زهرة املدائن.. اجلرح الغائر في خاصرة الفن العربي

«جايز ظام الليل يبعدنا يوم إنما يقدر شعاع النور يوصل ألبعد ســمــا».. كـلـمـات صــادقــة حملها أوبــريــت «الــحــلــم الــعــربــي» تتناول الوضع في الوطن العربي، الذي ال ينسى أبدًا القضية الفلسطينية. ضــمــن أعـــمـــال مـخـتـلـفـة تــنــاولــت الـــقـــدس، كـــان فـــي صــدارتــهــا فيلم «الناصر صاح الدين» الذي قام ببطولته أحمد مظهر وصاح ذو الفقار، وقدمه املخرج يوسف شاهني عام ،1963 وقد رصد الحروب الصليبية على املسلمني، وكيف خرق قائد الجيش الصليبي معاهدة السام التي أبرمت مع صاح الدين، وهو ما دفع األخير لانتقام. الواقع الغنائي لم يختلف عن نظيره السينمائي، حيث قدمت فيروز أغنيتها «زهـرة املدائن» التي ال يزال املايني يسترجعونها حينما يتذكرون القدس، رغم مـرور سنوات طويلة على صدورها في عام .1967 فيما لـم يغب األطـفـال عـن املشهد بـل كـانـوا محركًا رئيسيًا لــه، حتى وإن كــان ذلــك مــن خــال فيلم بعيد كــل البعد عما يجري في القدس، وهو ما حدث في فيلم «رحلة حب» بطولة محمد فؤاد وأحـمـد حلمي، واحـتـوى على أغنية «افـرحـي يـا أم الشهيد»، التي جاءت بعد املظاهرات التي قام بها األطفال غضبًا مما حدث للطفل محمد الـــدرة، وهــو مــا دفــع فــؤاد إلــى التفاعل مــع األطــفــال بالفيلم وتقديم تلك األغنية. وقــبــل 10 ســنــوات شــــارك أكــثــر مــن 30 نـجـمـًا مــصــريــًا فــي أوبريت «القدس هترجع لنا» الذي كتب كلماته الدكتور مدحت العدل ولحنه الراحل ريـاض الهمشري. وشــارك في غنائه عـدد كبير من النجوم، أبرزهم هدى سلطان ونادية لطفي ويسرا وفاروق الفيشاوي وأحمد الـسـقـا ومـنـى زكــي وهــشــام عــبــاس، وظــهــروا جميعًا وهم يرتدون األسود غضبًا مما يجري بالقدس. كــمــا قــدمــت جــولــيــا بــطــرس أغــنــيــة «ويـــــن املايني» لتحكي مـعـانـاة الـشـعـب الفلسطيني، وشــــارك معها في األغنية التونسية سوسن الحمامي والسورية أمل عرفة، وأعادت جوليا بطرس غناءها بمفردها. وهكذا استمر نجوم الغناء في الوطن العربي يقدمون أعمالهم من أجل دعم القضية الفلسطينية، حيث قدم عمرو دياب أغنية «القدس دي أرضنا» مع املخرج شريف صبري، كما كانت ملحمد فــؤاد أغنية شهيرة بعنوان «األقصى نادى»، واعتبر حمادة هال أن أغنيته «علمني» هي بمثابة صرخة كل طفل فلسطيني.