«الفزعة في دمكم»
أشرع السعوديون نوافذ «الفزعة» هذه املرة من طرقات هــيــوســنت املـــتـــضـــررة وبــيــوتــهــا الـــتـــي أحــالــهــا إعصار «هارفي» إلى حطام، مطلقني وجه السعوديني الحقيقي، نحو إغاثة املنكوب ومساعدة املحتاج، دون انتظار أي نداء من أحد. والتقى ولــي العهد، خــالل زيـارتـه أمــس األول (السبت) أحــــــد املـــــنـــــازل املــــتــــضــــررة مــــن «هــــــارفــــــي»، املتطوعني السعوديني الذين شاركوا في إعـادة بناء املنزل، مقدمًا الشكر لهم على مشاركتهم في هذه األعمال اإلنسانية، وعكس الصورة املشرفة للشباب السعودي في تعاطفهم مع جيرانهم جراء ما أحدثه اإلعصار، قائال لهم «الفزعة في دمكم». ومنذ األيام األولى بعد أن ضرب اإلعصار هيوسنت، بدت حماسة املبتعثني السعوديني ظاهرة ملساعدة جيرانهم وسكان املدينة، ما يعكس مدى الصداقة والتقارب بني الـشـعـبـني، ويــؤكــد عـلـى ثـقـافـة الـشـعـب الــســعــودي التي تتبنى قـيـم إغــاثــة ومـسـاعـدة اآلخــريــن، والـقـيـام بدوره تجاه املجتمع املوجود فيه. والـبـدايـة كـانـت مـن املــيــدان قبل أي شــيء آخــر، ففي 25 أغسطس 2017 ضرب والية تكساس األمريكية إعصار مـــدمـــر خــلــف فـــي ســـاعـــات قــلــيــلــة أضـــــــرارا فـــي األرواح واملــمــتــلــكــات، وفـــــور انــتــهــائــه هـــب عــــدد مـــن املبتعثني السعوديني لنجدة املتضررين، من خـالل تطوعهم في إعادة بناء املنازل املتضررة وتجهيز املساعدات العينية الغذائية. وشــارك مـا يـقـارب 142 مبتعثا سعوديا في األعـمـال التطوعية إلعــادة إعـمـار املـنـازل املـتـضـررة من إعــصــار «هـــارفـــي»، تــحــت شــعــار «نــقــف مــع هيوسنت»، بـإشـراف من سفير اململكة لـدى أمريكا األمير خالد بن سلمان، الــذي تواصل مع محافظ واليــة تكساس غريغ أبــوت لتقديم الـدعـم لـه وألهــالــي الــواليــة، وتــواصــل مع الشباب السعوديني لدعم جهودهم في إغاثة املنكوبني هـنـاك. ووزع املبتعثون السعوديون على مــدى خمسة أيـــام 300 ألـــف وجــبــة غــذائــيــة عـلـى األســـر والضحايا، وأعــــــادوا تــرمــيــم املـــنـــازل املــتــضــررة مــن اإلعـــصـــار، كما ساهموا بجهودهم بالعمل مع املنظمات الخيرية في تنظيف الشوارع واملنازل الغارقة بعد اإلعصار. وقام ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع األمـيـر محمد بـن سلمان بـن عـبـدالـعـزيـز، بــزيــارة ألحد املنازل التي تعرضت إلعصار هارفي وأعيد بناؤها من خالل جهد إغاثي من متطوعني سعوديني. والتقى ولي العهد خــالل الــزيــارة عـمـدة هيوسنت سيلفستر تيرنر، واملديرة التنفيذية ملنظمة habitat for humanity أليسون هــاي، الـلـذيـن رحـبـا بـولـي الـعـهـد، معبرين عـن التقدير للدعم املقدم من أبناء اململكة العربية السعودية ملدينة هيوسنت عقب إعصار هارفي. وفي ختام الزيارة عبرت إحدى أصحاب املنازل املتضررة عـن تقديرهم للمملكة وأبنائها فـي وقفتها اإلنسانية معهم عقب تضرر منازلهم من إعصار هارفي.