Okaz

العيسى: الكراهية وَهَوس اخلرافة َولَّدا الطائفية وَفَرضا الصراعات

شريعة الزمان واملكان مرنة ُتَبّشر وُتَيِّسر.. وتتغير أحكامها مبقتضياٍت ستٍة مهمة حملة العلم والفكر حتصني شباب األمة من عاديات الشر أن تستغل عاطفتهم املجردة

-

وقـــــال األمـن العام في كلمته: «عندما تكون األمة في هذا الشأن، على جادة سواء، فـعـائـد ذلـــك عـلـى داخــلــهـ­ـا فــي أمـنـهـا املجتمعي بـمـفـاهـي­ـمـه وتـفـاصـيـ­لـه كــافــة، وأيــضــًا عــائــد عــلــى رسالتها الشاملة التي جـاءت رحمة للعاملن ومتممة ملكارم األخــاق»، موكدًا أن «وعي األمة عندما كان في حال من املد والجزر، من زمن آلخر، كنا على مشاهد مؤملة من فصول تاريخية محسوبة على رجـال أحداثها، وليس على اإلسام، إال في منطق من حمل اإلسام جناية التوظيف والسطو». واسـتـطـرد: «ولـيـس أحــد محسوبًا على ديــن الله إال املعصوم صلى الله عليه وسلم، وعليه فليس من الرشد التكلف في تسويغ أخطاء التوظيف

ُِ السياسي واملادي للدين؛ فهو ال ينتج سوى املزيد من التأزم وفقدان الثقة وترسيخ الصورة الذهنية السلبية.. وكلنا على علم بأن مكابرة الحق؛ انتصارًا لكل معتد أثـيـم، جناية مضاعفة»، مضيفًا «كما أنــه ليس من الرشد -من حيث األصل- إضاعة الوقت بتشريح جسد التاريخ وهو عند الله في كتاب». وأضاف: «في سياق املد السيئ، نجد أمامنا طرفي نقيض التطرف: التطرف املحسوب زورًا على اإلسام، والتطرف املضاد املتمثل في ظاهرة ما يسمى باإلساموفو­بيا، وقد تبادال االستفادة من بعض، كما تبادال الرهان على مجازفات كل منهما». وشدد على أن «األمن املجتمعي في سبيل وصوله إلى وحدة األمة، يتطلب منها النهوض بواجبها على أكـمـل وجــه ـ كــل فـي مـا يخصه ـ إن فـي الـعـدالـة السياسية واالجتماعي­ة واالقتصادي­ة، أو في نهوض علماء األمة ودعاتها بمسؤوليتهم العلمية

ُِ والفكرية على هدي اإلسـام الرفيع، حيث الفهم عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، برسوخ علمي في فقه املقاصد واملوازنات، والنظر الحصيف في املــآالت؛ فشريعة الزمان واملكان مرنة تبشر وتيسر، حتى تغيرت فتواها وأحكامها عند االقتضاء واإلمكان، بتغير األزمنة واألمكنة واألحوال والعادات والنيات واألشخاص». ودعا أمن عام الرابطة، حملة العلم والفكر، إلى توعية شباب األمة لتحصينهم من عاديات الشر التي خطفت عددًا منهم مستغلة عاطفتهم الدينية املجردة، الفتًا إلى «إن لكل نـازلـة بـاألمـة تشخيصًا يــوصــل إلــى أسبابها وعــاجــًا، وعـنـدمـا نخطئ التشخيص (فواتًا أو مكابرة)، فإن العاج املوهوم لن يقتصر على عدم الشفاء، بل سيضاعف من الداء ويعقد الحالة، ولذا فما أحوجنا في كثير من أحوالنا إلـى املراجعة واملكاشفة ال السير في تيه، ليس له من طائل سوى الحشد الفارغ، والنتائج املتوقعة بل واملشاهدة».

ال نهضة ألمة إال بوعيها

وتحدث الدكتور العيسى، عن أثر الوعي في نهضة األمم، قائا: «لم تنهض أمة من األمم إال بوعيها، وما أعاق الوعي إال استحكام الجهل، إن بانسداد الفكر في بيئات التصنيف والكراهية والتوظيف السلبي، حيث ضيق األفــق وحلقات السجال العقيم التي زادت األمــة عنتًا ومشقة، وطائفية

َُ وصدامًا، متحينة بيئات الصراع السياسي لتفرخ فيها طفيليات التطرف واإلرهاب، في تكاثر مؤلم، تمدد في منطقة فراغ، يتحمل طليعة مسؤولية شغ ِل ِه علماء األم ِة ومفكروها». وتابع، في سياق حديثه عن معوقات الوعي: َُ

‪َْ َُ‬ «وأعـاق الوعي (أيضًا) املكابرة ملصالح سياسية أو مادية خدعت كثيرًا من القطيع املنقاد لزخرف قولها ومصايد دجلها، في سياق يفترض أن يتجاوز بزمنه املتحضر سذاجة استدراج الخرافة والتمويه، غير أن قاطعًا مدهشًا يفصل تلك العقول عـن رشـدهـا عندما تعود إلــى ملعتادها وقد تعمق في ال وعيها»، فكانت على سبيل املثال رهانات مطامع الطائفية والكراهية حـــــــيـ­ــــــث أوضـــــــ­ـــح بـــاخـــت­ـــزال قـــائـــا «الكراهية وهــــــوس الـــخـــر­افـــة الـــتـــي رفــضــهــ­ا الدين وتـــــجــ­ـــاوزهـــ­ــا الـــــزمـ­ــــن ولــــــــ­ــدت الـــطـــا­ئـــفـــيـ­ــة وفرضت الصراعات». كما أكد، أن ال نهضة ألمة إال بتمثل قيمها الرفيعة، سلوكًا يترجم صدقها وعزيمتها، بعيدًا عن سـرديـات ال طائل وراءها، كشفها الزمن وال يزال، مضيفًا «كما لن تتجاوز صورتها السلبية، وبعض أقلياتها في عدد من الدول غير اإلسامية على عنت املواجهة مع بلدان دخلوها بعهد احترام دساتيرها وقوانينها وثقافتها، ليتجاوز الوعي بذلك، وكذا الوعي بحق املطالبة بالخصوصية الدينية وفق األدوات الدستورية، إلى رفع الصوت بالصلف والكراهية والعناد غير املــجــدي، فــي سـيـاق الـنـكـث بــااللــت­ــزام، وعـــدم الـتـفـريـ­ق بن مفهومي االحترام املادي والقناعة الدينية». وخلص األمن العام إلى القول: «عندما نكون على أنـمـوذج هــذا الـواقـع املـؤلـم بغيبة وعـيـه، فإننا أمـــام مــعــضــل­ــة، تــعــود بـنـا إلـــى الــــــور­اء، وإلى دعــم حيثيات الـكـراهـي­ـة املـقـابـل­ـة، ومــن ثم التصعيد والـــصـــ­راع، لـنـؤكـد مــع األسف نــظــريــ­ة صــــدام الــحــضــ­ارات فــي الوقت الذي ننعى على كراهيتها وتخلفها». واعــــــت­ــــــبـــ­ـــر األمــــــ­ــــــن أن «التسلية بالتوصيات واملــقــر­رات فـي أعقاب املؤتمرات وامللتقيات وهي حبيسة الــنــفــ ِس األمـــــا­ر ِة، لــن تــجــدي سوى إضـــاعـــ­ة الــجــهــ­د والــــوقـ­ـــت واملـــــا­ل، واملــامــ­ة على أصحابها»، مشددًا على أن األمــة بحاجة إلــى عزيمة صـادقـة، وتشخيص صحيح، قبل حلقات الــــدوار املــفــرغ، وهــي تدرك أن الـــحـــل يـــبـــدأ مــــن داخـــلـــ­هـــا، وأن التشخيص واضح أبلج.

شرعية الدولة الوطنية

وزاد الــعــيــ­ســى: «إلن كــنــا نــؤصــل شرعية الدولة الوطنية، وما نبحث عنه في مؤتمرنا هـــذا مــن أمــنــهــ­ا املـجـتـمـ­عـي املــفــضـ­ـي لوحدتها اإليــمــا­نــيــة الـــصـــا­دقـــة، فـــي مــواجــهـ­ـة املــشــكـ­ـكــن في شرعيتها، بناء على أوهام دولة الخافة بمواصفات التطرف، فإننا أمام مسؤولية الدولة الوطنية (في داخلها ابــتــداء)، ومــع لحمتها اإلسامية (مـــرورًا)، و(انـتـهـاء) بعاملها (بــدولــه وشـعـوبـه كــافــة)، فـي إطــار الــوئــام اإلنـسـانـ­ي؛ تحقيقًا ملعنى املفردة األكثر دورانًا في املصطلح اإلسامي وهي السام».

 ??  ?? شهدالمؤتمر­حضورًاعلميًاوفكريًاوسياسيًاالفتًا.
شهدالمؤتمر­حضورًاعلميًاوفكريًاوسياسيًاالفتًا.
 ??  ?? العيسى يلقي كلمته في جلسة اإلفتتاح.
العيسى يلقي كلمته في جلسة اإلفتتاح.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia