ملاذا يكرهنا هؤالء العرب ؟
منذ أن وعيت على هذه الدنيا وأنا أملس مشاعر كراهية غير مفهومة لــدى كثير مـن الـعـرب تجاه الخليجين والسعودين تحديدا، وطيلة عقود من الزمن لم أجد مــبــررا لـهـذه املـشـاعـر السلبية املــتــوارثــة ســوى الغيرة والحسد، ليس من امتاك دول الخليج العربية للثروة الــنــفــطــيــة بـــل مـــن تــطــويــعــهــا لــنــمــاء األوطـــــــان ورخــــاء اإلنسان ! فــالــثــروة الـنــفــطـيــة الــتــي حــبــاهــا الــلــه لــــدول الخليج الــعــربــيــة، قــد وهــبــهــا الــلــه أيــضــا لــــدول عــربــيــة أخرى كـالـعـراق وليبيا والــجــزائــر، وزاد عليها لهم مصادر املـيـاه وخـصـوبـة األرض واملــعــادن الطبيعية والغاز، لكن جميع تلك الدول غرقت في الدكتاتورية السياسية والفقر االجتماعي والتخلف التنموي، بينما سخرت دول الخليج ثرواتها لنماء مجتمعاتها ! وفي الوقت الـذي ال يخلو فيه بلد عربي من مشاريع تــنــمــويــة مــولــتــهــا الــحــكــومــات الــخــلــيــجــيــة، أو تضم خزائنها أمــوال الهبات والـودائـع الخليجية، نجد أن الجحود والنكران هو الفائدة الوحيدة التي تجنيها دول الخليج على هذه األموال الطائلة ! وبينما تاجرت العديد من األنظمة العربية الثورية واألنظمة املتعاقبة بالقضية الفلسطينية ولم تقدم لها سوى الشعارات والخذالن، نجد أن حكومات وشعوب الــخــلــيــج الــعــربــي نـــاصـــرت هــــذه الــقــضــيــة فـــي جميع املـحـافـل الـدولـيـة، وقـدمـت للشعب الفلسطيني الدعم املادي في أرضه واالحتضان ملغتربيه في أرضها، في الـوقـت الــذي حوصر فيه مهجروه فـي مخيمات دول الــتــصــدي واملـمـانـعـة بــن مـطـرقـة التضييق املعيشي وسندان التضييق األمني، ورغـم ذلك نجد أن األعام الخليجية هـي الـتـي تـحـرق فـي املـظـاهـرات إلــى جوار األعام اإلسرائيلية واألمريكية، وملوك وأمراء وشعوب الخليج هم الذين يشتمون من على منابر املقاومن، بينما يمجد أهل الغدر والخيانة والشعارات الزائفة ! وإذا كـــنـــت أفــــســــر كـــراهـــيـــة «قـــومـــجـــيـــة» الشعارات الفــتــقــارهــم لـلـقـيـم واملـــبـــادئ واألخـــــــاق، فــــأي تفسير يمكن أن نجده إلخوان الجهاد ممن يتدثرون بعباءة الدين ويتلبسون مخافة الله، وهم يكذبون ويتجنون ويـظـلـمـون، حتى بــاتــوا أشــد عـــداوة وبـغـضـاء لنا من اليهود والنصارى؟!