء والعويل وشتم أمريكا وإسرائيل والوعيد الكالمي بالويل والثبور لن يخلق موقفا قويا يجعل اإلدارة األمريكية تحسب له حسابا وتفكر بالتراجع عن قرارها اعتبار القدس عـاصـمـة إلســرائــ­يــل ونــقــل الــســفــ­ارة األمـريـكـ­يـة إلــيــهــ­ا، فهذا امللف استمر مطروحا في البيت األبيض منذ نشوء فكرته، وظل ورقة تلوح بها أمريكا في مناورات سياسية بحسب ظــروف ومناسبات استخدامها، وفـي املقابل كانت اإلدارة الفلسطينية منقسمة عـلـى نفسها مــا بــن سلطة رسمية وأخرى تنافسها وتدخل في صراع سياسي وأحيانا مسلح معها، بعد زمـن طويل من إضعاف الفصائل الفلسطينية العديدة السابقة للقضية العربية املركزية، حتى لم يتركوا للمتضامنن معها والذين تبنوها أكثر منهم فرصا قوية إلنقاذها مـن الشتات السياسي الفلسطيني. وبعد دخول املنطقة العربية في مخطط ما سمي بالربيع العربي وتفتت بـعـض دولــهــا وانــكــمـ­ـاش املــوقــف الــعــربـ­ـي املــوحــد، لــم تبق سوى اململكة التي تتبنى شبه وحيدة الدفاع عن القضية الفلسطينية وتضمينها كل مواقفها السياسية وإدراجها كــورقــة أســاســيـ­ـة فــي عـالقـاتـه­ـا مــع الــغــرب بـمـا فـيـه الدولة الرئيسية، أمريكا. لذلك فإنه قبيح جدا املزايدة اآلن على اململكة في تأريخها الطويل مـن دعــم القضية الفلسطينية منذ بدايتها، ومن غير املنطق تحميلها وزر املمارسات السياسية الفلسطينية الخاطئة وانقساماته­ا، واستخدام بعض الدول العربية لها مـن أجــل تحقيق مصالح ذاتـيـة أضعفت فلسطن والعرب جميعا. باإلمكان اآلن القيام بتحرك ما وبشكل سريع من خالل تنسيق موقف رسمي بن الدول العربية واإلسالمية واملنظمات التابعة لها وممثلياتها في املنظمات الدولية، بـــاإلضــ­ـافـــة إلــــى تــحــرك مــدنــي فـــي أمــريــكـ­ـا والـــــــ­دول دائمة العضوية فـي مجلس األمــن إلجـبـار أمـريـكـا على التراجع عن قرارها، ولكن يجب على الفلسطينين االنضمام ملوقف كهذا إذا حدث وليس العمل ضده واملضي في مسار مغاير ينسف أي أمل محتمل إللغاء القرار الـذي يدل على رعونة متناهية وحسابات ضيقة وتهور خطير.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia