جهلة حاقدون بدرجة «خبراء»!
إذا كــان الــرجــال يـعـرفـون بـمـواقـفـهـم، فــإن الـــدول تــعــرف بثبات مواقفها، وتطابق أقوالها وأفعالها تجاه محيطها، وعاقاتها املمتدة مع األسرة الدولية. وتلك هي حكاية السعودية والقضية الفلسطينية. ولئن كان خادم الحرمن الشريفن امللك سلمان بن عبد العزيز قد جدد موقف اململكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية، خال محادثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الرياض أخيرًا؛ فا بد أيضًا من إيضاح جانب مهم يستتبع خصائص املوقف السعودي من قضية الشعب الفلسطيني. ففي كـل أسـبـوع أو نحو ذلــك أضحت مـواقـع التواصل وبرامج االتــصــاالت الصوتية واملـرئـيـة، الـتـي تمأل بها بعض القنوات واإلذاعات جداول بثها، تمنح الفرصة لعشاق «نظرية املؤامرة»، وكارهي السعودية بدافع الحسد والحقد واملرض، ليطلقوا مزاعم كاذبة مفضوحة عن وجود اتصاالت بن السعودية وإسرائيل. وأكثر هؤالء من «اإلخونج» وأزالم قطر ومأزومي «عرب الشمال» الذين أصبحوا مطية لنظام املالي في إيران!. وتـبـلـغ الــســذاجــة والــخــبــث بــهــؤالء حــد الــربــط بــن تصريحات السعودية ضد إيران، وتصريحات إسرائيل ضد إيران، وأن ذلك يحتم تـقـاربـًا بــن الـسـعـوديـة وإسـرائـيـل لـإجـهـاز على طهران، على رغم أنهم عارفون بحجم العاقات اإلسرائيلية - اإليرانية، والعاقات الوثيقة بن تل أبيب وأنقرة. وتــلــك املــزاعــم ضــد املـمـلـكـة ســاذجــة مـضـحـكـة ال يـتـفـوه بـهـا اال الــتــافــهــون الــحــاقــدون بــغــرض تــشــويــه الــســعــوديــة ولـــن تنجح مساعيهم وأكـاذيـبـهـم وفـبـركـاتـهـم. ألن الـقـاصـي والــدانــي على عــلــم أن الــســعــوديــة مــنــذ تــوحــيــدهــا فــي عـــام 1932 لـيـسـت لها عاقة بإسرائيل؛ وأن السعودية ظلت تتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني منذ عهد مؤسسها امللك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سـعـود، وهــي الـدولـة التي اتـخـذت قــرار وقــف تصدير النفط لتعزيز املوقف العربي بعد انــدالع حـرب أكتوبر ،1973 بقرار من العاهل الراحل امللك فيصل بن عبد العزيز؛ وأن السعودية هــي مــن يـقـف وراء مــبــادرة الــســام الـعـربـيـة الـتـي طـرحـهـا امللك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، وأقرتها القمة العربية في بيروت عــام .2002 واملــبــادرة وبـنـودهـا واضـحـة ملــن شــاء الــرجــوع إلى نصوصها، وخاصتها: األرض مقابل السام. من دون ذلك لن تقبل السعودية بأي تطبيع مع إسرائيل. واملوقف السعودي حيال الحقوق الفلسطينية، وشـروط إحال السام بن العرب والكيان اإلسرائيلي من الثبات،إذ إن اإلدارات األمريكية املتعاقبة على مدى ثمانية عقود ظلت تحترمه، ولم تتطرق مطلقًا مــع مـلـوك الـسـعـوديـة وأمــرائــهــا ووزرائــهــا لفتح قـنـاة تـواصـل مـع إسـرائـيـل، وشــهــادة الـرئـيـس األمـريـكـي جيمي كارتر حاضرة ملن يريد أن يعرف الحقيقة، وهو أن الدولة التي تتطابق أقوالها وأفعالها بشأن املوقف الضدي من إسرائيل هي السعودية. وهو موقف تعرفه وتحترمه جميع الشعوب اإلسامية والعربية، باستثناء النظام اإليراني وأخوان «شريفة»!. ألن حــدود مسؤولية اململكة تجاه العاملن العربي واإلسامي أكـبـر مـن أن يحيط بها عـمـاء طــهــران، ومــن غسل مـالـي إيران أدمغتهم بديماغوجيتهم الجاهلة عن «والية الفقيه»، وحلمهم املستحيل بإحياء اإلمبراطورية الفارسية املبادة، والهيمنة على العرب واملسلمن. وهــؤالء الـذيـن يـمـألون أثير الفضائيات واإلذاعـــات بصراخهم وتفاهاتهم وتقوالتهم غير املسنودة بأية حقيقة ليسوا سوى جهلة حاقدين منافقن، ال يفقهون فـي السياسة، وال يعرفون أقدار الدول والساسة؛ بل كالببغاوات يرددون ما يلقنهم سادتهم الطائفيون الجبناء في طهران. السعودية تـعـرف جـيـدًا مصالحها، واملـخـاطـر الـتـي تواجهها، وتعلم مكانتهاّ وقـوة تأثيرها، وتعرف جيدًا كيف تحمي تلك املصالح، وتصد تلك املخاطر. وال شك في أن شعبها والشعوب املحبة لها يعرفون أنها ال تعرف النفاق األخـاقـي والسياسي كما تفعل إيران، وال تبيع دورها اإلقليمي والدولي بثمن بخس من أجل مصلحة هزيلة. ويعرفون أيضًا أن إيــران ومشايعيها إنما خلقوا جبناء، يقاتلون من وراء واجهات عميلة، ويغسلون األدمغة بحكايات اإلمـام الغائب، والولي الفقيه. وال يواجهون خصومهم وجهًا لـوجـه! فهم فـي لبنان يستخدمون حــزب الله وإمعته مخلب قط. وفي سورية يجندون املرتزقة واألطفال من أفغانستان ومــا جــاورهــا ليقتلوا هــنــاك. وفــي اليمن يدعمون عميلهم الحوثي ويزودونه باألسلحة والصواريخ ليهدم باده، ويقتل أطفال شعبه، ويطلق الصواريخ اإليرانية على املقدسات اإلسامية. وفي العراق يشترون والء الشيعة ليوغروا صدورهم ضد إخوتهم السنة. وفي عرف اإليرانين أن االتجار باملخدرات، والــبــشــر، وســرقــة الـبـنـوك حــال مــن أجــل هيمنة الــولــي الفقيه، والغالبية تعرف تجارة «حزب الله» من أين تأتي. وأخــيــرًا لــلــزمــاء اإلعــامــيــن فــي الـفـضـائـيـات واإلذاعــــــات التي تزحم األثير: إهـدار الوقت واملـال بمثل هذه البرامج التي تقوم على االتصال بأشخاص حاقدين منافقن مؤدلجن يحط من قـدر قنواتهم، ويجعل املشاهدين واملستمعن ينفضون عنها، ألن هــؤالء األخيرين بحاجة إلـى املحللن الصادقن والخبراء املنصفن، فهم وحدهم القادرون على تحليل القضايا الشائكة، وتشريح مـواقـف األطـــراف املتصارعة، وتقدير مــآالت األزمات، ومــســار الــعــاقــات الــدولــيــة، بـــدال مــن اسـتـضـافـة املـسـيـئـن، ومن يــتــقــولــون بــنــظــريــات املـــؤامـــرة بــا عــلــم أو درايــــــة، ويـــــرددون
بروباغندا غبية!.