Okaz

هل ينهار التحالف «األمريكي ـ الكردي» في دير الزور ؟

-

ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﻗﻮﺍﺕ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃ­ﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻣﺮﺍ ﻭﺍﻗﻌًﺎ، ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻟﻦ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﺍ »ﺩﺍﻋﺶ« ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﻋﻔﺮﻳﻦ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻭﻓﺼﺎﺋﻞ ﺩﺭﻉ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻞ »ﺍﻟﻌﻔﺮﻳﻨﻲ« ﻭﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻓﻲ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺩﻳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌًﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﻔﺮﻳﻦ ﺳﻘﻄﺖ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﺎﻉ ﺍﻟﺮﻭﺱ ﻭﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ. ﻓﻌًﻼ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺟّﺪًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ - ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ.. ﻫﻞ ﻳﺒﺘﻠﻊ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﺍﻷﻟﻢ ﺑﻌﺪ ﻋﻔﺮﻳﻦ ﻭﻳﺒﻘﻮﻥ »ﺍﻟﺴﻬﻢ« ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ؟ ﻭﻫﻞ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ؟ ﻣﺎ ﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺩﺭﺱ ﻋﻔﺮﻳﻦ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ؟ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺗﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺠﺤﺖ ﻋﻞ ﻣﺪﺍﺭ ٣ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﺎﺟﺘﺜﺎﺙ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺩﺍﻋﺶ ﻭﺣﺸﺮﻩ ﻓﻲ ﺑﻀﻌﺔ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺭﻳﻒ ﺍﻟﺒﻮﻛﻤﺎﻝ؟ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﻘﺘﻬﺎ »ﻋﻜﺎﻅ« ﺗﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻮﻕ ﺃﻱ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ، ﺑﻞ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻭﺍﻗﻊ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ. يقول أحد قيادات جبهة دير الزور ويدعى هاشم، الذي التقته «عكاظ» في إحدى القواعد األمريكية في صحراء دير الزور: إن الواليات املتحدة األمريكية، لـم تتعامل بجدية مـع مـا جــرى فـي عفرين، وهــذا لـن يمر ببساطة، خصوصًا أن «قسد» واألكـــرا­د على وجـه الخصوص قدموا العديد من الشباب في املعارك ضد «داعش» من أقصى الشمال السوري إلى شرقه في دير الزور. ويؤكد هاشم، أن الحرب على التنظيم مستمرة رغم كل الظروف، وأن هذه الحرب أيضًا تفرض التنسيق مع الجانب العراقي، لكن في الوقت نفسه لن يكون هناك - أو على األقل- لم يحدث تنسيق مع ميليشيات الحشد الشعبي العراقي، معتبرًا أن إيران أيضًا خطر على سورية. يـسـأل أحــد املقاتلني األكــــرا­د فــي منبج قـيـادتـه عشية سـقـوط عفرين؛ هـل كنا مخطئني فـي قتال «داعـــش» وتحالفنا مـع الــواليــ­ات املتحدة األمريكية التي بقيت تتفرج على انهيار عفرين؟ الصدمة كبيرة فـي عفرين، واألكــثــ­ر خـطـورة بالنسبة لــأكــراد إعادة تفكيرهم بفكرة املــؤامــ­رة على الشعب الــكــردي، خصوصًا مـن القوى العظمى (أمــريــكـ­ـا وروســـيــ­ـا)، الـلـتـني استخدمتا األكــــرا­د فــي حربهما الخاصة بسورية. فــي غــضــون 5 أشــهــر تـمـامـًا خـسـر األكـــــر­اد مـديـنـتـن­ي كـانـتـا قــاعــًا في الـوجـدان الكردية، األولــى كنت كركوك ولعلها صدفة أيضًا أن تكون خسارة كركوك في اليوم نفسه في ‪،2017/ 10 /18‬ واليوم في /18 ‪2018/ 3‬ يعاد الــدرس املر في مدينة عفرين.. فهل هذه من الصدف؟ ال فـي السياسة ليست هناك صدفة بـل هناك مخطط. وهــذا املخطط كفيل بتغيير القناعات الكردية أن واشنطن لن تدافع عن املصالح أو الطموحات الكردية ال في سورية وال في العراق، وهذا يتطلب مصارحة كردية داخلية. تشير املعلومات إلـى أن الـواليـات املتحدة األمريكية، بــدأت جديًا في تقليل االعـتـمـا­د على الـقـوة الـكـرديـة فـي قــوات سـوريـة الديموقراط­ية «قسد»، وتوسيع قاعدة العنصر العربي خصوصًا في دير الزور. وهذا يعني أن التعاون الكردي األمريكي سيقتصر على مناطق شرقي الفرات فقط، وهــذا التوجه األمريكي يأتي بعد اضمحال مناطق «داعش»، بمعنى أن العامل الكردي في هزيمة «داعش» لن يكون نقطة االرتكاز األمريكية في املستقبل القريب. وقد كانت إشارة عفرين واضحة بشكل كاف إلى املراجعات األمريكية في العاقة مع «قسد». القواسم املشتركة بني الواليات املتحدة األمريكية واألكراد انتهت - إلى حد كبير- وكـان «داعــش» فقط القاسم املشترك بني الطرفني، وبنهاية هذه القواسم بطبيعة الحال يقتضي تغيير في األولويات األمريكية، حتى أن الشخصية املحورية في التحالف الدولي ضد «داعش» واملقرب من األكراد بيرت ماكغورك جرى تحجيمه في اإلدارة األمريكية ولم يعد عقل الرئيس دونالد ترمب في سورية كما كان في إدارة باراك أوباما. حتى املال األمريكي في الفترة القادمة ستكون له مسارات أخرى، بعيدا عن قوات سورية الديموقراط­ية، وسيكون للجانب العربي الدور األكبر، هكذا تقتضي الحاجة األمريكية (على األقل في دير الزور). الدور الكردي في دير الزور تحوم حوله العديد من عامات االستفهام، فتلك املدينة املتجانسة عربيًا لـم تعتد على العنصر الــكــردي، حتى املـقـاتـل­ـون األكــــرا­د فــي مدينة ديــر الـــزور (شــرقــي الــفــرات)، ال يشعرون بـاألمـان فـي تلك املدينة القاحلة، زد على ذلــك حجم الخايا النائمة لتنظيم «داعـــــش» اإلرهـــاب­ـــي الــتــي تــتــربــ­ص بـاملـقـات­ـلـني األكـــــر­اد دون غيرهم. لـذا تجد قلة قليلة من املقاتلني األكــراد في مدينة الصور والبصيرة وغرانيج وغيرها من األرياف املحررة من «داعش» ينتشرون في قلب املدينة، وتركت «قسد» املهمة األمنية ألبناء هذه املدينة، وسط حالة من الشك بني املكون العربي والكردي إلى متى هذه الحالة. فالرصيد االجتماعي لأكراد رغم شعارات «أخـوة الشعوب» صفر باملقارنة مع الرقة ومنبج وغيرهما من املدن املختلطة عرقيًا. بالنسبة للواليات املتحدة، من السهل عليها أن تجد البديل عن األكراد في ديـر الــزور والـرقـة وحتى منبج، باعتبار القاعدة العربية واسعة جـدًا في تلك املناطق، لكن هل يتعايش األكــراد مع مرحلة جديدة با حليف؟ وفـق كل املعطيات السابقة، فالقواعد القديمة في التفاهم األمريكي الكردي قد تغيرت بكل تأكيد والكرة اآلن في امللعب الكردي، هل تقبل أن تستمر هذه العاقة على الطريقة األمريكية، بحيث يتم العمل على القواسم املشتركة فقط دون املصالح الخاصة.. وإن ذهب األكــراد إلى خيار املصالح الخاصة فقط، فماذا سيكون مصير القواعد األمريكية في القامشلي وعني العرب (كوباني) وعني عيسى؟ بل ماذا عن مستقبل الساح األمريكي بيد األكـراد، هل ستمضي أمريكا في وعدها ويبقى هذا السام بيدهم؟ أسئلة كثير يحتاج األكــراد اإلجابة عنها سريعا بعد سقوط عفرين، خصوصًا في ظل ارتفاع الطموحات التركية في توسيع املواجهة مع وحدات حماية الشعب، من عفرين إلى سنجار في العراق وصوال إلى جبال قنديل أيضًا. أخيرًا؛ ثمة مفارقة أمريكية في دير الــزور، ففي الوقت الـذي تشيد فيه الواليات املتحدة األمريكية قواعد عسكرية جديدة في دير الزور، نرى أن الرئيس األمريكي دونالد ترمب يلوح باالنسحاب من تلك املدينة، األمر الذي رفضه البنتاغون، بالقول «ال تغيير في املهمة العسكرية في سورية».. ولكن ماذا لو فعلها ترمب، ما مصير األكراد في تلك املناطق؟

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia