مع شعيرة الطواف!

.. لـلـطـواف سبعة أشـــواط كاملة غير منقوصة ثــواب عظيم عند رب البيت العتيق، البيت الذي بناه أبونا إبراهيم وولده إسماعيل عليهما وعلى نبينا أفضل الصالة والسالم بعد قـرون من بناء املالئكة للبيت الـذي جعله الله مثابة للناس وأمــنــا، وطـــواف أبـيـنـا آدم عليه الــســالم بـــه.. فـأصـبـح البيت معظمًا مـشـرفـًا ألنــه الـبـيـت الـــحـــرام.. وإن قــال مــن قــال –بكل أســف– «إن الكعبة املـشـرفـة فـي ذاتـهـا ليست محل االحترام التام، حيث إن االحترام التام يكون لله، عز وجل». وال يجوز الـطـواف بـأي جامع أو مبنى آخـر فـي األرض وال حتى بالروضة الشريفة في الحرم النبوي الشريف باملدينة املنورة وال بقبة الصخرة في بيت املقدس. ومن عجائب نظرات الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله قوله: إن الفرق بن مساجد األرض كلها واملسجد الحرام أن مساجد األرض اختارها املسلمون بينما املسجد الحرام اخــتــاره الــلــه عــز وجــل وحـــدد مـكـانـه بـواسـطـة جـبـريـل عليه السالم. وقــد اعـتـاد أهــل مكة وغيرهم مـن املسلمن ممن يـأتـون إلى البيت الحرام أن يطوفوا سبعة أشواط تحية املسجد الحرام وهو ينفرد عن مساجد األرض بأن تحية البيت الحرام هي الـطـواف سبعة أشــواط، ال الصالة ركعتن كما هو معروف. وهناك من يركبه الهم والغم فيأتي إلى البيت الحرام ويطوف األشــواط السبعة بنية أن الله يفرج همه وغمه.. وبــإذن الله فإن أبواب الفرج تنفتح أمامه. وفي ما أذكر أنني ذات عام طفت خمسة أشـواط وربما ستة وإذا بالصالة تقام فصليت مع املسلمن ثم حاولت استكمال الطواف ولكني نسيت عدد األشواط التي انتهيت منها، وكان بجانبي العم محمد سفر رحمه الله فسألته: ما العمل؟ فقال: أنصحك بأن تبدأ من جديد ليكون طوافك كامال! وال تزيد شعيرة الطواف على عشر دقائق على أيامنا قبل 50 سنة أمــا الــيــوم فقد تضاعفت الـفـتـرة الزمنية إلــى ثلث ساعة وأحيانا نصف ساعة.. ومع الزحام الشديد قد يقضي الطائف ساعة كاملة ألداء األشواط السبعة. اآلن فرضت علينا رئاسة الحرمن أن يكون الـطـواف ساعة كاملة في كل األوقــات، وإذا اشتد الزحام فقد يستغرق مائة دقيقة، ألجل تأهيل بئر زمزم. إن شعيرة الطواف هي منسك رباني قــرره رب العباد، ومن غير املستحسن الحجر على الطائفن وتحويلهم إلى الدور الثاني الذي يرهق املريض والعاجز وكبار السن. فيا رئاسة الحرمن الشريفن نرجوكم بكل حرارة أن ترفعوا الـقـيـود عـلـى الـطـائـفـن وتــتــركــوا لـهـم حــق الــطــواف بالبيت الـحـرام ســواء كانوا محرمن بالعمرة أم ال، دون حواجز أو موانع أو تطويل، فإن الله رفيق يحب الرفق في األمر كله.