ترمب يطيح بـ تيلرسون ويعنِّي بومبيو لـ «اخلارجية»
أعلن الرئيس األمريكي دونالد تـــرمـــب فــــي تـــغـــريـــدة صباحية أمـــــس إقــــالــــة وزيـــــــر الخارجية ريــــكــــس تـــيـــلـــرســـون، وتعيني املـــــديـــــر الــــحــــالــــي لوكالة االســـتـــخـــبـــارات املركزية األمــريــكــيــة (سي آي إيــــــه) مايك بومبيو مـكـانـه. وأعــلــن مسؤول أمـــريـــكـــي كــبــيــر أن تـــرمـــب أراد تـغـيـيـر فــريــقــه قــبــل املفاوضات املــرتــقــبــة مـــع كـــوريـــا الشمالية، وذلـــك لـتـبـريـر قـــرار اإلقــالــة. كما عني ترمب جينا هاسبل على رأس وكالة االستخبارات املـــــــــــركـــــــــــزيـــــــــــة، لتصبح أول امــــــــرأة تـــتـــولـــى هذا املنصب.
أقال الرئيس األمريكي دونالد ترمب أمس (الثالثاء) وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وعني املدير الحالي لوكالة االستخبارات املركزية األميريكية (سـي آي ايــه) مايك بومبيو مكانه، لينهي بذلك مسارًا صعبًا خاضه قطب النفط الذي اختلف مرارا مع الرئيس ترمب. وصرح مسؤول بارز في البيت األبيض أن الرئيس أراد تغيير فريقه استعدادا لبدء محادثات مع كوريا الشمالية، بعد اإلعالن املفاجئ األسبوع املاضي عن لقاء مرتقب بني ترمب، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. وشكر ترمب تيلرسون، ولكنه لم يغدق الكثير من املديح على وزيره السابق الذي تم تهميشه فعليًا على الساحة الدولية، وانتشرت شائعات منذ زمن عن قرب إقالته. ولم يتحدث وزير الخارجية املقال الذي عاد فجر أمس من جولة في أفريقيا، إلى الرئيس قبل إعالن اقالته، ولـــم يــتــم إبــالغــه بـسـبـب إقــالــتــه املــفــاجــئــة، بحسب مساعده ستيف غولدشتاين. ولــم ينتظر تـرمـب طـويـال عقب هــذه التصريحات ليصدر قراره بطرد غولدشتاين أيضا من منصبه. ولــم يتم الكشف عــن الـسـبـب، ولـكـن مـسـؤولـني في البيت األبـيـض ووزارة الخارجية قـالـوا إن ترمب هو الذي اتخذ القرار. وقال غولدشتاين في رد فعل على ذلك «لقد كان عملي في الوزارة أعظم شرف في حياتي، وأنا ممنت للرئيس ولوزير الخارجية على هذه الفرصة، وأتطلع للحصول على فترة راحة». وفي تصريحات للصحفيني قبل توجهه إلى كاليفورنيا، تــحــدث تــرمــب صــراحــة عــن خـالفـاتـه مــع تيلرسون، الرئيس السابق لشركة إكسون النفطية، بما فيها خالفات حول االتفاق النووي مع إيران. وفي شرح لقراره إقالة تيلرسون، قال ترمب «كنا مـتـفـقـني بــشــكــل جــيــد لــكــن اخــتــلــفــنــا حــــول بعض األمـــــور»، مضيفا «بـالـنـسـبـة إلــى االتــفــاق النووي اإليــرانــي أعتقد أنــه رهـيـب، بينما اعتبره تيلرسون مـقـبـوال، وأردت إمــا إلــغــاءه أو القيام بأمر ما، بينما كان موقفه مختلفا بعض الشيء، ولذلك لم نتفق في مواقفنا». وفــــــي إعــــالنــــه إقــــالــــة تـــيـــلـــرســـون، أغـــــــدق