إنفاق 2.4 تريليون

كانت ميزانية التعليم عام 2005 ال تتجاوز 70 مليار ريال، لكنها أخــذت بالصعود التدريجي خـال 10 سـنـوات إلـى أن بلغت 204 مليارات عام ،2015 لكنها وصلت ذروتها عام 2013 عندما قفز مخصص التعليم من 169 مليارا عام 2012 إلى 217 مليارا في العام الــذي يليه، أي بـزيـادة 80 مليارا خـال سنة واحــدة، وحجم هذه الزيادة يفوق ميزانية 2005 بكاملها، كما تم اعتماد 80 مليارا لتطوير التعليم 115و مليارا لبرنامج االبتعاث 101و مليار ريال لتنفيذ املــدن واملستشفيات الجامعية، وبـذلـك يصل اإلنـفـاق على التعليم خال عشر سنوات ما يقارب من 2.4 تريليون ريال. هذه االعتمادات املالية كفيلة بأن تبني دوال واقتصاديات كبرى، فضا عن تطوير بنى التعليم وتأهيل املــوارد البشرية، فـإذا كان هــذا اإلنــفــاق يـهـدف لـرفـع قـــدرة اململكة التنافسية وبــنــاء مجتمع املعرفة وتأهيل مواطن منتج يسهم في تقدم الحضارة البشرية، وهــــي كــلــهــا أهــــــداف مـــدرجـــة ومـــدونـــة ضــمــن خــطــة اإلنـــفـــاق على التعليم، لنا أن نتساءل هل تحققت مثل هـذه األهــداف األساسية أو بعض منها؟ ومن يستطيع اإلجابة على ذلك أصا؟ خصوصًا إذا كان اإلنفاق كفيا بأن يجعل من اململكة موئا للتعليم املتطور ومصنعًا إلنتاج الكوادر البشرية، في حني أن املؤشرات تعكس ما هو خاف ذلك، وهو ما تؤكده برامج «قياس» ومؤشرات التعليم العام وتقارير املؤسسات التعليمية الدولية، فأين الحلقة املفقودة بـني اإلنـفـاق العالي والنتائج املـتـرديـة، مـا هـو سبب هــذه الفجوة التي ترسخت في كل القطاعات تقريبا، وما هي جذورها اإلدارية في نظامنا اإلداري واملالي، وكيف السبيل إلى حلها، وهل سوف نستمر بـالـصـرف على التعليم دون تطوير لبنيته التحتية من أنظمة وهياكل عامة تسبق وتمهد لهذه الخطط التعليمية، التي ثبت عــدم تحقيقها ألهـدافـهـا بالشكل املـطـلـوب، وبما يــوازي هذا اإلنفاق الذي من غير نتائج يتحول إلى هدر مالي.