نصيحة ألمني جدة
تــعــرض أمـــن مـحـافـظـة جـــدة، لـهـجـوم أرض/أرض إعالمي منظم، إثر أمطار جدة األخيرة، التي اختفت مـن املــحــاور والــشــوارع الرئيسية واألنــفــاق فـي أقل مـــن ثــالثــة أيـــــام، وتــحــمــل األمــــن فـــي ذلــــك الهجوم الذي أخذ عدة اشكال وأنـواع، أخطاء كل املسؤولن عــن مــيـزانــيــات وتـخـطـيـط جـــدة، الــحــاضــريــن منهم والــســابــقــن مـنـذ عـهـد الـخـلـيـفـة الــراشــد عـثـمـان بن عفان رضي الله عنه، وحتى اليوم، كما تحمل أيضا تبعات إقــرار ميزانيات البلديات منذ أول ميزانية ســعــوديــة أصـــــدرت فــي عــهــد الـــوزيـــر مـحـمـد سرور صــبــان رحــمــه الــلــه، وحــتــى آخـــر مـيـزانـيـة فــي عهد الوزير الحالي للمالية محمد الجدعان، وتجاوزت الحملة اإلعالمية على أمن جدة كل رؤساء بلديات وأمـنـاء جــدة منذ املـرحـوم علي سـالمـة، أول رئيس لبلدية جـدة في العهد السعودي في عـام 4431هـ، وحتى عادل فقيه وبينهما تسعة عشر اسما أبرزها مـحـمـد سـعـيـد فــارســي، وعـبـدالـلـه املـعـلـمـي، وخالد عـبـدالـغـنـي، ونــزيــه نـصـيـف، ويــبــدو أن أمــانــة جدة وأمينها، هما املتنفس الوحيد إلعالمنا في الوقت الحاضر، خصوصا بعد فقدان املتنفس التقليدي للهجمات اإلعـالمـيـة على الـريـاضـة بتعين تركي آل الشيخ، وأعتقد أن أمانة جدة وتبعا لذلك النقد والـهـجـوم اإلعــالمــي، ستكون مسؤولة عـن القضية الفلسطينية ومـا آلـت إليه، ناهيك عن مسؤوليتها عن كل أعمال شركة املياه، وشركة الكهرباء، وشركات واالتصاالت واملرور، واألرصاد والبيئة، وكل هيئة أو وزارة لها يد في محافظة جدة. وفي خضم كل ذلك الهجوم خصص بعض الكتاب الـــيـــومـــيــن واألســـبـــوعـــيـــن فــــي صــحــفــنــا، وبعض املعلقن فــي الـقـنـوات التلفزيونية، بـاإلضـافـة إلى كــوكــبــة مــن املــواطــنــن الــذيــن تستضيفهم تقارير وتحقيقات واستطالعات الصحف التي تحمل كلها بعد املقدمة عبارة «ويـقـول املـواطـن زيــد، ويضيف املــواطــن عــمــرو.. إلـــخ»، كلهم مجتمعون أثـــروا ذلك الهجوم بآراء واقتراحات ومبادرات كالمية لحل كل مشكالت «جدة» مع األمطار وغيرها من االحتياجات البلدية، وأذكـر أن كاتبا قديرا أظنه متخصص في «التاريخ» أو «اللغة العربية» قد وضع حلوال جذرية لتصريف مياه األمطار بجدة ضمن بنود تحددت بــأوال وثـانـيـا، وهــو جــزاه الـلـه خـيـرا، مـن أوحــى لي بموضوع مقالي هذا، الذي من خالله أوجه نصيحة ألمن جدة الدكتور هاني أبوراس بأن يتفرغ يوميا لــقــراءة الـصـحـف واالجــتــمــاع بــوكــالئــه ومساعديه لـتـصـنـيـف مــقــتــرحــات الــكــتــاب واملـــواطـــنـــن ورواد املــجــالــس والـــديـــوانـــيـــات، وتــبــويــبــهــا ورفــعــهــا إلى وزارة املالية العتمادها ثم تسليمها إلـى من يلزم لتنفيذها، وال داعي للدراسات والتخطيط والجدولة واألولـويـات واالستعانة ببيوت الخبرة الهندسية والـتـخـطـيـطـيـة الــعــاملــيــة، واإلشـــــراف الـفـنـي واملالي الـهـنـدسـي ووجـــع الــــرأس الـــذي ال يـــزول حـتـى وإن وضعت األمـانـة حديقة أمــام كل منزل، واستجابت لــطــلــبــات واســتــثــنــاءات املــواطــنــن كـــبـــارا وصغارا وتـــجـــاوزت األنــظــمــة والــقــوانــن مــن أجـــل عــيــون كل صاحب طلب لدى األمانة، ومنهم صديق يبحث عن وساطة حتى تغض إحدى البلديات الفرعية الطرف عن بنائه مسجدا دون حصوله على ترخيص بناء. ليعذرني أمـن جـدة على تدخلي في شــؤون عمله، لكنها نصيحة تندرج ضمن ما يكتب ويقرأ ويسمع ويشاهد في أيامنا هذه عن جدة وأمانتها.