روس: ثورة من األعلى.. واإلصالحات منوذج جديد للعصرنة
رجـــح الــدبــلــومــاســي األمــريــكــي املــخــضــرم دينيس روس أن تـحـقـق زيــــارة ولـــي الـعـهـد األمــيــر محمد بن سلمان نجاحًا ملحوظًا في التأثير على نظرة الواليات املتحدة تجاه أحد أهم حلفائها في الشرق األوسط. وقال روس، املستشار في معهد واشنطن، الـــذي عـمـل مـسـتـشـارًا فــي إدارة جـــورج بـــوش األب وبيل كلينتون، وعمل عن كثب مع وزراء الخارجية جيمس بيكر، ووارن كريستوفر، ومادلني أولبرايت، إنه من الواضح أن السعودية تشهد ثورة من األعلى ال تسعى إلــى تغيير طبيعة االقـتـصـاد السعودي فحسب، بل إصالحات في قطاعات ومناح عدة في البالد، الفتًا إلى أن «خطة التحول الوطني» تمثل نموذجًا جـديـدًا للعصرنة، وأن لـلـواليـات املتحدة مصلحة كبرى في نجاحها «السيما أنـه لم يظهر قط نموذج ناجح للتطور في الدول العربية الكبرى وشعوبها، وهـو واقــع أدى إلـى حصول فــراغ مأله الــقــومــيــون الــعــلــمــانــيــون مــثــل جــمــال عبدالناصر سابقًا، و«اإلخوان املسلمني»، واإلسالميون اليوم». وأضــاف روس، فـي مقالة نشرها على موقع «ذي ناشيونال» ونقلها معهد واشنطن لـــدراســـات الــشــرق األدنـــــى، «جميعهم يــدعــون (الــقــومــيــون واإلسالميون) أنــهــم سيحققون تـقـدمـًا اقتصاديًا ومجتمعًا عـــادال، ولــم يحققوا في الواقع أي شيء ألن األيديولوجيات الــخــاصــة بــكــل مـنـهـم مـنـعـتـهـم من الـــنـــجـــاح»، مـــشـــددًا عــلــى أن «رؤيــــة اململكة ٠3٠٢» ستفي بوعدها. وأشــــار إلـــى أن صـــورة املـمـلـكـة العربية الـــســـعـــوديـــة «الــــتــــي تــــقــــدم مــــجــــاال حقيقيًا للتحديث فـي الـشـرق األوســـط» لـم تتجذر بعد في الــــواليــــات املــتــحــدة حــتــى اآلن، مـــؤكـــدًا أن الكثير يـــرون أن صـــورة أيـديـولـوجـيـا التعصب والرفض املــســتــوحــاة مــن الــتــطــرف بـــدأت تـنـتـهـي، وأنـــه «من الـضـروري التطرق إلـى هـذه املسألة في الخطابات العامة واملقابالت لتغيير صورة السعودية في الواليات املتحدة». واعـــتـــبـــر روس، فـــي رؤيـــتـــه لزيارة ولــــي الــعــهــد، أن الــســعــوديــة مكان جيد لالستثمار وريــادة األعمال، مـضـيـفـًا: «يــمــكــن أن تــكــون حملة مــكــافــحــة الــفــســاد ســيــاســة إقناع جـــيـــدة، شــريــطــة أن يـــخـــرج قادة املالية واالتصاالت والتكنولوجيا الــعــالــيــة مــن اجــتــمــاعــاتــهــم مــع ولي العهد مقتنعني أنه ثمة فرص متكافئة لــــــرواد األعـــمـــال وأن الـــقـــواعـــد والقوانني واضحة ومطبقة بشكل متجانس وشفاف». وكــــــان مـــديـــر بـــرنـــامـــج الــخــلــيــج وســـيـــاســـة الطاقة فــي معهد واشـنـطـن سـايـمـون هــنــدرســون قــد أشار -عـشـيـة وصـــول ولــي الـعـهـد إلــى الــواليــات املتحدة األمريكية- إلى أن زيارة األمير محمد بن سلمان لن تتوقف في العاصمة واشنطن فقط بل ارتباطاته خارج العاصمة ستركز على اجتذاب التكنولوجيا واالستثمارات لخطة اإلصالح الجذرية التي يقوم بها املعروفة بـ«رؤية السعودية ٠3٠٢». وأشــــار إلـــى أن ولـــي الـعـهـد أكـــد مــن جــديــد اهتمام بالده ببناء مفاعالت للطاقة النووية املدنية، حيث تــتــنــافــس شـــركـــات أمــريــكــيــة عــلــى تــقــديــم عطاءات بـــخـــصـــوص هـــــذا املـــــشـــــروع الـــســـريـــع للسعودية. والـــريـــاض تــريــد الــحــق فــي تخصيب اليورانيوم، وإعــــادة مـعـالـجـة الــوقــود املـسـتـهـلـك، خـصـوصـا أن األمـيـر محمد بـن سلمان حــذر فـي مقابلة أجراها معه أخيرًا البرنامج األمريكي «٠6 دقيقة» من أنه إذا طورت إيران سالحًا نوويًا فإن اململكة «ستحذو حذوها في أسرع وقت ممكن».