Okaz

دبلوماسية ابن سلمان تنتصر.. واألعداء يندحرون

- فهيم الحامد (الرياض)

من الـواضـح أن زيــارة ولـي العهد األمير محمد بن سلمان ألمريكا في محطتها األولى واشنطن حققت نجاحا منقطع النظير قبل أن تنتهي، بالنظر إلـى جملة من املعطيات التي تمخضت عن اللقاء مع الرئيس دونالد ترمب في البيت األبيض. وقـد عقد األمير محمد بن سلمان مباحثات مكثفة مع الرئيس ترمب الــذي أكــد أن الـعـالقـا­ت األمريكية السعودية حاليا أفضل مـن أي وقت مضى؛ وهي رسالة مباشرة وقوية تعكس حرص اإلدارة األمريكية على تعزيز الـشـراكـة مـع السعودية فـي جميع جوانبها. وفــي إشـــارة أخرى لـألمـيـر مـحـمـد بــن سـلـمـان قـــال تــرمــب «يـشـرفـنـي اسـتـقـبـا­ل ولـــي العهد الذي تجمعني به صداقة قوية وعالقة قوية جدًا، ونحن نفهم بعضنا البعض»، وهو ما يعكس أيضا حجم العالقة اإلستراتيج­ية بني األمير الــشــاب والـرئـيـس تــرمــب، الـتـي وضــع أسـاسـهـا ولــي الـعـهـد خــالل العام املـاضـي منهيًا فترة مـن العالقات الــبــارد­ة مـع إدارة الرئيس األمريكي السابق باراك أوباما الذي فشل في سياساته الداخلية والخارجية. فيما أكد ولي العهد من جهته، أن السعودية أقدم الحلفاء ألمريكا وأن العالقة بينهما تعود إلى أكثر من ٠8 عاما. وتكشف الصفقات التجارية مــدى قــوة هــذه الــعــالق­ــات وارتــبــا­طــهــا لـيـس فـقـط بـالـبـعـد الـسـيـاسـ­ي أو األمني، بل وبفتح قنوات االستثمار بني البلدين. ولم يكن تميز العالقات بني الدولتني الحليفتني هو الجانب األبرز، بل إن الدبلوماسي­ة السعودية الهادئة حققت انتصارا كبيرا عندما صوت غالبية أعــضــاء مجلس الـشـيـوخ األمـريـكـ­ي أمــس األول (الــثــالث­ــاء) ضد مشروع قانون دعا إلى إنهاء املشاركة األمريكية في الحرب في اليمن، وأحبط 55 عضوًا من أعضاء املجلس املـشـروع الــذي كـان يدعو لوقف دعم الواليات املتحدة للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية. نشاط األمير محمد بن سلمان سيستمر في واشنطن لعدة أيــام، ومن عاصمة صناعة الـقـرار سيتوجه (السبت) إلـى بوسطن، وسيلتقي في الـ6٢ من مارس الجاري كبار املسؤولني املاليني في نيويورك، كما يشارك في املنتدى االستثماري السعودي األمريكي، ويلتقي كذلك األمني العام لألمم املتحدة انطونيو غوتيريس. وابــتــدا­ء مــن الـــــ٠3 مــن مـــارس ينتقل إلــى الــشــواط­ــئ الـغـربـيـ­ة للواليات املتحدة، فيزور لوس أنجليس، وسان فرانسيسكو، لاللتقاء باملسؤولني في كبار شركات التكنولوجي­ا مثل قوقل، وأبل، إضافة إلى شركة لوكهيد مارتن لتصنيع السالح. بعدها ينتقل ولــي العهد إلــى سياتل، حيث شركة أمـــازون، ثـم يختتم جـولـتـه فــي الـسـابـع مــن أبــريــل فــي هـيـوسـن، حـيـث شــركــات الصناعات النفطية لالجتماع مع مسؤولني في شركات بقطاع النفط والغاز. وكل هذه اللقاءات واالجتماعا­ت تؤكد بما ال يدع مجاال للشك أن السعودية املتجددة تتحرك فـي إطــار مصالحها اإلستراتيج­ية وأهـدافـهـ­ا العليا لتحقيق توجهات الـرؤيـة السعودية ٠3٠٢، لنقل اململكة إلــى مصاف الدول العاملية وإنهاء اعتمادها على النفط. إن زيارة ولي العهد في مضامينها تمثل قفزة جديدة في مسار تطوير الـعـالقـا­ت الثنائية بــني الـسـعـودي­ـة وأمـريـكـا وسـبـل تعزيزها فــي إطار روابـــط الـصـداقـة والــعــال­قــات التاريخية املتينة وشــراكــة التنمية التي تربط البلدين الصديقني، وتجسد الــزيــار­ة حــرص البلدين الصديقني على ترسيخ هذه الشراكة وتوطيد العالقات الثنائية املمتدة لنحو أكثر من ٠8 عاما. كما تكتسب الزيارة أهمية كبرى في ظل املتغيرات الدولية واإلقليمية املتسارعة، ما يتطلب تبادال لــآراء وتنسيقا للمواقف بني البلدين ذوي التأثير الــدولـي املميز، إلــى جانب دفــع عجلة االقتصاد واالنــطــ­الق بــه إلــى آفـــاق أرحـــب تـتـوافـق مــع الــرؤيــة الطموحة للمملكة ٠3٠٢. إن العالقات الثنائية بني اململكة العربية السعودية والواليات املتحدة األمريكية بنيت على االحـتـرام والتعاون املتبادل واملصالح املشتركة، وتحظى بمكانة خاصة لدى الجانبني.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia