اليوم العاملي لأللغام األرضية
تشتهر كمبوديا بالعود الكمبودي الفاخر، وبأن السواد األعظم مـن سكانها ينتمون لطائفة الخمير الحمر التي كانت تحكم الباد بالنار والحديد وبمبادئ شيوعية ظاملة. وتشتهر أيضا في األوساط الحقوقية العاملية بمتحف كمبوديا لأللغام األرضية. بدأت فكرة املتحف تتشكل منذ إنقاذ الشاب «أكيرا» من مذبحة جماعية عـام .1985 وهـو شـاب ذكـي يتقن اللغتني اإلنجليزية والــيــابــانــيــة ويــبــرع فــي صــنــاعــة األلـــغـــام األرضـــيـــة الــتــي تعلم أسرارها وفنونها حني انضم منذ صباه لعصابة الخمير الحمر بدافع من الفقر والعوز. لكن بعد ذلك التاريخ هجر أكيرا العصابة وتحول ملواطن صالح يزور القرى التي سبق وزرع في أراضيها ألغاما قاتلة ثم ينزع فتيلها بيديه وعبر استخدام أدوات بدائية ومنزلية الصنع. ثم حـول أكيرا منزله إلـى ملجأ لألطفال الذين يصادفهم في تلك القرى وقد فقدوا أحد أطرافهم وأصابتهم عاهات جراء سيرهم على لغم أرضـي مدفون قصف مع انفجاره فرصتهم في حياة طبيعية. ثـم مـع مــرور األعـــوام تـحـول مـنـزل أكـيـرا إلــى «متحف كمبوديا لـأللـغـام األرضــيــة» لـغـرض توعية الشعب الـكـمـبـودي وشعوب العالم من خطر هـذه األسلحة التي تنهش أرواح البشر الذين زرعوها، وتشوه أجساد األبرياء. ملاذا نستذكر الشاب أكيرا في مقالة اليوم؟ أكــيــرا الـــرائـــع الــــذي كــانــت نــجــاتــه مــن مـــوت مـحـقـق مــن مجزرة جماعية سببا في نجاة آالف األطفال من املوت بسبب لغم أرضي. نستذكره في اليوم الرابع من شهر أبريل، الذي يحتفل فيه دعاة السام واملراقبون في جميع أنحاء العالم باليوم الدولي للتوعية باأللغام واملساعدة في اإلجراءات املتعلقة بنزعها. وهـــو يـــوم لـلـتـذكـيـر بــمــعــاهــدة حــظــر األلـــغـــام املـــضـــادة لألفراد التي تسمى اتفاقية أوتــاوا. والتي تم تأسيسها عـام 1997 في كندا/أوتاوا، لحظر استخدام األلغام األرضية. ونـحـن نحيي هــذا الـيـوم للتوعية بـاألعـمـال املتعلقة باأللغام، يجب أن نـكـون أكـثـر نشاطا ومـيـا للعمل وال يقتصر جهدنا ودورنـــــا عــلــى كــتــابــة الــتــقــاريــر واملـــقـــاالت الـصـحـفـيـة. وخاصة أن حــدنــا الـجـنـوبـي تــعــرض خــال هــذه الــحــرب لــزراعــة األلغام األرضية من قبل عصابة الحوثيني، ويجدر بنا أن نكون واعني للناجني منها. نعم ال يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعني الـقـيـام بــه فــي هــذا املــجــال ســـواء كـانـت بـحـوثـا تتعلق بأخطار األلغام األرضية وسبل النجاة منها ونزعها، أو باملساعدة في إنقاذ األرواح وتشجيع البلدان على اتباع سياسات ملنع التلوث باأللغام في جميع أنحاء العالم.