مطار جدة.. اللغز احملير !
فـــي بــيــان مـقـتـضـب جــــدا أعــلــنــت الــهــيــئــة العامة للطيران املـدنـي عزمها على تشغيل مـطـار امللك عبد العزيز الدولي بجدة بشكل ذاتي وذلك لفترة مؤقتة تبدأ من شهر مايو املقبل حتى يتم ترسية تشغيل املطار وإدارة املطار على إحدى الشركات املتخصصة. وكانت الهيئة قد ألغت بشكل مفاجئ وصادم عقدًا واتفاقية مع التحالف املكون من شركات مطارات «تشانجي» الدولية السنغافورية والشركة الـسـعـوديـة لـلـمـسـانـدة الـبـحـريـة إلدارة وتشغيل املــطــار نفسه، وقررت إعادة طرح املشروع للمنافسة العامة وذلك «بعد رصد بعض املالحظات الرئيسية التي تتطلب إعادة النظر في ترسية هذا املشروع». كل من يتعامل أو يستخدم مطار جدة يدرك أنه إحــدى قصص «الفشل» و«اإلدارة املعيبة» في تاريخ اإلدارات الـرسـمـيـة. مــن املخجل واملـعـيـب أن يـكـون حــال بــوابــة الحرمني ومدخل ضيوف الرحمن بهذا التردي على مر السنني، حصل تطور مهم وجيد طـال انتظاره وال شـك ولكن املـأمـول أن يظل أكبر بكثير، فهذا املطار األكبر في السعودية وواجهتها على ضيوف الرحمن مـن العالم بـأسـره. كانت بشرى ســارة حينما تعاقدت الهيئة مع مطارات «تشانجي» واستبشر املتعاملون مع مطار جـدة بذلك األمــر، إعطاء مسؤولية اإلدارة والتشغيل إلــى املـسـؤولـني عـن تشغيل املـطـار األنـجـح فـي الـعـالـم فيه نقل للخبرة ورفع مستوى اإلدارة والكفاء ة التشغيلية ولكن أن تأتي الصدمة بأن يكون التشغيل ذاتيا في االفتتاح بعد طول انتظار وعـطـلـة وتـمـديـد فــي املــواعــيــد بشكل غـيـر مـسـبـوق وأن تخرج علينا الهيئة بتصريح مقتضب ال يوضح وال يفسر ما حصل ويفتح املجال للتأويل والقيل والقال، البيان إما أن يقدم تفسيرا شــارحــا يـحـتـرم فـيـه املتلقي بمعلومات مـوضـحـة للموقف أو بالتالي فال داعي له. كان من املأمول أن ترسى عملية التشغيل على مشغل عـاملـي مـن نفس مستوى «تـشـانـجـي»، مشغل مثل املسؤول عن مطارات هيثرو وجاتويك في لندن أو مشغل مطار فرانكفورت أو مطار دبي، مطارات عاملية ناجحة ومميزة ولكن كــان الخبر االسـتـعـانـة بشركة إسبانية متواضعة للمساعدة على عمليات التحضير والتجارب امليدانية وهي تابعة لشركة إسبانية كبرى مختصة بالتقنية واالسـتـشـارات تعمل بمطار جدة سابقا. مطار امللك عبد العزيز بجدة سيكون أحد عناصر وإدارات التطوير االقتصادي املنشود للسعودية والـذي سوف يشكل اقـتـصـاد الـحـج والـعـمـرة والنقلة النوعية املـأمـولـة فيه أحد أهم الروافد لذلك. الحل املقترح حتى اآلن ال يفي بالغرض وال هو بحجم املأمول. لم تقدم التفاسير والشروحات الكاملة ملعرفة سبب سحب أفضل مشغل مطارات في العالم من تشغيل مطار امللك عبد العزيز بجدة ولـم يتم التعاقد مـع بديل كفؤ. جـدة بوابة الحرمني الشريفني تستحق مشغل مـطـارات عامليًا يليق بطموحات الـبـالد الـجـديـدة وال مجال أن يتحول املطار األول إلى حقل تجارب مجددًا. * كاتب سعودي