متكني املرأة.. حتديات ورؤية وطن
تزامنا مع اليوم العاملي للمرأة وبعد أن ضجت وسائل الــتــواصــل االجــتــمــاعــي بــشــعــارات مـنـهـا املــؤيــد ومنها املعارض، وجـدت أرقـى وصف للمرأة في حديث رسول الـلـه صـلـى الـلـه عليه وسـلـم حــني قـــال: «الــنــســاء شقائق الرجال ما أكرمهن إال كريم وما أهانهن إال لئيم». ورغـم أن مكانة املــرأة حسمت في هـذا الحديث الشريف وغــيــره مــن الــنــصــوص اإلســالمــيــة الــــــواردة فــي الكتاب والسنة، مازال هناك جدل حول املرأة، حقوقها، واجباتها، ودورها في املجتمع. فالحديث عن املرأة يطول، كيف ال وهي نصف املجتمع؟ كيف ال وهــي التي تلد وتـربـي النصف اآلخـــر.. كيف ال وهي املثقفة، املفكرة، الطبيبة، األديبة، الباحثة، املنتجة، التي رسمت اإلبداع ألوانا في مجاالت شتى. وقــد تـكـون إضــافــة إلــى دورهـــا الـفـعـال فــي املجتمع أمًا تحتضن أطفالها آخــر الـيـوم لتكون مثاال ملهما لهم، لتهدي املجتمع أجيال املستقبل فيكونوا ثمارا نرويها بالحب والعلم واملعرفة ويصبحون ثمرة يانعة توجه وتقود بالدنا الحبيبة نحو األمل الزاهر واملجد القادم .2030يف واجبنا اليوم في املؤسسات التعليمية هو إنارة العقول ونشر الوعي عن مفاهيم خاطئة تأصلت لدى البعض وأصبح الخلط بني هـذه املفاهيم وبـني تعاليم اإلسالم أحـــد األقــنــعــة الــتــي أخــفــت مــالمــح ســمــاحــة هـــذا الدين وطمست معالم تكريمه للمرأة. فــــإن كــــان ديــنــنــا قـــد حــيــد املــــــرأة وحــصــرهــا فـــي الــــدور التقليدي وهــو األمــومــة والــــزواج فــإذا نحن ننسب إلى ديننا ما ليس فيه، بل ونساويه بقوانني بشرية قهرت املرأة الغربية قبل مئات السنني عندما كانت The Angel in the House (املــالك في املنزل) هي املــرأة املثالية التي يـقـتـدى بــهــا. مــن هــي هــذه املــــالك، كـمـا وصـفـهـا الشاعر اإلنجليزي كوفينتري باتمور في قصيدته؟ هي املرأة الساذجة التي كرست حياتها لخدمة زوجها وإرضاء رغباته على حساب تطوير ذاتها. هي املرأة التي يقتصر دورها على األعمال املنزلية والتي التبذل الجهد ملنافسة أقرانها الرجال في خدمة املجتمع والعمل على نهضته. عذرا كوفينتري باتمور، فهذا النموذج مشرف بالنسبة ألقــرانــك املـتـحـجـريـن. أمـــا نـحـن فـقـد تخلصنا مــن هذا الــنــمــوذج بـعـد بـــزوغ فـجـر اإلســــالم وأثـبـتـت املــــرأة على مدى العصور اإلسالمية مكانتها االجتماعية في جميع نواحي الحياة. وعلى سبيل املثال ال الحصر كانت سيدة نساء الجنة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها سيدة أعمال وتزوجت أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ليكون سندا لها يدعمها في عملها، ال ليقلص دورها على اإلنجاب وتربية األوالد وال ليجبرها على النفقة كونها امرأة عاملة، وإن كانت املرأة التي اختارت املجال الطبي قد سلكت مسارا ال يليق بأنوثتها ورسالتها في الحياة ألنكر رسولنا الكريم على الصحابيات الجليالت خروجهن لتضميد الجرحى في الفتوحات اإلسالمية، كثيرة هي النماذج التي خلدها التاريخ املشرق عن املرأة وقـد كرمها الله ورسوله في مواضع شتى ووصـف من يهينها «باللئيم» وهو أقبح وصف وصف به من يهني امرأة. سيظل لـلـمـرأة الــــدور األكــبــر فــي بــدايــات حــيــاة جديدة مشرقة تلوح بفجر جديد قادم بآمال وطموحات عنانها السماء وحصادها .2030