شركة جديدة لتوطني «الصناعات العسكرية»
أعلن صندوق االستثمارات العامة إنشاء شركة صناعات عـسـكـريـة وطـنـيـة جــديــدة، تحمل اســم الـشـركــة السعودية للصناعات العسكرية، تمثل مكونا مهما من مكونات رؤية السعودية .2030 وتــعــد الــشــركــة الــجــديــدة كــيــانــا وطــنــيــا جــديــدا فــي قطاع الــصــنــاعــات الـعـســكــريــة فــي املـمـلـكـة الــعــربــيــة السعودية؛ إذ تسعى لتشكل منصة مستدامة لتقديم مجموعة من الخدمات واملنتجات العسكرية التي تستوفي أرفع املعايير واملواصفات العاملية. وتتمثل رسالة الشركة في العمل على تطوير أحــدث املنتجات التقنية مع التركيز على اإلبداع واالبــتــكــار، وتـقـديـم حـلـول متكاملة تسهم فـي دفــع عجلة تطوير قطاع الصناعات العسكرية في اململكة والحفاظ على أمن اململكة وحلفائها. تعمل الشركة السعودية للصناعات العسكرية على تحقيق 3 أهداف: زيادة املحتوى املحلي من املنتجات والخدمات العسكرية واالستثمار في الجوانب اإلستراتيجية املربحة والـحـرص على أن تحقق الصناعات العسكرية مساهمة أكبر في االقتصاد بشكل عام. وستعمل الشركة السعودية للصناعات العسكرية على تقديم املنتجات والخدمات في 4 مجاالت حيوية في قطاع الصناعات العسكرية، وهي مجال األنظمة الجوية، ويشمل صيانة وإصالح الطائرات ثابتة الجناح وصناعة الطائرات من دون طيار وصيانتها، ومـــجـــال األنــظــمــة األرضــــيــــة، ويــشــمــل صــنــاعــة وصيانة وإصــالح العربات العسكرية، ومجال األسلحة والذخائر والـــصـــواريـــخ، ومــجــال اإللــكــتــرونــيــات الــدفــاعــيــة، ويشمل الــــــــرادارات واملــســتــشــعــرات وأنــظــمــة االتـــصـــاالت والحرب اإللكترونية. وتعود ملكية الشركة السعودية للصناعات العسكرية بشكل كامل إلى صندوق االستثمارات العامة. وتعمل الشركة على اإلسهام بشكل رئيسي في دعم تحقيق أهـــداف رؤيـــة 2030 لـتـوطـن %50 مــن اإلنــفــاق العسكري للمملكة العربية السعودية. ويتمثل الــهــدف اإلسـتـراتـيـجـي للشركة فــي الــوصــول إلى مصاف أكبر 25 شركة صناعات عسكرية عاملية مع حلول عـــام ،2030 بــمــا يـجـعـل املــمــلــكــة شــريــكــا قــويــا فـــي قطاع الصناعات العسكرية على الساحة العاملية. ويـتـوقـع أن تبلغ مساهمة الـشـركـة املـبـاشـرة فــي إجمالي الــنــاتــج املــحــلــي لـلـمـمـلـكـة أكــثــر مــن 14 مــلــيــار ريـــــال، كما ستخصص الشركة نحو 6 مليارات ريــال لالستثمار في عمليات البحث والتطوير.
توطني الكفاءات
من ذلك اإلنفاق». وأوضــح أن الشركة ستسعى إلى أن تكون محفزا أساسيا للتحول فــي قـطـاع الـصـنـاعـات الـعـسـكـريـة، وداعــمــا لنمو القطاع؛ ليصبح قادرا على توطن نسبة 50 % من إجمالي اإلنــفــاق الـحـكـومـي الـعـسـكـري فــي الـسـعـوديـة بـحـلـول عام .2030 وأشــار إلـى أن الشركة ستؤثر إيجابا على الناتج املحلي اإلجمالي للمملكة وميزان مدفوعاتها؛ وذلك ألنها ستقود قطاع الصناعات العسكرية نحو زيــادة املحتوى املحلي، وزيادة الصادرات، وجلب استثمارات أجنبية إلى السعودية عـــن طــريـــق الـــدخـــول فـــي مــشــاريــع مــشــتــركــة مـــع كبريات شركات الصناعة العسكرية العاملية. وإضافة إلى ما سبق ستزيد الشركة الطلب على املنتجات املحلية من املكونات
واملـــواد الخام، كـالـحـديـد التدريب. واألملــنــيــوم، والــخــدمــات الـلـوجـسـتـيـة وخدمات يــذكــر أن صــنــدوق االســتــثــمــارات الــعــامــة يـمـتـلـك محفظة مـتـنـوعـة، تشتمل عـلـى 200 اسـتـثـمـار تـقـريـبـا، 20 منها مدرجة في سـوق األسهم السعودية (تــداول). وإلـى جانب أصوله املدرجة يمتلك صندوق االستثمارات العامة عددا من استثمارات األسهم غير املدرجة، واالستثمارات الدولية، واألصول العقارية، والقروض والسندات والصكوك. وبعد انتقال اإلشــراف على صندوق االستثمارات العامة من وزارة املالية إلى مجلس الشؤون االقتصادية والتنمية الـسـعـودي فــي الــعــام املــاضــي، خضع الـصـنـدوق لبرنامج إعادة هيكلة مقسم إلى مراحل من أجل تطبيق إستراتيجية محدثة ومــهــام جــديــدة. ويشتمل هــذا على توسعة فرق اإلدارة واالستثمار ومكاتب الخدمات والدعم، وتــعـــزيـــز قـــواعـــد الــحــوكــمــة والتعامل مـــــع مـــحـــفـــظـــة مـــتـــنـــوعـــة، وتطبيق