عمل النوبات الليلية وصراع النوم!
ينظم اإليــقــاع الــيــومــي، وظــائــف الـجـسـم املـخـتـلـفـة، مــثــل؛ درجة الـــحـــرارة، ووقـــت االسـتـيـقـاظ والــنــعــاس، والــجــوع، وكــذلــك إفراز معظم الهرمونات على مدار ٤٢ ساعة. ويعاني العاملون بنظام الورديات الليلية عادة من نقص ساعات النوم، إذ يبلغ متوسط عدد ساعات نومهم ٢-٤ ساعات أقل من العاملني خالل النهار، وثمة عامل آخر هو أن نوم النهار مع وجود الضوء والضجيج عادة ما يكون أقل راحة و جودة، وبالتالي فإن قلة النوم واألرق أمران شائعان لدى عاملي الورديات، ويمكن أن تزداد مشكالت النوم التي يواجهها العاملون بـهـذا الـنـظـام ســـوءًا، فـي حـالـة وجــود سبب آخر الضـطـراب الـنـوم، مثل؛ انقطاع التنفس أثناء النوم، أو بسبب وجود التزامات أخرى تزيد من ضغط جدولهم الزمني، مما ال يسمح لهم بقسط كاف من النوم. ويؤثر الحرمان من النوم الناتج مما ســبــق عــلــى نــوعــيــة األداء الوظيفي؛ وذلك بالتأثير على الوظائف العقلية، مـثـل؛ الــذاكــرة، والــقــدرة العقلية، واملــهــارات املزاج. وتختلف العالجات وفقا لنوع عمل واحتياجات وظروف الفرد، وعلى سبيل املثال فإن الحل الذي يناسب الشخص الذي يعمل فـي مستشفى كطبيب مـثـال، مختلف عـن ذلــك الــذي يعمل عمال رتـيـبـًا أو بـوتـيـرة واحــــدة، فيجب عـلـى الــذيــن يعملون بنوبات ليلية بشكل دائم الحفاظ على جدول نوم منتظم سبعة أيام في األسبوع. والذين يعملون بمناوبة تحت الطلب لديهم مشكالت مختلفة -نوعا ما- بحيث ال يمكنهم التنبؤ بجداولهم لتخطيط نومهم؛ الـحـركـيـة، وتقلبات وبالتالي ينبغي عليهم أن يكونوا في حالة راحة دائمة، بأخذهم غفوات من النوم عند استطاعتهم. وأثبتت الــدراســات أن الـنـوم فترة طويلة أفضل مـن عـدة فترات قــصــيــرة، ويـمـكـن أن يـصـبـح األداء الـوظـيـفـي بـطـيـئـا فــي بداية االستيقاظ، ومع ذلك ينبغي النظر في اآلثـار املترتبة على أخذ قيلولة في العمل، خاصة الذين يحتاجون إلى درجة عالية من الدقة والتركيز في عملهم. وغــالــبــًا مـــا تــســتــخــدم األدويــــــة املــنــومــة مـــن قــبــل الذين يعملون بنظام نوبات لتجاوز الوقت، وجعل أنفسهم قادرين على النوم، وهذه الحبوب قد تقدم اإلغاثة، إال أنها ال تعالج السبب الحقيقي للمشكالت في النوم، وهــنــاك آثـــار جانبية لـهـا، إذ يـــؤدي استخدامها لوقت طويل إلى زوال تأثيرها مع التعود على تـنـاولـهـا، بـجـانـب اســتــمــرار ضـعـف درجة التركيز والعطاء أثتاء العمل، بالرغم من تحسن مدة النوم. وأخيرا، هناك تدابير وعالجات للمساعدة عـلـى تـعـزيـز الــنــوم الـعـمـيـق، مـثـل الــنــوم فــي ظـــالم وفـــي هدوء، املــحــافــظــة عــلــى الـــبـــرودة ودرجــــة حــــرارة مــريــحــة لــغــرفــة النوم، االسترخاء قبل النوم. ويستحسن أن يتناول العمال نسبة عالية من البروتينات والكربوهيدرات في وجبات الطعام، وينبغي أن يتجنبوا األطعمة املقلية التي يصعب هضمها، وعـدم الذهاب إلى الفراش جائعني، أو بعد تناول وجبة دسمة.