التعامل مع األمراض املعدية والبعد النفسي
حــــن تـــتـــنـــاول األخــــبــــار مـــوضـــوعـــًا النـــتـــشـــار مـــــرض معد «كالجرب» برغم أن التوعية الصحية التي تزامنت مع هذه األخــبــار كـانـت مطمئنة، إال أن البعض مــن الــنــاس يصاب بحالة مــن الهلع مــن انـتـشـار املـــرض الـــذي قــد يصيبهم أو يصيب أطفالهم بفعل العدوى، حيث إن الخوف من اإلصابة يأتي في االعتبار األول أكثر من فهمه وكيفية عالجه ومدى سـهـولـتـه إن حــــدث، وقـــد يــتــطــور اإلحـــســـاس بــالــخــوف إلى حالة من الوسواس بسبب األفكار املزعجة التي يتصورها الفرد، األمر الذي ينعكس بتأثير سلبي سواء على املستوى النفسي له أو على البعد االجتماعي في الحياة العامة. الــجــرب لـيـس املـــرض األول الـــذي حــدث وانـتـشـر عـلـى مدى السنوات املاضية، بل إنـه حسب كـالم األطـبـاء واملختصن أقل خطورة من أي نوع من األمـراض املعدية شرط التوجه إلــــى عــالجــه وااللــــتــــزام بــالــتــوصــيــات الــطــبــيــة الــتــي تمنع نقله من املريض إلـى غيره، وقـد تطورت أساليب التوعية للتعريف به وتوضيح التدابير الوقائية الالزمة للحد من انتشاره بما في ذلك ما نشر عن وزارتـي الصحة والتعليم من تصريحات مطمئنة. انتشار املرض في املدارس بدأ أوال لطبيعتها املزدحمة، ما بـرر حالة االستنكار والـسـؤال عن دور وزارة التعليم، وإن كنا نعول على مسؤوليتها في جعل بيئات التعليم بيئات صحية آمــنــة، إال أن ذلــك ال يـتـم إال بـالـتـعـاون مــع الصحة املدرسية التابعة لوزارة الصحة والتي يجب أن تغطي هذا االحــتــيــاج، أي أن املـسـؤولـيـة تـقـع عـلـى الجهتن فــي الدور التوعوي والوقائي ومن ثم الــدور العالجي أثناء التعامل مع املشكالت الصحية التي قد تنتشر في املدارس. يجب أن يتركز دور اإلعـــالم فــي مخاطبة الجماهير على اإلعــــداد النفسي املـسـبـق واسـتـيـعـاب فــكــرة املـــرض املنتشر باعتبار الجانب النفسي هو األهم، دوره أيضا في التركيز عــلــى الــتــوعــيــة مــن خـــالل نـخـبـة مــن املـخـتـصـن الصحين بطريقة مكثفة تمكن مـن التعاطي بينهم وبــن املجتمع، إضـافـة إلــى أن فـي هــذا تجنبا لـحـدوث الخلل الــذي يسمح بانتشار اإلشـاعـات املستهدفة لحياة الناس واستقرارهم، وبــالــتــالــي يــكــون مــصــدرا لـلـمـعـلـومـة املــوثــوقــة فــي الوعي االجتماعي.