العواصم العربية احملتلة.. ما اجلديد ؟
قرار ترمب هو قرار الكونجرس املتخذ منذ عام 1995 والذي كان يعرض ويؤجل كل 6 أشهر من رؤســاء أمريكا املتعاقبن.. الفرق بن ترمب وغيره من الرؤساء األمريكان أنه لم يوارب ويؤجل هــذه املــرة عـن الــقــرار املتخذ أصـــال! الفلسيطينيون والعرب وأمريكا وإسرائيل هم في املجمل موافقون على حل الدولتن بعاصمتن فلسطينية في القدس الشرقية وإسرائيلية في الــقــدس الــغــربــيــة.. كــل الــنــواح والــصــيــاح الـــذي يـتـعـالـى اآلن يـشـعـرك بـــأن الــقــدس واألقــصــى تــم احـتـاللـهـمـا عـشـيـة إقرار تــرمــب بـنـقـل الــســفــارة األمــريــكــيــة لــلــقــدس. في رأيــــــي أن هـــــذا لـــن يــغــيــر شــيــئــًا عــلــى األرض، التغيير الـوحـيـد املـنـشـود هـو بـأيـدي السلطة والشعب الفلسطيني في ثباتهم على مبدأ حل الدولتن بعاصمة في القدس الشرقية، هذا هو املـتـاح حاليًا واملعلن مـواربـة فـي كلمة ترامب األخيرة.. أمريكا لم تكن لتجرؤ لوال إنها عرفت أن العرب ال يـحـركـون سـاكـنـًا عـنـدمـا تحتل عواصمهم، بل إنهم يحاربون الدولة التي تصد املشروع الـــفـــارســـي ويــقــفــون مـــع مــاللــي إيـــــــران، ولذلك قــبــل عــامــن تـتـبـجـح إيـــــران عــلــى لــســان وزير استخباراتها الـسـابـق حـيـدر مصلحي وعدد من مسؤوليها في البرملان املقربن من املجرم خـامـئـنـي بــأنــهــا تـحـتـل أربــــع عــواصــم عربية بــغــداد ودمــشــق وبـــيـــروت وصــنــعــاء، لـتـلـحـق تـلـك العواصم بالقدس الكبرى التي سقطت في يد إسرائيل منذ عام 19٤8 وأكــمــل االحــتــالل ضــم بقية الــقــدس الـشـرقـيـة أعــقــاب هزيمة الجيوش العربية .م1967 انتظر األمريكان ردة فعل العرب والفلسطينين تـحـديـدًا فــوجــدوا أنـهـم مـع املحتل الفارسي وضد املنقذ السعودي، مؤامرة وخيانة وشتمًا. الفلسطينيون أوال وعاشرًا هم من ينبغي أن يحفزهم قرار ترمب لتوحيد صفوفهم وإنهاء حالة الزعرنة واالنقسام في غــزة، وأن ال يضيعوا االلتفاف العربي واإلسـالمـي والدولي حول القضية الفلسطينية حاليًا بعد أن قدم ترامب لفلسطن خدمة ال تنسى وأعـاد الصدارة للقضية الفلسطينية دوليًا، بعد أن دخلت نفقًا مظلمًا منذ الربيع العربي.. الفلسطينيون ينبغي عليهم أن ال يـوجـهـوا سـهـامـهـم كــالــعــادة ألشقائهم العرب، عليهم أن ينظروا لحالهم هم أوال، واألذى الذي سببوه ألنفسهم ولغيرهم عندما وقف بعضهم مع املحتل الفارسي للعواصم العربية األخـــرى، لقد فقد الـعـرب والفلسطينيون تحديدًا رصيدًا شعبيًا كبيرًا من سمعتهم األخالقية طوال السبع سـنـوات املـاضـيـة، عندما أيـــدوا املــد الـفـارسـي ووقفوا معه ضد الدولة العربية الوحيدة (السعودية) التي تتصدى لــهــذا املــشــروع األخــطــر عـلـى املـنـطـقـة، قــد يعتقد الـبـعـض أن االحتالل اإليراني ليس له عالقة باالحتالل اإلسرائيلي وقرار تـرامـب أخـيـرًا، وهــذا بالتأكيد غير صحيح البتة فلو كانت بــغــداد ودمــشــق وبــيــروت وصــنــعــاء صحيحة فصيحة تنطق بالعربية لسانًا وروحـــًا لكنا أقوى، ولو كانت السعودية غير مشغولة بصد املد الفارسي والحفاظ على مقدسات املسلمن في مكة واملدينة لكان الفلسطينيون في وضع أفـضـل اآلن.. الـغـريـب أن بـعـض الفلسطينين يستقبلون «قم» قبلة ويعزون في قاتل العرب قاسم سليماني، ويصفون باني املستوطنات الــصــهــيــونــيــة تــنــظــيــم الـــحـــمـــديـــن وحليفهم أردوغــــان تركيا ذا الـسـفـارة الكبيرة والعالقة الـوطـيـدة مـع مجرمي إسـرائـيـل بأنهم الرجال منقذو القدس..! ال يمكن ملن يرضى بأن يحتل الفرس عواصم الــعــرب وتـسـفـك دمـــاء أهـلـهـا وتــشــرد شعوبها أن يــدفــع عــن زهــــرة املـــدائـــن الــقــدس االحتالل والحصار، مع إجاللي للشرفاء في القدس وفلسطن الذين مـا بـدلـوا ومـا انشغلوا بغير قدسهم وأرضــهــم.. األخــالق كل واحد ال يتجزأ، وأنا أقول للعرب وللفلسطينين تحديدًا لن يغير ترمب أو غير ترمب من كون القدس ستبقى إلى األبد عاصمة إسالمية عربية فلسطينية، وإنما حتى يعجل الله علينا بالحل وانكشاف الغمة علينا أن نستعيد أخالقنا التي سفكناها بالخضوع تحت أقدام املاللي الفرس، حتى أصبح البعض بـؤرة حقودة لكل شتيمة قـذرة تستهدف السعودية كــدولــة هــي الــوحــيــدة الــتــي مــازالــت متماسكة ومــدافــعــة عن حـق الـعـواصـم العربية فـي رفــع االحـتـالل عنها فارسيًا كان أو إسـرائـيـلـيـًا، مــن الــقــدس مـــرورًا بـبـغـداد ودمــشــق وبيروت وحتى صنعاء، دون أن تضيع كما أضاع غيرها مقدساتها ومقدسات املسلمن في مكة واملدينة.