دعوة خير وبشرى سعد اجتثاث الفكر اإلخواني
إذا تــجــاوزنــا املــنــافــع الــســيــاســيــة واالقتصادية الكبيرة الـتـي حققتها جـولـة ولــي العهد األمني؛ األمير «محمد الخير» التي شملت مصر وبريطانيا وأمريكا، فثمة أمر في غاية األهمية صحب هذه الجولة املباركة، تمثل في دأب األمير على إيضاح النهج الفكري املعتدل الذي تأسست عليه اململكة، وســارت عليه فـي حقبها املختلفة، وما عـلـق بــهــذا املـنـهـج الــنــاصــع مــن أوضــــار األيــديــولــوجــيــات التي تناوشت اململكة من الخارج، ووجدت طريقها إلى بنية املجتمع، وبـخـاصـة «الـفـكـر اإلخـــوانـــي»، الـــذي عـــرى األمــيــر محمد عواره وكشف نواياه املفخخة في أكثر من مناسبة، وشمله بالتقريع ضمن «مثلث الــشــر» املـنـظـور فــي: «إيــــران، واإلخــــوان املسلمني، والجماعات اإلرهابية».. وســوف أركـــز على فكر «اإلخــــوان املـسـلـمـني»، ملـا لـهـذا الفكر من تغلغل واضــح فـي بنية مجتمعنا، كمحصلة طبيعية للغفلة، واإلســـــراف فــي حـسـن الــنــيــة، وإحــســان الــظــن فــي غـيـر موضعه، ليجد هـذا التنظيم، ذو النوايا املفخخة، طريقه إلـى مناهجنا التعليمية؛ عــن طــريــق الــتــدريــس بــل وإعــــادة صـيـاغـة املناهج التعليمية في مراحلها املختلفة، واضعني فيها حثالة أفكارهم الخبيثة والتي تشكل عماد أيديولوجيتهم ونظرتهم إلى العالم، محكما بـذلـك قبضته على مستقبلنا بتوجيه تفكير وعقول الناشئة إلى مبتغاه األساسي، الذي كشف عنه ولي العهد األمني ووصـفـه بقوله: ...« هـو تنظيم متطرف آخــر، وهـم يرغبون في استخدام النظام الديموقراطي من أجل حكم الدول ونشر الخالفة في الظل تحت زعامتهم املتطرفة في شتى أنحاء املعمورة ومن ثــم سـيـتـحـولـون إلـــى إمــبــراطــوريــة حـقـيـقـيـة مـتـطـرفـة يحكمها مرشدهم».. إن تغلغل الفكر اإلخواني في مناهجنا، أمر يدركه الجميع، ويعلمون نـواتـجـه الـكـارثـيـة الـتـي منينا بها سابقا، والـتـي دفـعـت باملخلصني إلــى املطالبة بمراجعة هــذه املناهج في كل مراحل التعليم املختلفة، وهـو أمـر بشر به ولـي العهد، وتوعد بحملة تجتث الفكر اإلخواني من جذوره في مجتمعنا، وهي دعوة خير، وبشرى سعد، أتمنى من كل قطاعات املجتمع التفاعل معها لتحقيق غاياتها السامية، وبخاصة فـي قطاع التعليم، الذي ما زالت مناهجه على حالها، فقد كان حريا بها أن تستبق الوعد بالفعل لتحقيق حلم ولي العهد، وتعمد إلى التنبيه والتنويه لكافة املدارس ودور العلم بتعطيل بعض أجزاء املناهج التي تبرز فيها البصمة اإلخوانية بشكل ال يحتاج إلى كثير بحث وتدقيق، إلى حني حذفها بالكامل من املناهج كلها، مع التدقيق والتمحيص في اختيار املعلمني واستبعاد كل من له أي توجه أو تعاطف مع ممثلي «مثلث الشر»، وبخاصة تنظيم «اإلخــوان املسلمني»، كونه التنظيم الـذي وجـد منا أريحية في القبول، واحتضانا بعد شتات، وفسحة من بعد ضيق، فما رعى حرمة، وال التزم حسن الضيافة، فنشر سمومه في