ترمب املــديــح عـلـى بومبيو الـعـسـكـري الـسـابـق عضو الـكـونـغـرس الـــذي قـــاد الــســي آي إيـــه لـنـحـو 14 شهرا، وقال إنه يقوم بـ «عمل رائع». وأضاف أن بومبيو «سيواصل برنامجنا بإعادة مكانة أمريكا في العالم وتقوية تحالفاتنا، ومواجهة خصومنا، والسعي إلـى نـزع األسلحة النووية فـي شبه الجزيرة الكورية» واصفا الوزير الجديد بأنه «الشخص املناسب لهذه الوظيفة في هذا املنعطف الحاسم». وفي اليوم ذاتـه، عني ترمب جينا هاسبل، مسؤولة االستخبارات املثيرة للجدل، على رأس وكالة االستخبارات املركزية لتصبح أول امرأة تتولى هذا املنصب. وتــــردد أن هـاسـبـل أشــرفــت عـلـى «املــوقــع األسود» التابع للسي آي إيه في تايالند، حيث تم تعذيب أبــــو زبـــيـــدة، املــشــتــبــه بــأنــه مـــن تـنـظـيـم القاعدة، باإليهام بالغرق، عقب هجمات 11 سبتمبر. ويتعني على بومبيو وهاسبل الحصول على تأكيد تعيينهما مــن مجلس الـشـيـوخ لـتـولـي منصبيهما الجديدين. ويتوقع أن يعقد املجلس جلسة استماع بشأن بومبيو في أبريل، بحسب قادة املجلس. مــــن جــهــة أخـــــــرى، أعــلــنــت لــجــنــة االســـتـــخـــبـــارات في الكونغرس، التي يهيمن عليها الجمهوريون أمس األول في بيان، عدم العثور على دليل بحصول تواطؤ بني الفريق االنتخابي للرئيس دونالد ترمب وروسيا في الحملة االنتخابية عام 6102.وأقـرت اللجنة التي اختتمت تـحـقـيـقـا اســتــمــر عــامــا، أن موسكو تدخلت في االنتخابات، لكنها رفضت االستنتاج الذي خلصت إليه أجهزة االستخبارات بأن الهدف منه كان مساعدة ترمب على الفوز، كما ألـقـت بـالـلـوم على إدارة بـــاراك أوبــامــا السابقة لـعـدم تدخلها مـن أجــل وضــع حـد للتدخل الــذي ال يــزال الرئيس األمريكي ال يقر بحصوله. وقــالــت الغالبية الـجـمـهـوريـة فــي اللجنة فــي خـالصـة للتحقيق: «لـم نعثر على أي إثبات بحصول تواطؤ أو تنسيق أو تآمر بني حملة تـرمـب والـكـرمـلـني»، موضحة أنـهـا تـؤيـد استنتاج وكاالت االستخبارات فـي يناير 2017 حـول التدخل الـروسـي، باستثناء اإلشـــارة إلــى أن الرئيس الـروسـي فالديمير بوتني كــان يفضل أن يــفــوز تــرمــب فــي االنــتــخــابــات بـــدال مــن مـنـافـسـتـه الديموقراطية هــيــالري كـلـيـنـتـون. ومـــن جـهـة أخــــرى، مـــدد الــرئــيــس تــرمــب حالة الطوارئ بشأن إيران ملدة عام آخر، محذرا من استمرارها فــي دعـــم اإلرهــــاب وتــطــويــر بـرنـامـجـهـا للصواريخ الــبــالــيــســتــيــة. وقــــــال تـــرمـــب فــــي رســــالــــة وجهها (اإلثنني) إلى الكونغرس، إن تصرفات وسياسات النظام اإليـرانـي، بما في ذلك تطويره للصواريخ الباليستية ودعمه لإلرهاب الدولي وانتهاكات حـقـوق اإلنــســان، تعتبر تـهـديـدات غير عــــاديــــة لـــأمـــن الـــوطـــنـــي والسياسة الخارجية واالقتصاد األمريكي.
«استخبارات الكونغرس» تبرئ روسيا من التواطؤ مع ترمب