مضادات اقتصادية «قّلصت العجز» وضاعفت اإلنفاق
القفز فـوق عقبات الـظـروف غير املواتية وتحدي تقلبات سـوق النفط، رهان تمخض عـن امليزانية السعودية فـي 2018 حـني نجحت فـي تقليص العجز وتنويع املــوارد، واألهـم من ذلك إشاعة الثقة الكبيرة في االقتصاد السعودي وقـــدرة الحكومة على مجابهة أي تـحـديـات وقـهـر أي ظـــروف. إذ إن العنوان العريض للميزانية السعودية لهذا العام في كونها «األضـخـم على مستوى اإلنفاق بـ879 مليار ريال»، فيما اإليرادات تصل إلى 789 مليارًا، يعطي أمانًا أكبر ليس للمواطن وحسب، بل ولثقة املستثمرين في اقتصاد الدولة. لــم تـرتـهـن الــســعــوديــة إلـــى الــظــروف املـضـطـربـة مــن حـولـهـا عـلـى املستويات السياسية واالقتصادية والعسكرية، فتجاوزت بقطار التنمية كل ذلك، وأعلنت الوجهة إلى اقتصاد قوي قادر على مجابهة الظروف أيًا كانت. تخوض اململكة حربًا على اإلرهـاب لقطع األيـادي التي تحاول العبث بأمنها الوطني وزعـزعـة استقرار املنطقة، وتبذل األرواح واألمــوال والـوقـت من أجل سالمة الوطن وأمن املواطن، دون أن يؤثر ذلك على رؤيتها للسعودية الجديدة بخطط تنموية كـبـرى، وزيـــادة إنـفـاق تـقـارب السقف التريليوني، فـي خضم تحديات كبرى. وبينما كان جنودنا البواسل يسقطون تعديًا سافرًا من الحوثيني ومن خلفهم فـي سـمـاء الــريــاض، كــان الـسـعـوديـون يـرسـمـون مـالمـح عامهم الـجـديـد بحبر التنمية، ويحللون أهـدافـه برؤية الـوحـدة الوطنية واالسـتـقـرار على مختلف األصعدة. ُ ّ العام2018م2018 سيكون واحدًا من األعوام التي يتوقع أن ترسى خاللها الكثير من املشاريع الكبرى، وتعلو معها الهمم على نحو أكبر، ملالمسة سقف الطموحات الرفيع الـذي بثته رؤيـة 2030 2 في نفوس السعوديني، وتعززت عبر املشاريع ُ التي أعلن عنها في العام ،2017 واألهداف الكبرى على مختلف األصعدة. إن توجيه جزء كبير من ميزانية 2018 لالستثمار ذي العوائد عالية التأثير بالتنمية، يسهم في توفير الفرص الوظيفية، ودعم ما يسهم في رفع مستوى حياة الفرد السعودي، وتخصيص أمـوال ضخمة من أجل استثمارات داعمة بقوة للنمو االقتصادي، ناهيك عما سبقه من العمل على اجتثاث الـفـسـاد ومـحـاربـتـه عـلـى نـحـو غـيـر مـسـبـوق، لـيـسـت إال مبشرات توحي بمستقبل آمــن، واقتصاد قــــــــوي ومـــــــؤثـــــــر، قــــــــــادر على تجاوز اقتصاد الوطن لـــلـــتـــحـــديـــات التي تعيشها املنطقة، ودفــــــــــــــــع عجلة التنمية.