عقول أبناء الوطن قديما، فكانت ثمرة ذلك ما نشهده اليوم عند دعاة الفتنة، واملروجني ألفكار ال تمت إلى اإلسالم بصلة، بل تتعلق بمطامع التنظيم اإلخواني في تشكيلته املاسونية املعروفة للجميع. إنـنـا فـي مسيس الـحـاجـة إلــى بـرنـامـج متكامل لــ«غـسـل» الفكر اإلخـوانـي من مجتمعنا، وقـد توطن عقول أبنائنا الطالب من خالل املناهج، فالحاجة ماسة إلى إستراتيجية مضادة تستهدف مــن تـلـقـى الـفـكـر اإلخـــوانـــي عـلـى اعــتــبــاره الـحـقـيـقـة والصواب، والعمل على إيضاح الخطأ بكل شجاعة، وتعيينه بكل دقة دون خطاب عمومي فضفاض، وتتبع املناهج سطرا سطرا وتنقيتها من هذه األوشاب واألوضار اإلخوانية، وتسميتها بشكل مباشر، وتـعـريـة مـا تستبطنه مـن نـوايـا مفخخة، ومـقـاصـد شيطانية، ثـم العمل على إشـاعـة الــصــواب على أوســع نـطـاق، وهـنـا يأتي الدور على كافة وسائط اإلعالم، ووسائل التواصل االجتماعي، واألســـرة، وكـافـة مؤسسات القطاع املـدنـي، بما فـي ذلــك األندية األدبية، والرياضية، وكل مفاصل املجتمع عليها أن تعمل بشكل متسق ومتوافق لبيان الخلل والخطأ املتصل بالفكر اإلخواني، وإيضاح الصواب، بما يشيع ثقافة املعرفة السليمة، ويؤسس للفكر املعتدل واملنهج الوسطي الذي كان عليه مجتمعنا في ماضيه، ويجب أن يعود إليه في حاضره ومستقبله. إن مثل هذه اإلستراتيجية تتطلب قدرا كبيرا من الصبر وصدق النوايا، واإلرادة الحازمة الحاسمة، وهي بحمد الله متوفرة فــي قيادتنا الــرشــيــدة، وفــي أبــنــاء وطننا األوفــيــاء، كما أنها تتطلب الوعي والـحـذر، والتخلي عن نــوازع الغفلة املستندة إلى حسن النوايا والسذاجة، فمن املهم أن يكون املجتمع على وعـي بما يفد إليه من أيديولوجيات عبر النوافذ املفتوحة، واالنتباه إلى ما ينطوي على الخطابات التي تتزيا بالدين، وتتخذ من الخطاب العاطفي وسيلتها للتجييش واستمالة «الطيبني» الساعني إلى إرضاء الله بإشاعة اإلسالم في ربوع الكون، وهي غاية سامية، ولكن لها أصولها املرعية، وطرقها التي حددها الشرع، والتي تقدر بتقدير الزمان واملكان، وما أروع األمير «محمد الخير» حني أشار إلى هذه النقطة بقوله ..« الـلـه أمــرنــا بنشر كــالمــه، وهــذه املهمة ال بــد مــن إنجازها. واليوم – في الدول غير اإلسالمية – أصبح لكل بشر الحق في اختيار معتقده وما يؤمن به، وأصبح باإلمكان شـراء الكتب الدينية فـي كـل دولـــة، والـرسـالـة يتم إيصالها، واآلن لـم يعد واجبا علينا أن نقاتل من أجل نشر اإلسـالم ما دام مسموحا للمسلمني الدعوة بالحسنى».. صفوة القول؛ إن األمير «محمد الخير» قد أوضـح الغاية في املرحلة املقبلة، وهي اجتثاث «مثلث الشر» وأفكاره، وبخاصة الفكر اإلخواني، وهي غاية ال تحتمل من أي فرد في املجتمع الوقوف على الرصيف أو الجلوس في مقاعد املتفرجني، فكلنا معنيون بلعب دور إيجابي فـي هــذه الحملة التصحيحية، طـاملـا أن الخطر قــد دخــل إلينا مــن بــوابــة التعليم، وأبنائنا الطالب. * كاتب سعودي