بقرتهم احللوب وضرعها املجاني !
تنفق السعودية املال لتأهيل أبنائها ليحملوها على أكتافهم نحو املستقبل، وبناء قوتها العسكرية التي تعزز قدراتها في الدفاع عن سيادتها، وتمكن دورها في حفظ أمنها اإلقليمي، واجــتــذاب التقنيات الـتـي تـدعـم مسيرتها التنموية وتحقق رفــاهــيــة شـعـبـهـا، وتـسـتـثـمـر ثــرواتــهــا فــي خــدمــة مصالحها السياسية والتجارية والتنموية ! هذا ما تفعله كل دولة طموحة في العالم لتحقيق مصالحها، لــذلــك مــا يــقــوم بــه اإلعـــــام املــحــســوب عــلــى الـسـلـطـة القطرية ومرتزقته مـن أجـــراء دكـاكـن الـشـعـارات، وذبـابـه اإللكتروني، وخاياه سواء املتبرقعة أو املتعرية، من ترويج لفكرة احتاب أمــريــكــي لـــأمـــوال الــســعــوديــة لــيــس ســـوى رهــــان خــاســر على مخاطبة جمهور منفصل عن واقعه تحركه عواطفه وترتهنه أهواؤه، وفي كل األحوال لم تتأثر السعودية يوما طيلة عقود مـن الـزمـن بما لـوثـت بـه األحــبــار الــســوداء صفحات الصحف الـصـفـراء فـي املـشـرق واملـهـجـر، حتى يـؤثـر بها إعــام مرتزقة السلطة الـقـطـريـة بـعـد أن سقطت أقـنـعـتـه، وتكشفت عوراته، وبـات يمارس دورا موجها يفتقر ألدنـى معايير املوضوعية واملهنية ! فــي الحقيقة الـسـعـوديـة تــوظــف ثــرواتــهــا وتستثمر أموالها لتحقق حاضرا وتبني مستقبا، وتحصن سورا، لكن ماذا عن الجار الصغير الذي جعلت منه سلطته ضرعا يحتلب باملجان لـتـسـديـد فــواتــيــر الــحــكــومــات املـــارقـــة، والــجــمــاعــات املتطرفة، واملنظمات اإلرهابية ؟! مليارات الـــدوالرات احتلبت من سلطة قطر في دعـم مشاريع الفوضى في العالم العربي، وأهــدرت ثــروات الشعب القطري الــعــزيــز فــي مــغــامــرات ال نــاقــة لــه فـيـهـا وال جــمــل، فــي سورية والــعــراق وليبيا ولـبـنـان والــيــمــن، استغلت فـيـه رغـبـة سلطة تشعر بالدونية في لعب دور إقليمي متورم يفوق حجمها، حـتـى أصـبـحـت أشــبــه بــآلــة صــرافــة مـجـانـيـة لـتـجـار الفوضى والدمار واإلرهاب ! أموالنا تذهب لبناء قوتنا وتعزيز قدرتنا وتحصن سورنا وتـحـقـيـق مـسـتـقـبـلـنـا، لــكــن املـشـكـلـة فــي مــن تـحـتـلـب بقرتهم باملجان، عليهم العلف، ولهم «التلف»، ولغيرهم اللنب !