أعوام لتطوير «عاصمة التاريخ»

معرض متنقل في باريس للكشف عن أسرارها القدمية.. وخطة «العال».. كنز احلضارة وقبلة السياحة اجلديدة

يسعى السعوديون لرسم مستقبل السياحة في بالدهم بحروف من ذهب، متكئني على تاريخ وإرث ال يقدران بثمن، وفي منطقة العال شمال غرب اململكة حيث الكثير من التاريخ الذي ينتظر الكشف عنه، يعول السعوديون عليه كثيرًا فـي مسعى لطرق أبــواب جـديـدة لدعم القطاعات السياحية والثقافية والتراثية، ومنطقة لتعزيز الحوار الثقافي والتبادل الدولي. فاملنطقة الحافلة باآلثار التاريخية املهمة تعد أكبر متحف مفتوح في الهواء الطلق باململكة، وتـحـوي آثــارا تاريخية مهمة، خاصة مـدائـن صـالـح، أول موقع سـعـودي تـم إدراجـــه على الئحة اليونسكو لـلـتـراث الـعـاملـي، وينظر الفرنسيون إلــى املـوقـع بـإعـجـاب «غـيـر مـسـبـوق». وكــان أقيم احتفال للهيئة امللكية للعال في متحف اللوفر، بحضور عدد من الــوزراء، منهم: وزير الخارجية عادل الجبير، ووزير الثقافة واإلعالم الدكتور عواد العواد، ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وشخصيات ثقافية وسياسية من البلدين. وفي العال حيث يحيط التاريخ بزوارها من كل جانب، يرى مراقبون أن املوقع يزخر باملناظر الطبيعية الخالبة غير املستغلة حتى اآلن، ما يؤكد أن املنطقة تحوي عوامل الجذب السياحي لجعل أي مشروع سياحي بها باهرًا. وأكد الخبير من مجموعة أكسفورد لآلثار في بريطانيا جيمي كوارترماين أنه «كل يوم يتم اكتشاف أمر جديد في املنطقة»، مشيرًا بعد جولته في املنطقة إلى أن «االحتماالت ال نهاية لها». وفي هذا السياق، قال رئيس الجانب الفرنسي من مشروع تطوير العال جيرار ميستراليه: «مشروع العال هو مشروع مذهل بني السعودية وفرنسا، وهو نتاج اإلرادة املشتركة بني ولي العهد األمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل مـاكـرون، بشأن تطوير العال أجمل األماكن السياحية»، مشيرًا في حديث لقناة العربية إلى أنه لشرف كبير لفرنسا أن تشارك في هذا املشروع. من جهته، أكد رئيس معهد العالم العربي وعضو الوفد الفرنسي ملشروع العال جاك النغ، أن موقع العال من أجمل املـواقـع في العالم ويتمتع بمساحة هائلة، الفتًا إلـى أنـه مشروع يحترم تقاليد الشعوب ويحافظ على ثقافة املكان. وكشف أن املعهد سينظم في السنة القادمة معرضًا كبيرًا عن مشروع العال لعرض تاريخ املنطقة. ومـن املقرر أن تستضيف مدينة األضــواء باريس في ربيع 2019 املعرض املتنقل عن حضارات العال للكشف عن أسرارها القديمة. وتنوي السعودية وفرنسا توقيع اتفاق مدته 10 سنوات لتطوير املنطقة، وقال املدير العام للهيئة امللكية للعال عـمـرو املـدنـي إنــه سيكون مـن املمكن استقبال السياح فـي املنطقة «خــالل 3 إلــى 5 سنوات»، مضيفًا أن املنطقة التي تضم مطارا ستستقبل بعد تجهيزها بني 1.5 2.5و مليون زائر سنويا، مع احترام معايير البيئة والتنمية املستدامة، مشددا على أهمية تسجيل جميع الكنوز األثرية قبل ذلك. ويهدف االتفاق الفرنسي السعودي إلى حماية املوقع التراثي من عوامل التآكل مع الزمن أو التعرض للسرقة، ومن املقرر إقامة متحف ومركز لألبحاث التاريخية واألثرية في العال الواقعة على بعد نحو 1100 كيلومتر عن العاصمة الرياض، كما سيتم تأهيل 150 طالبا وطالبة في مجالي السياحة والثقافة.