القويعي: «حفالت» توقيع الكتب.. استجداء ومتاجرة بالثقافة
أبدى أستاذ السياسة الشرعية في كلية نايف لألمن الوطني الدكتور سعد القويعي، تخوفا من اختالط ظاهرة توقيع إهداء الكتب األدبية ودواوين الشعر بني االحترام والتقدير وبني السخرية وعدم االكتراث باملنتج. وقــــال تعليقا عـلـى الـتـحـقـيـق الــــذي نشرته «عــــكــــاظ» األســــبــــوع املـــاضـــي حــــول حفالت توقيع الكتب التي انتشرت أخيرا: «حفالت الـــتـــوقـــيـــع أفــــقــــدت بـــريـــق الـــكـــتـــب، وهدفها (الــثــقــافــي والــفــكــري) املــنــشــود، وســــاوت كل شــيء بـكـل شـــيء، بـعـد أن اخـتـلـطـت األوراق على حساب اإلبداع الحقيقي، وعلى حساب املـبـدع املتميز، خصوصا عندما تتم بناء على أسس غير مدروسة». وأضـــــــاف: «فــــي عــالــم يــشــهــد تــحــوال شامال، فــإن ظـاهـرة التوقيع، وإن كــان تقليدا عامليا مــتــعــارفــا عــلــيــه، تــحــت مــصــطــلــح ( -dedic ،)tion إال أنـــه يـعـتـبـر تـسـويـقـا غــيــر مقبول؛ كونه مظهرا من مظاهر املتاجرة بالعلم، والــثــقــافــة، ونــتــيــجــة لـلـغـة املجاملة املحفوفة بها. واســــتــــدرك «الــجــمــيــل فـــي األمــــر، أن كـبـار الـكـتـاب فــي السعودية انــــصــــرفــــوا عــــن هـــــذا التقليد الـــعـــاملـــي، رغـــــم وجــــــود كتب جــــديــــدة لـــهـــم فــــي املعارض الـدولـيـة؛ باعتبار أن الكتاب الجيد بمضمونه، وبقيمته العلمية واألدبية والفنية هو من يسوق نفسه». وأوضــــــــح بــــالــــقــــول: «بـــعـــيـــدا عــــن العالقة الــحــبــريــة، وضــغــطــة األزرار اإللكترونية، وبحسب الخلفيات الثقافية واالجتماعية، واخـــتـــالف الـــتـــجـــارب، فــــإن هــكــــــــذا ظاهرة تـعـتـبـر ثـقـافـة ملـظـاهـر تستحق الـشـــــــــــــراء ودفـــــــــــــع الثـــــــــمن؛ لــتــنــدرج فــي نـهـايـة املطاف تـــحـــت مــصــطــلــح تقنيات التسويق للمنتج، وليس الـــبـــحـــث فــــيــــه؛ هدفها استغالل التوقيع؛ من أجـــل تـسـويـق الكاتب والـــــــكـــــــتـــــــاب؛ فتغيب مــعــهــا قــيــمــة الكتاب األدبية واألخالقية».