السعودية وفرنسا.. حلف وشراكة
يجري ولي العهد األمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غـــــدًا، فـــي ســيـــاق زيـــارتـــه الرسمية لــفــرنــســا الــتــي تــبــدأ الـــيـــوم. وقالت مصادر فرنسية مطلعة إنها تتوقع أن يعلن الجانبان (الثالثاء) إبرام «شراكة إستراتيجية». وأضافت أن فرنسا تتطلع للفرص الكبيرة التي تــتــيــحــهــا خــطــة هــيــكــلــة االقتصاد الــــســــعــــودي. ونـــقـــلـــت «أسوشيتد برس» عن مسؤول بمكتب ماكرون قـــولـــه أمــــس إن فــرنــســا تـــرغـــب في االستثمار بالسعودية في قطاعات التكنولوجيا، والـطـاقـة املتجددة، والـصـحـة، والسياحة، بما فـي ذلك تطوير موقع للتراث اإلنساني في صحراء السعودية. ونقلت رويترز أمـــس عـــن مـــســـؤول بــــــوزارة الدفاع الفرنسية قوله إن فرنسا والسعودية اتفقتا على توقيع اتـفـاق حكومي جـــديـــد بـــشـــأن صــــــــادرات األسلحة الــــفــــرنــــســــيــــة. وتـــــوقـــــعـــــت مــــصــــادر «عــكــاظ» أن تشمل مــحــادثــات ولي الـــعـــهـــد ومــــــاكــــــرون الــــنــــزاعــــات في سورية، واليمن، والتهديد اإليراني لــلــمــنــطــقــة. ويـــتـــوقـــع اإلعــــــــالن عن اتفاق بشأن مشروع سياحي كبير. وسـيـحـضـر ولـــي الـعـهـد مناسبات ثــقــافــيــة، ومــنــتــدى اقــتــصــاديــا في بـــاريـــس. وكــــان ولـــي الـعـهـد اختتم األحـــد زيــــارة رسـمـيـة وزيـــــارة عمل لـلـواليـات املـتـحـدة استغرقت نحو ثــــالثــــة أســــابــــيــــع. ووصـــــــف خبراء شؤون الشرق األوسط في واشنطن وبــــــاريــــــس زيــــــــــارة األمـــــيـــــر محمد بــن ســلــمــان ألمــريــكــا بــأنــهــا حققت «نـــجـــاحـــًا رائـــــعـــــًا». وقـــــــال الخبير األمـــــريـــــكـــــي ســـــايـــــمـــــون هندرسن لـــفـــرانـــس بـــــرس إن األمــــيــــر محمد بــن سـلـمـان نـجـح فــي تـقـديـم نفسه لألمريكيني كشخص عادي نسبيًا، خــصــوصــًا عــنــدمــا ذهـــب مــع عمدة نيويورك السابق مايكل بلومبيرغ إلــى أحــد مقاهي ستاربكس، حيث طلب قهوة.
وصل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع األمير محمد بن سلمان بــن عـبـدالـعـزيـز، أمــس (األحــــد)، إلــى فرنسا فــي زيـــارة رسمية تستمر ثـالثـة أيام، وذلـك بناء على توجيهات خـادم الحرمن الشريفن امللك سلمان بن عبدالعزيز، واستجابة للدعوة املقدمة من الحكومة الفرنسية. وجــاء فـي بـيـان رسـمـي أوردتـــه وكـالـة األنــبــاء الـسـعـوديـة أن ولــي العهد سيلتقي الـرئـيـس الـفـرنـسـي إيـمـانـويـل مــاكــرون، وعــــددًا مــن املــســؤولــن لـتـعـزيـز العالقات الثنائية بن البلدين، ومناقشة القضايا ذات االهتمام املشترك. وكان في استقبال ولي العهد لدى وصوله إلى العاصمة الفرنسية باريس وزير الـخـارجـيـة الفرنسي جــان إيــف لــودريــان، وسفير خــادم الـحـرمـن الشريفن لدى فرنسا الدكتور خالد العنقري، وسفير فرنسا لدى اململكة فرانسوا غوييت. كما كان في استقباله األمير تركي بن خالد بن عبدالله، واألمير طالل بن عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز، وعدد من الوزراء وكبار املسؤولن. وتبدأ االجتماعات الرسمية اليوم (اإلثنن)، وسيحضر ولي العهد حفل عشاء على شرفه مع الرئيس إيمانويل ماكرون ليلة الثالثاء. ووفقا ملصادر إعالمية، من املحتمل أن يحضر ولي العهد في املدينة الجنوبية إيكس أو بـروفـانـس حفال أوركستراليا كبيرا يـعـزف فيه لعمالقة السمفونيات العاملية مثل كلود دوبيسي وروبار شومان. وسيلتقي األمــيــر محمد بــن سـلـمـان، الـرئـيـس الـفـرنـسـي إيـمـانـويـل مــاكــرون غدا (الثالثاء)؛ لتعزيز العالقات بن الرياض وباريس، في ظل مستجدات املنطقة وما يشهده الشرق األوسط من توترات، كما سيتم إضفاء الطابع الرسمي على بعض العقود لصالح توتال أو سي إم إن. وجــاء فــي تصريح لإلليزيه أن الـرئـيـس مــاكــرون يـريـد قبل كــل شــيء أن يؤسس لعهد جديد مع اململكة العربية السعودية، حيث جاء في البيان أن فرنسا تؤسس «لـتـعــاون جـديـد مــع اململكة الـعـربـيـة الـسـعـوديـة، الـتـي تـدخـل مـرحـلـة اجتماعية واقتصادية مهمة في عهد امللك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد األمير محمد بن سلمان». وقال مصدر مطلع إن «األمر يتعلق بإقامة شراكة جديدة مع فرنسا، وليس فقط الركض وراء إبرام العقود والصفقات، وهو ما يريد التأسيس له ولي العهد والرئيس الفرنسي». كما سيتطرق ولـي العهد والرئيس الفرنسي إلـى األزمــات اإلقليمية من سورية واليمن إلى االتفاق النووي اإليراني والوضع في لبنان، ومنطقة الساحل حيث تساهم السعودية في تمويل مجموعة الــدول الخمس، بينما تعتبر فرنسا أمن املنطقة وتنميتها أساسيا. واعتبر خبراء في الشرق األوسط أن الزيارة هي بالدرجة األولى تأسيس للعالقات السعودية - الفرنسية، الفتن إلى أن الرئيس الفرنسي يسعى لالحتفاظ بخطاب متوازن مع اململكة العربية السعودية باعتبارها شريكا رئيسيا لفرنسا. ورغم أن البرنامج لم يفصح عنه من الجانبن، إال أن مصادر أوضحت لـ «عكاظ» أن التركيز سيكون على الثقافة والسياحة واالستثمارات للمستقبل والتكنولوجيات الـجـديـدة، بما فـي ذلــك زيــارة ولــي العهد الـيـوم (اإلثــنــن) إلــى محطة F، حاضنة الشركات الباريسية املبتدئة، إضافة إلى توقيع نحو 12 مذكرة تفاهم في مجاالت السياحة والطاقة والنقل، وكذلك اإلعالن عن اتفاق تعاون لتطوير منطقة العال، التي تحوي تراثا أثريا مهما جدا. وكان ولي العهد السعودي زار بريطانيا أخيرا، قبل أن يتوجه إلى الواليات املتحدة األمريكية حيث أمضى ثالثة أسابيع فيها، والتقى رؤســاء شركات ووقــع اتفاقات لتشجيع االستثمار في اململكة استعدادا ملرحلة ما بعد النفط وفقا لرؤية .2030