إســتــراتــيــجــيــة اســتــثــمــار منسجمة مـــع رؤيـــــة .2030 وقــــد تـــم تعين مـجـلـس إدارة جــديــد للصندوق، يــرأســه ولــي الـعـهـد األمــيــر محمد بن سلمان. ويــــــــعــــــــمــــــــل صــــــــنــــــــدوق االســـتـــثـــمـــارات العامة عـــــلـــــى بــــــنــــــاء محفظة ذات ســمــعــة عــاملــيــة من االستثمارات املحلية واألجنبية، ويقود الجهود الرامية لــــــــــتــــــــــنــــــــــويــــــــــع مـــصـــادر دخل الــــــــدولــــــــة عبر تحقيق عائدات مــــالــــيــــة ضخمة طــويــلــة املـــــدى من اســتــثــمــاراتــه داخل املــــمــــلــــكــــة الــــعــــربــــيــــة السعودية وخارجها. مــن جــهــة أخــــرى، أجمع اقـــــــــتـــــــــصـــــــــاديـــــــــون، على أن الـــــشـــــركـــــة السعودية للصناعات العسكرية، التي أعــلــن عــن إنــشــائــهــا صندوق االســــتــــثــــمــــارات الــــعــــامــــة، تعد لبنة لتأسيس قطاع الصناعات الـعـسـكـريـة، ونـقـطـة تــحــول كبرى لتنويع مصادر الدخل والنهوض بــالــصــنــاعــة لتصبح مــــــــنــــــــافــــــــســــــــة عامليا، ورافـدًا لعجلة االقتصاد، وستوجد فرصًا وظيفية للشباب، الفتن إلـى أن «الشركة فضال عـن إضافتها إلى الناتج املحلي أكثر من 14 مليار ريــال، ستستوعب آالف الوظائف للشبباب السعودي»، وقالوا إن نتائجها ستظهر قبل عــام 2020 فـي حـن ستتحقق مكاسبها بعد ،2020 وذلك بخفض اإلنفاق على صيانة القطع العسكرية. وأشاروا إلى أن اململكة ستتحول من خالل هذه الشركة من مستورد إلى مصنع ومنافس عاملي، وهو تحد كبير خالل السنوات القادمة.
دعم املؤسسات الصغيرة
ورأوا أن إنــشــاء شــركــة صــنــاعــات عـسـكـريـة بــمــبــادرة من صندوق االستثمارات العامة، سيدعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة، وذلك عبر إنشاء شراكة بن الشركة واملصانع الـصـغـيـرة لـتـنـويـع الــصــنــاعــات، كـمـا أن املــصـانــع الكبرى تتعامل مع املنشآت الصغيرة إلنتاج صناعتها، وبالتالي تعمل على دعــم وتـوسـيـع املـصـانـع الـصـغـيـرة، كما تعمل على توطن الوظائف للسعودين والسعوديات. وقالوا إن اململكة تعد من أكبر 5 دول في العالم في اإلنفاق العسكري، وبالتالي تحتاج إلى وجـود صناعة عسكرية، مــشــيــريــن إلــــى أن أبــــرز مـــا تـــواجـــه املــمــلــكــة فـــي الصناعة العسكرية هو نقل الخبرة والتكنولوجيا والتقنية، وهو ما يعتبر مكلفا على املدى القريب لكن مردوده سيكون كبيرا على املدى البعيد في تكوين صناعة عاملية عسكرية. وأوضــــحــــوا أن الـــشـــركـــات فـــي بــدايــاتــهــا تــنــقــل التجارب والــخــبــرات األجـنـبـيـة واألمــريــكــيــة، ثــم الــتــحــول إلـــى عمل دراســــات إستراتيجية ومـعـالـجـة الـتـحـديـات الـتـي تواجه الصناعة املتوقع أن تكون األولــى على مستوى املنطقة، الفتن إلى أن اململكة تستورد %99 من الحاجة العسكرية، لــذلــك فــوجــود صـنـاعـة عـسـكـريـة ضـخـمـة سـيـعـزز مــن قوة االقتصاد السعودي.
القوة البشرية املؤهلة
وحـــــول الــتــحــديــات الــتــي تـــواجـــه الــصــنــاعــة، اعــتــبــروا أن أبــرزهــا الــقــوة الـبـشـريـة املــؤهــلــة، خـصـوصـا أن الصناعة تعتبر جـديـدة فـي الـبـالد وال توجد قــوة مؤهلة لها، كما أن االستثمار اآلن فـي رأس املــال البشري يعد أكبر تحد، إضافة إلى نقل التقنية إلى اململكة، لذلك ستصبح الحاجة إلى ابتعاث الكوادر البشرية إلى الشركات التي ترغب في دخول اململكة للعمل لديها والتدريب، فضال عن إن إقامة شـركـة وطنية للصناعات العسكرية ستسهم فـي تطوير الصناعة العسكرية في اململكة وسرعة تطورها ومواكبتها الـتـطـورات الـخـارجـيـة. وأضــافــوا أن الـشـركـة ستعمل على تــوطــن املــشــتــريــات بـــدال مــن أن تــكــون مــن الــخــارج تكون من الداخل، إذ ستصبح %50 منها محلية، الفتن إلى أن الشركة السعودية للصناعات العسكرية تعد لبنة لتأسيس قطاع الصناعات العسكرية، وتحتاج إلــى 3 سـنـوات كي تـخـرج بـمـخـرجـات أو نـتـائـج قـبـل ،2020 أمــا بـعـد 2020 فسيكون تحقيق املكاسب، والشركة ستخفف أعباء الجهات الحكومية في توظيف الشباب، خصوصا أن التعاون مع القطاع الخاص جزء من «الرؤية».